أفضل رؤية لها من مكان مظلم بعيدا عن أضواء المدينة
هواة الفلك ومحبى الظاهر الفلكية على موعد اليوم الأحد وغدا الاثنين مع أول الظواهر الفلكية فى العام الجديد ، حيث يظهر اليوم أولى زخات شهب الرباعيات ، المتوقع أن تصل الى ذروة تساقطها فى سماء مصر و الوطن العربى من منتصف ليل اليوم الأحد 3 يناير بعد إرتفاع نقطة اشعاعها بعد منتصف الليل وخلال الساعات قبل شروق شمس الإثنين 4 يناير في ظاهرة مشاهدة بالعين المجردة بدون الحاجة لاستخدام أجهزة رصد خاصة.
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة ، فى تقريرلها ، أن شهب الرباعيات تنتج حوالي 120 شهاب بالساعة، ومع ذلك ، ويُحسب هذا المعدل الأقصى بافتراض أن تكون سماء مظلمة تمامًا وأن تكون نقطة إشعاعها في أعلى السماء لذلك من الناحية العملية، فإن أي رصد حقيقي قد لا يفي بالظروف المثالية، وبالتالي فإن عدد الشهب يحتمل سيكون أقل من ذلك بكثير، خاصة أن القمر سيكون في مرحلة التربيع الأخير بالتزامن مع ذروة الرباعيات ما سيتسبب في طمس معظم الشهب الخافته.
وبشكل عام هناك فرصة لرؤية ما قد يصل إلى 45 شهاباً فى الساعة مابعد منتصف الليل أو اقل من موقع مظلم بعيدا عن أضواء المدن، ويتوقع أن تكون في أفضل أحوالها قبل الفجر بوقت قصير ، عندما تكون نقطة إشعاعها في أعلى إرتفاع لها في السماء.
نقطة إشعاع أو إنطلاق شهب الرباعيات تقع بالقرب مع كوكبة الدب الأكبر والنجم الساطع السماك الرماح في الطرف الشمالي من كوكبة العواء بالأفق الشمالي ولكن لا يحتاج الراصد لتحديد نقطة إشعاع الشهب لانها تظهر من اي مكان في السماء.
وتنشأ زخات الشهب السنوية عندما تمر الكرة الأرضية أثناء دورانها حول الشمس خلال تجمعات كثيفة من الغبار والحصى المتناثرة على طول مدارات المذنبات والكويكبات، حيث تصطدم بأعلى الغلاف الجوي للأرض وتحترق على ارتفاع يتراوح بين 70 و 100 كيلومتر وتظهر لنا كشريط من الضوء وهذا يؤدي إلى حدوث زخات شهابية تتكرر على أساس سنوي.
وبحسب التقرير ، إن الشهب المرتبطة بأي زخات معينة تشع من نقطة مشتركة في السماء، لذلك يمكن تمييز زخات عن غيرها بسهولة لأن مساراتها تبدو وكأنها تشع أو تنبعث من نقطة مشتركة في السماء، وذلك لأن جزيئات الحصى في أي تجمع معين تتحرك في نفس الاتجاه تقريبًا عندما تعبر مدار الأرض ، نظرًا لوجود مدارات متشابهة جدًا مع الجسم الأصلي الذي أتت منه وعليه فإنها تضرب الأرض من نفس الاتجاه تقريبًا وبنفس السرعة.
ونوه التقرير الى أن مصدر شهب الرباعيات غامض، ففي العام 2003 حدد بأن مصدرها الرئيسي هو الكويكب 2003 EH1، وإذا كان كذلك فإن الرباعيات مثل شهب التوأميات، تأتي من جسم صخري - وليس مذنبًا جليديًا، يعتقد أن 2003 EH1 هو نفسه المذنب C / 1490 Y1 ، والذي رصد منذ 500 عام، لذلك فإن القصة الدقيقة وراء مصدر الرباعيات تظل غامضة إلى حد ما.
وفى نفس السياق، قال الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك السابق ، وأستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، إن زخة شهب الرباعيات، هى من زخات الشهب المتوسطة يصل عدد الشهب فيها إلى أكثر من 40 شهاب في الساعة بافتراض وجود سماء مظلمة تماما .
وأضاف أستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، فى تصريحات صحفية ، إن شهب الرباعيات ناتجة عن مخلفات كويكب قديم يعرف باسم 2003 EH1 ، والذي تم اكتشافه عام 2003 ، وهو يدور حول الشمس دورة كل 5 سنوات ونصف ، مشيرا الى أن القمر الأحدب سيحجب معظم الشهب الخافتة هذا العام، موضحا أن أفضل رؤية لهذه الظاهرة بعد منتصف الليل ويجب أن تكون من مكان مظلم تماما بعيدا عن أضواء المدينة بشرط صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار.