يعتبر عيد الميلاد المجيد المقبل، هو أول عيد تشهده الكنائس المصرية في العصر الحديث في ظل تفشى وباء كورونا، الذى أودى بحياة الملايين حول العالم، الأمر الذى يستدعى تدابير خاصة وإجراءات احترازية مشددة، سواء على المستوى العالمى أو المحلى أو داخل الكنيسة نفسها.
وألقى الوباء بظلاله على آليات تحديد الاحتفال بالعيد، سواء في الإجراءات الاحترازية، أو طريقة الاحتفال أو حتى أيامه، فالكنيسة الكاثوليكية سمحت لإيبارشيتها بإمكانية عقد قداسين للعيد لتخفيف الحضور بالكنيسة، في وقت قررت فيه الكنيسة الإنجيلية إلغاء الحضور الشعبي من الأساس وقصر القداس على قيادات الكنيسة، فيما ظلت الكنيسة الأرثوذكسية في موضع دراسة "أين نعقد قداس العيد؟ كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية أم كاتدرائية العباسية ؟ .
الكنيسة الأرثوذكسية
على مدار السنوات الماضية كان يتم الاحتفال بعيد الميلاد المجيد في كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، مساء 6 يناير، حيث تبدأ الصلوات السابعة مساءًا بحضور الوزراء وكبار رجال الدولة، ولكن في ظل تفشى الموجة الثانية من فيروس كورونا قرر البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إن يترأس قداس عيد الميلاد المجيد مساء 6 يناير المقبل في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون مثلما فعل سابقا إبان عيد القيامة الذى عقد في إبريل الماضى خلال ذروة انتشار الموجة الأولى لفيروس كورونا، فيما اتجهت المطرانيات بالكرازة المرقسية لإلغاء الحضور الشعبى في احتفالات رأس السنة وقداسات عيدي الميلاد والغطاس المقبلين، وقصرها على الكهنة والشمامسة فقط.
وأعلن البابا تواضروس عن تفاصيل الاحتفال بعيد الميلاد هذا العام خلال مداخلة له مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج الحكاية، إن عيد الميلاد سيكون بنفس إجراءات عيد القيامة الماضى – شهر إبريل – متابعا :" وأنا هصلى فى الكنيسة فى الدير والسبب هو التزاحم والعدد الكبير، والبقاء وقت طويل فى الكنيسة والمناسبات لا تخلو من سلامات وأحضان، نتابع قرارات الصحة العالمية وإجراءات الدولة والدولة شئ نحن نتخذ المناسب لحفظ حياة الإنسان"، متابعا:" خفنا على الصحة لأنه أسمى عطية من الله على الإنسان فالوقاية خير من العلاج والاحتفالات روحية فى قلب الإنسان، ونحن في ظروف استثنائية وهي ظروف أول مرة نختبرها لذا يجب مواجهتها بشجاعة".
الإيبارشيات
اتخذت العديد من الإيبارشيات قرار إلغاء الحضور الشعبى لقداسي عيد الميلاد والغطاس، وعلى سبيل المثال أعلنت مطرانية طما بمحافظة سوهاج، تعليماتها الجديدة بخصوص حضور قداسات عيدي الميلاد والغطاس، فى ظل الإجراءات الجديدة لتفشى فيروس كورونا، وقال الأنبا إسحق أسقف الإيبارشية في بيان اليوم الأربعاء: "حضور قداسات أعياد رأس السنة لميلادية وعيدي الميلاد والغطاس قاصر علي أباء كهنة الكنيسة وعدد 25 شماس؛ وعدم مشاركة الشعب، مع تلقى التهانى عبر الهاتف، مع الالتزام بكافة الإجراءات الصحية والوقائية بكل جدية، ويعمل بهذا القرار في جميع كنائس الإيبارشية".
الأديرة
العديد من الأديرة القبطية أعلنت قصر الاحتفالات بعيد الميلاد على الرهبان فقط، وأعلن دير القديس الأنبا شنودة بسوهاج، مع الزيارات للدير بقداس عيد الميلاد المجيد، وكذلك قداس عيد الغطاس، بسبب انتشار فيروس كورونا.
وقال الأنبا أولوجيوس أسقف ورئيس الدير فى بيان له: "نظرًا لتزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد وحرصنًا على سلامة الجميع، يعتذر دير القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بالجبل الغربي بسوهاج عن عدم استقبال الزائرين في قداس عيد الميلاد المجيد ، وكذلك قداس عيد الغطاس المجيد، ونثق في تفهمكم للظروف الحالية رافعين صلواتنا جميعا لكي يرفع الله عن بلادنا والعالم أجمع هذا الوباء؛ وينعم على جميع المرضى بالعافية والشفاء".
و دير السيدة العذراء مريم بجبل أخميم الشرقي في سوهاج، قد قصر حضور قداسات رأس السنة وعيدي الميلاد والغطاس على الرهبان فقط بدون حضور شعبى،موضحا فى بيان له أن صلوات قداسات ليلة رأس السنة وليلة الأحد الأخير من شهر كيهك وعيدي الميلاد والغطاس سوف تقتصر على على الآباء الرهبان فقط، وأن القداسات في الأيام العادية سوف تكون بنسبة 25 % عن طريق حجز موعد القداس مسبقا، والمعموديات سوف تكون بميعاد مسبق بحضور 5 أفراد فقط، مع تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية ولا سيما ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي.