تخطى سعر بيتكوين مستوى 32 ألف دولار خلال تداولات يوم السبت للمرة الأولى فى ظل تزايد الاهتمام من المتعاملين والمستثمرين الذين يعتقدون أنها فى طريقها لتصبح طريقة دفع سائدة، وفقا لبورصة "بيتستامب" لتداول العملات الرقمية.
وبوصول بيتكوين إلى هذا المستوى فإن العملة الرقمية الواحدة من بيتكوين أضحت تساوى ما يقرب من نصف كيلوجرام ذهب.
وجرى تداول سعر العملة المشفرة الأكثر رواجا فى العالم عند 32565 دولارا، بعد أن تخطت مستوى 30 ألف دولار للمرة الأولى فى تاريخها فى بداية تعاملات السبت، ثم إلى 31,502 دولاراً، فى منتصف تعاملات اليوم نفسه.
أرقام قياسية تاريخية
ففى 2017، قاربت قيمة بيتكوين الـ 1000 دولار، ثم شهدت ارتفاعاً على مدى أشهر تالية قبل تحقيقها طفرة بين منتصف نوفمبر ومنتصف ديسمبر من عام 2017، لتصل إلى قرب 20 ألف دولار، لكنها بدأت مسار التراجع بعد ذلك
وأوائل عام 2020، كان سعر بيتكوين يعادل 8 آلاف دولار، لكنها انخفضت بعد ذلك إلى 4 آلاف دولار عندما تفشت جائحة كورونا فى الربيع.
وخلال 3 أشهر من التداول، كسرت العملة الافتراضية "بيتكوين"، الأسعار التاريخية المسجلة فى ديسمبر 2017، عند 19 ألف دولار، وسط تزايد عالمى فى الطلب.
وتخطت قيمة العملة الإفتراضية الأقدم والأشهر بين العملات المشفرة وأكثرها انتشارا فى العالم عتبة 20 ألف دولار للمرة الأولى فى 16 ديسمبر2020، قبل أن تنهى الشهر الماضى عند 29 ألف دولار.
أسباب الطفرة
لم يكن المستثمرون فى العملة المشفرة يتوقعون تحسن سعر العملات الافتراضية، بل وكسر الأسعار التاريخية السابقة، خلال العام الجاري، الذى يعد الأعقد اقتصاديا وماليا على مختلف الاقتصادات المتقدمة والنامية.
ورأى المحلل المستقل المقيم فى ألمانيا تيمو امدن، مدير "امدن ريسرش"، أنّ "الرغبة فى المخاطرة" فى شراء هذه العملة المشفرة "لا تزال ثابتة". ورجّح "فى ضوء دينامية الأسعار تسجيل مزيد من المستويات غير المسبوقة".
وبدأت هذه الطفرة نهاية اكتوبر بإطلاق شركة المدفوعات الإلكترونية العملاقة "بايبال" خدمة شراء وبيع ودفع بالعملات المشفرة.
إضافة إلى هذه الخدمة المخصصة للأفراد، فإنّ صناديق استثمار تهتم بشكل متزايد بهذا الأصل الذى يتصف بتحركات أسعار مفاجئة، وذلك رغم الحذر الذى ساد مدة طويلة.
وقال تيمو إندن إنّ "العديد من المستثمرين فى القطاع الخاص لا يملكون الجرأة بعد على الاقتراب، ويفضّلون المراقبة".
رغم ذلك، كان محللو مصرف "جى بى مورجان" الأمريكى رأوا فى الآونة الأخيرة أنّ "استخدام بتكوين من قبل المستثمرين التقليديين بدأ لتوّه"، وقارنوا هذه العملة الرقمية التى تتسم باللامركزية، بالذهب.
كما أنّ محللين فى مصارف ذائعة الصيت فى السوق الأمريكية على غرار "سيتى بنك" شرعوا أخيراً فى متابعة تقلبات قيمة هذه العملة المشفرة.
ويرى كثر من المؤمنين بقيمة بهذه العملة، أنّها تستمد أهميتها من كونها تفتقر إلى مركز يقرر بشأنها، فهى انبثقت من شبكة أطلقها أشخاص مجهولون عام 2008 وظلّت غير تابعة لأى مؤسسة مالية.
وقال محللون فى دويتشه بنك: "سيكون هناك بحث عن عملات بديلة بسبب التراجع المستمر فى قيمة النقود الورقية... يبدو أن الطلب على بيتكوين سيظل مرتفعا".
وتسارعت وتيرة الارتفاع فى "بيتكوين" بعد أن كشف مدير صندوق استثمار بريطانى عملاق أنه اشترى ما قيمته 745 مليون دولار من البيتكوين.
ومع وصول المعروض من بيتكوين 21 مليونا، يرى المستثمرون فى العملة المشفرة أداة تحوط فى مواجهة خطر التضخم فى وقت تتجه فيه الحكومات والبنوك المركزية إلى التحفيز المالى بسبب جائحة كوفيد-19.