مع حلول العام الجديد كان الشعب التركى على موعد مع أزمة جديدة بطلها الرئيس رجب طيب أردوغان الذى بات يمثل تهديدًا للكثير من قيم الجمهورية التركية، إذ وجه إهانات شديدة للمرأة خلال كلمته التى أعقبت صلاة الجمعة الأولى فى 2021، فى إطار هجومه على زعيم أكبر أحزاب المعارضة، ما أثار عاصفة من الانتقادات ضد الرئيس فى أول أيام العام الجديد، وفقا لما ذكره موقع "تركيا الآن".
وكان أردوغان قد هاجم زعيم حزب الشعب التركي، كمال كيلتشدار أوغلو، عقب أدائه صلاة الجمعه بمسجد آيا صوفيا فى إسطنبول، قائلاً «كما ترونه فى بعض الأماكن للحصول على الأصوات، يقوم بإحضار عدد من المحجبات بجانبه مثل عارضات الأزياء. لم يعد بإمكانه أن يخدع أحدًا هذه الأشياء ولت».
يأتى ذلك فى الوقت الذى لم يصرح كليتشدار أوغلو بأى أحاديث ضد الحجاب، فيما استغل أردوغان تصريحات عضو سابق بحزب الشعب الجمهورى، هو فكرى ساغلار، التى قال فيها «لا أثق فى نزاهة القاضى إن كان امرأة محجبة»، وهى التصريحات التى سارع كليتشدار أوغلو برفضها وإدانتها.
التصريحات السابقة أحدثت ضجة كبرى على جميع المستويات فى الشارع التركى، وتجلى ذلك فى ردود أفعال أحزاب المعارضة وكذلك الصحف المستقلة والعالمية، فيما دشن رواد مواقع التواصل الاجتماعى حملة كبرى تطالب الرئيس بالاعتذار الرسمى من جميع النساء فى تركيا.
وفى أعقاب كلمة أردوغان خرج كمال كليتشدار أوغلو، يدعو الرئيس للاعتذار من كافة النساء المحجبات، بعد استخدامه ورقة النساء فى الخلاف بينهما، وزعمه أنه (كليتشدار) يستخدم المحجبات كعارضات الأزياء خلال مؤتمراته الجماهيرية.
ونقل موقع «جمهورييت» التركى، تعليق زعيم المعارضة على تصريحات أردوغان قائلًا «لا يمكنك إهانة المرأة أكثر من ذلك، ماذا تقصد بعارضة أزياء؟ أنتظر أن يعتذر أردوغان بشكل واضح وصريح لكافة النساء المحجبات».
وشدد كليتشدار، على أن «الإنسان يحزن مما يحدث، ومن الاستخدام الخاطئ للسيد أردوغان للكرسى الذى يجلس عليه»، مشيرًا إلى أنه على أردوغان منح الكرسى الذى يجلس عليه حقه، وأنه إن كانت المحجبة من حزبه فلا بأس فى ذلك، ولكن عندما تكون من حزب آخر، فإنها تصبح (عارضة أزياء)»!
إساءة أردوغان للنساء التركيات أثارت حفيظة وغضب رئيسة حزب الخير التركى المعارض، ميرال أكشنار، إذ فاجأت المرأة الحديدية الجميع بتغريدة لاذعة عبر حسابها الرسمى على «تويتر» جاء فيها «إن الأمة سئمت من عقلية أردوغان القذرة».
وقالت أكشنار «السيد رجب طيب أردوغان. بينما قُتلت 386 امرأة فى بلادنا فى العام الماضى، إلا أنك تخرج أيضًا وتهين النساء دون أدنى خجل، اذهب وأدى واجبك أولاً، واحفظ أمن وسلامة النساء، لقد سئمت الأمة حقًا من هذه العقلية القذرة».
وانطلقت حملة كبرى على مواقع التواصل الاجتماعى فى تركيا تحت وسم «اعتذر يا أردوغان»، تطالب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، بالاعتذار للنساء التركيات، بعد إهانته للمحجبات، وإشارته إلى أن النساء اللواتى يمارسن السياسة فى حزب الشعب الجمهورى لسن أكثر من «مجرد عارضات أزياء».
وبعد دعوة كليتشدار أوغلو، أطلق العديد من نواب حزب الشعب الجمهورى وأعضاء الحزب حملة على وسائل التواصل الاجتماعى تحت وسم «اعتذر يا أردوغان»، وانضم للحملة فور مشاركة رموز المعارضة الآلاف من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى.
فيما أكدت فاطمة بستان أونسال، إحدى العناصر النسائية المؤسِسة لـحزب العدالة والتنمية، أنه أثناء وجودها فى الحزب، تعرضت النساء المحجبات للتهميش، ولم يشغلن منصبًا نشطًا لسنوات عديدة.
وأوضحت أونسال، أن أردوغان أساء استغلال هذه القضية، وذلك بسبب الأصوات التى خسرها، وبهدف زيادة الدعم له، وقالت: «إنه يريد الذهاب إلى الموضوعات التى يمكن أن توفر دعمًا مريحًا للغاية، ويجمع الأصوات. تصريح أردوغان يسيء فى الغالب إلى النساء المحجبات. من الطبيعى فى الواقع ارتداء الحجاب فى كل حزب اليوم».
وأكدت أونسال، أن النساء اللواتى يرتدين الحجاب تم تهميشهن داخل الحزب، ولم يتم تضمينهن فى أجهزة الحزب، خلال الفترة التى كانت فيها فى حزب العدالة والتنمية.
وأشارت أونسال، إلى أن انتخاب المرأة المحجبة كان جديدًا حتى فى الفروع النسائية لحزب العدالة والتنمية، موضحة أنه فى السنوات الأولى لحزب العدالة والتنمية، لم يتم وضع النساء المحجبات فى مناصب نشطة لفترة طويلة.
وأضافت، أن وجود النساء المحجبات فى جميع الأحزاب، ومشاركتهن فى السياسة النشطة، أمر إيجابي، وأن الحجاب لا يمثل أى حزب سياسى.
وكان الرئيس التركى، أدلى بتصريحات أثارت سخط الرأى العام التركى حول النساء المحجبات بحزب الشعب الجمهوري، حيث قال: «إن رئيس حزب الشعب الجمهورى يصطحب معه فتيات محجبات كـ"عارضات أزياء" محاولًا خداع الأمه».