وصل صباح اليوم، الثلاثاء، عددا من قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى المملكة العربية السعودية، حيث من المقرر أن تنطلق ظهر اليوم، القمة الخليجية الـ 41، بمحافظة العلا شمال غرب المملكة، برئاسة خادجم الحرمين الشريفين، والتى توصف بقمة تصحيح المسار وتعزيز الأمن الخليجي.
ويصل بعد قليل وزير الخارجية سامح شكري لتمثيل وفد مصر فى القمة الاستثنائية، فيما وصل كلاً من محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والوفد المرافقه له إلى المملكة، كما وصل وفد سلطنة عمان إلى العلا للمشاركة في القمة الخليجية برئاسة فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء العُماني لشئون مجلس الوزراء العمانى، ويضم الوفد الرسمي العماني معالي وزير الخارجية السيد بدر البوسعيدي ومعالي وزير العدل والشؤون القانونية الدكتور عبدالله بن محمد السعيدي، كما ولى أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.
كما وصل ولي عهد البحرين إلى العلا لترأس وفد المملكة، وقد غادر في موكب رسمي إلى مركز مرايا، ويضم الوفد الرسمي البحريني معالي وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني ومعالي الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد الوطني.
وكان في استقبال الوفود في مطار الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز في العلا الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي عهد السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الذي رحب بهم وبمرافقيهم في المملكة العربية السعودية، كما كان في استقبالهم الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف فلاح الحجرف.
#عاجل بدء وصول قادة ورؤساء دول مجلس التعاون إلى العلا لحضور اجتماع الدورة الحادية والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. #القمة_الخليجية_في_العلا. #واس https://t.co/iZseXXVzmd
— واس الأخبار الملكية (@spagov) January 5, 2021
ورغم أنها قمة اعتيادية لكنها اتخذت طابعا استثنائيا، فعشية انطلاقها أعلنت الكويت الاتفاق على فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين السعودية وقطر، اعتباراً من مساء أمس، بينما شدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على أن قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ستكون قمة جامعة للكلمة موحدة للصف ومعززة لمسيرة الخير والازدهار، وستترجم من خلالها تطلعات خادم الحرمين الشريفين وإخوانه قادة دول المجلس في لمّ الشمل والتضامن في مواجهة التحديات التي تشهدها منطقتنا.
وأمس قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إن سياسة المملكة قائمة على نهج راسخ قوامه تحقيق المصالح العليا لدول مجلس التعاون والدول العربية وتسخير كافة جهودها لما فيه خير شعوبها وبما يحقق أمنها واستقرارها.
وأكد أن قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ستكون "جامعة للكلمة موحدة للصف ومعززة لمسيرة الخير والازدهار، وستترجم من خلالها تطلعات خادم الحرمين الشريفين وقادة دول المجلس في لم الشمل والتضامن في مواجهة التحديات التي تشهدها منطقتنا".
وبحسب عكاظ سيلقى خادم الحرمين الشريفين في الجلسة الافتتاحية خطاب سيكون محط أنظار واهتمام القادة والشعوب العربية والمحيط الإسلامي والدولي، كونه سيمثل خارطة طريق لتصحيح مسار دول المجلس وتعزيز العمل الخليجي المشترك واستعادة التضامن.
وسيلقي بعض قادة دول المجلس الذين سيصلون إلى العلا صباح اليوم كلمات في الجلسة الافتتاحية ظهرا، ويشارك القادة الخليجيون في حفل الغداء الذي سيقيمه خادم الحرمين الشريفين تكريما لهم وللوفود المرافقة لهم.
كما يعقد وزير الخارجية السعودى الأمير فيصل بن فرحان مؤتمرا صحفيا مشتركا مع الأمين العام لمجلس التعاون فيصل الحجرف بعد ختام القمة الذي سيعلن فيه البيان الختامي وإعلان العلا.
وبحسب مصادر خليجية فإن القمة ستناقش عددا من الملفات الإستراتيجية المهمة وعلى رأسها سبل تعزيز العمل وتحقيق الوفاق وتحصين البيت الخليجي من الداخل. وتوصف قمة العلا بأنها تعقد بصبغة أكثر شمولية، حيث تجسد مبدأ الوحدة الخليجية وتمثل فرصة للقادة الأعضاء للتداول بخصوص أولويات السياسة المشتركة بين بعضهم بعضا.
ويؤكد المراقبون- بحسب صحيفة عكاظ- أن الملف الرئيس الذي سيحظى باهتمام القمة 41 لقادة دول المجلس هو ترتيب البيت الخليجي، ولكن آمال الخليجيين ومتطلبات المرحلة ربما تتجاوز أهميّة هذا الملف إلى استحقاقات مرحلة حاسمة مقبلة فيها متغيرات وتحديات تتطلّب إعادة الروح لمجلس التعاون.
ويؤكد المراقبون- بحسب الصحيفة - أن الملف الرئيس الذي سيحظى باهتمام القمة 41 لقادة دول المجلس هو ترتيب البيت الخليجي، ولكن آمال الخليجيين ومتطلبات المرحلة ربما تتجاوز أهميّة هذا الملف إلى استحقاقات مرحلة حاسمة مقبلة فيها متغيرات وتحديات تتطلّب إعادة الروح لمجلس التعاون، خصوصا أنه من قراءة المشهد الإقليمي والعالمي يمكن تحديد بعض أبرز التحديات التي فرضتها المستجدات على الأرض وهي ضرورة تقوية منظومة الأمن الخليجي أمنيا وعسكريا لمواجهة التهديدات الإيرانية وتناقضات العلاقات الدوليّة والاختلالات السياسية والتدخلات الإيرانية والتركية، وظهور لاعبين إقليميين يتحركون باستثمار الفراغ الدولي في المنطقة، وتشتت النظام الرسمي العربي، وتحركات القوى الإرهابية الطائفية ممثلة في إيران بروحها «الفارسيّة»، وتركيا ببقايا أحلامها «العثمانيّة»، اللذين يتغلغلان في القلب العربي باسم الدين سواء كانت عمامة طائفية «إيران» أو عباءة إخوانية «تركيا» واللعب على الوتر الطائفي والإخواني.
ووفقا للصحيفة، لا يمكن لقادة دول المجلس تجاهل امتلاك إيران قنبلة نووية، لتتحول إلى قوة نووية مهيمنة في المنطقة، وتحكم سيطرتها على العراق، ويزداد نفوذها في سورية ولبنان، وتتمسك باحتلالها للجزر الإماراتية، وتتمادى في التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
ويرى الخبراء، أنه رغم أهمية مسألة تطور النفوذ الإيراني في المنطقة، فإن ذلك لا يجب أن يستحوذ على أهمية أكبر من فكرة ترتيب البيت الخليجي من الداخل، حيث إن الأمر يحتم على دول مجلس التعاون أن تكون لها سياسة أمنية وسياسة خارجية موحدة، وتعاون اقتصادي أكبر، بما يعزز قدرتها الذاتية على حماية أمنها ومصالحها في ظل بيئة إقليمية غير مستقرة.ومن المهم أن تتحسب هذه الدول لاحتمال اندلاع حرب جديدة في المنطقة، ربما لأخطاء في الحسابات، بما يتضمنه ذلك من ضرورات لبلورة خطط للتعامل مع التداعيات المحتملة لهذه الحرب فى حال نشوبها.