مصر الخالدة تحتفل بعيد ميلاد المسيح.. جولات للمحافظين لتهنئة الأخوة المسيحيين وسط تطبيق إجراءات الوقاية ضد كورونا.. وجهود أمنية مكثفة لتأمين الكنائس.. وقداسة البابا تواضروس يُصلى من أجل رفع الوباء وال

تحتفل مصر الخالدة 7 يناير بعيد ميلاد السيد المسيح، فى يوم يحمل تجليات ثقافة المحبة وهو يوم لكل المصريين مسيحيين كانوا أو مسلمين فكلهم من أبناء وطن باركه المسيح ابن مريم الذى يوقره الوجدان المسلم، حيث قام عدد من "المحافظين" بجولات متعددة فى العديد من الكنائس المصرية، لتقديم التهاني للأخوة المسيحين بمناسبة عيد الميلاد المجيد، داعيين الله فى هذه المناسبة الدينية المباركة لجموع الشعب المصري بالخير واليمن والبركات، وظهر أيضا العديد من المسئولين والأساقفة مرتدين الكمامة الطبية، للوقاية من فيروس كورونا، والالتزام بالتباعد الإجتماعى ضمن الإجراءات الاحترازية، وسط إجراءات أمنية وتعزيزات أمنية مشددة لتأمين الكنائس. فى البداية، ترأس البابا ثيودروس الثانى، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا، قداس عيد الغطاس (عيد الظهور الإلهي) فى كنيسة بشارة العذراء مريم فى المقر البطريركى بالإسكندرية. وفى كلمة للبابا ثيودروس قال: "من هذه المدينة العظيمة، مدينة بالإسكندرية، أود أن أشكر الله أن كنائسنا مفتوحة، بسماح من سلطات الدولة التى لم تعلن إغلاق أماكن العبادة، وأنتهز هذه الفرصة لأحَيى إخوتنا فى كل مكان فى الكون الذين يحتفلون ويفرحون اليوم معنا. لكن هناك آخرون حزينون فى وطنهم لكن نعمة الله ستحل فى قلوبهم، كما أن هناك يأملون بغد أفضل". وأضاف: "نرجو أن تكون بركة الله معنا، نرجو أن تأتى الأيام الخوالى مرة أخرى، ولنتمكن جميعًا- كعائلة- دائمًا من الحصول على بركة المسيح، لأن الشعور بالوحدة يتعب الإنسان، عندما نكون جميعًا معًا تكون الجنة على الأرض". وتابع البطريرك: "متمنيًا أن تمنح نعمة يسوع المسيح المُعَمَد، شجاعة ورجاء ونورًا فى ظلمات الوباء- التى تعم فى ضعف الأمل، لندع البحر الأبيض المتوسط الذى تم تقديسه لسنوات عديدة، أن يبعث اليوم برسالة مصالحة بين الشعوب، حيث كنا كل عام فى هذا العيد نقوم بإلقاء الصليب فيه ليتبارك بوجود أكليروس بطريركيتنا فى الإسكندرية وجموع المؤمنين، أما هذا العام وبسبب وباء كورونا ومنعا للتجمعات لعدم انتشار الوباء لم نقم بهذا التقليد المبارك، وللجميع بركتى الرسولية فى عيد الظهور الإلهي". فيما احتفلت الكنائس القبطية الأرثوذكسية، بعيد الميلاد المجيد وسط إجراءات احترازية مشددة فى ظل انتشار فيروس كورونا، والذى بدأت موجته الثانية فى نوفمبر الماضى، الأمر الذى استدعى الكنيسة لاتخاذ إجراءات وقائية للحفاظ على حياة المصليين بعد إصابة العديد من الكهنة وزيادة حصيلة الإصابات، خاصة فى طقسى أعياد الميلاد والغطاس يناير الجاري، أبرزها منع الحضور الشعبى للقداسات واقتصارها على الكهنة وعدد محدود من الشمامسة. وترأس قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية صلاة قداس عيد الميلاد المجيد من كنيسة التجلى بدير القديس الأنبا بيشوى بوادى النطرون، دون حضور شعبى وعدد محدود من رهبان وأساقفة الكنيسة. فيما نظمت الكنيسة الإنجيلية، الاحتفال الرسمى الخاص بها لعيد الميلاد المجيد، وقد اقتصرت الصلوات على رؤساء المذاهب والطوائف فقط دون حضور شعبى. بينما أدت كنائس مطرانية الأقباط الأرثوذكس ببورسعيد قداس عيد الميلاد المجيد بدون حضور شعبي من المواطنين، وذلك في ضوء الإجراءات احترازية المشددة لمواجهة انتشار الموجه الثانية من فيروس كورونا المستجد. واقتصرت الصلوات بكنائس بورسعيد على مجمع أباء كل كنيسة، وشاركهم عدد محدود من الشمامسة ما بين اثنين إلى عشرين شماس فقط، وذلك على حسب التنظيمات الداخلية لكل كنيسة بالمحافظة وشهدت الصلوات الحفاظ على التباعد الاجتماعي بين الجميع، وقد ارتدى كل القساوسة والشمامسة الكمامات، وجرى تعقيم الكنائس جميع قبل أداء الصلوات . ومن جانبه، أكد القس أرميا فهمي المتحدث الإعلامي باسم مطرانية الأقباط الأرثوذكس ببورسعيد، أنه لم يشارك في الصلوات في أي كنيسة من كنائس بورسعيد المواطنين، وذلك لمواجهة انتشار فيروس كورونا بناء على تعليمات البابا تواضروس الثاني . وأضاف "بدأت الصلوات في تمام الساعة 6 مساء، واستمرت حتى الساعة 11 مساء، موجها الشكر باسم مطرانية الأقباط الأرثوذكس للجهات الأمنية والمرورية على بذل قصارى جهدهم لتأمين مداخل ومخارج كافة الكنائس خلال إقامة القداس، "سوف يتابع كل المسيحين ببورسعيد قداس العيد من خلال البث المباشر على موقع كل كنيسة" وأكد القس أرميا، أن 7 يناير وهو يوم العيد ستكون جميع كنائس بورسعيد مغلقة ولن يكون في أي كنيسة أي احتفالات أو أنشطة مثل كل عام، ولن يتم السماح بأي تجمعات بالكنائس . جدير بالذكر أن الأنبا تادرس مطران بورسعيد سوف يقيم قداس ليلة عيد الميلاد المجيد بدير القديس الأنبا بيشوي بوادى النطرون، وقد أرسل التهنئة لجميع المواطنين بمناسبة عيد الميلاد المجيد داعيا الله أن يعم الخير على العالم بأكمله، وأن تنزاح ازمة الكورونا قريبا وأن يحمى الله مصر. وفى ذات السياق، أقيمت مراسم قداس الاحتفال بعيد الميلاد المجيد بالكنيسة القبطية الأرثوذوكسية بسوهاج "مارى جرجس "وكافة الكنائس والأديرة على مستوى محافظة سوهاج، والبالغ عددها 353 كنيسة ودير ومطرانية، حيث اقتصر الاحتفال هذا العام على عدد 20 كاهنا وشماسا في بعض الكنائس و10 كهنة وشمامسة في بعض الكنائس الأخرى. ومن جانبه قال القمص موسى إبراهيم المتحدث الاعلامى للكنيسة القبطية بسوهاج "مارى جرجس" أن القداس داخل المطرانية اقتصر هذا العام على 20 كاهنا وشماسا فقط وأنه لن يكون هناك استقبال للمهنئين وأن التهنئة والاستقبال سوف يقتصران على الاتصال الهاتفى فقط وعلى التهنئة على مواقع التواصل الإجتماعى فقط وذلك ضمن الإجراءات الإحترازية للوقاية من جائحة كورونا. كما قامت المديرية بإشراف اللواء دكتور حسن محمود مساعد الوزير مدير أمن سوهاج بالدفع بالقيادات لعمل المرورات الدورية على جميع الخدمات المنتشرة بمحيط الكنائس والمطرانيات والجمعيات على مستوى المحافظة للتأكد من جاهزية القوات ووضعها على أهبة الاستعداد وتلقين القوات الدور المنوط بها فى التعامل مع المستجدات. ومن جانبه بعث اللواء طارق الفقى محافظ سوهاج برقية تهنئة لقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد. وهنأ "الفقى" الأخوة المسيحين داخل مصر والمقيمين بالخارج بمناسبة الاحتفال بتلك المناسبة، مشيراً أن وحدتنا الدائمة هى الأساس فى تحقيق السلام والاستقرار والأمان والتقدم لوطننا العزيز مصر. فيما ترأس الأنبا إبرام، مطران الفيوم، قداس عيد الميلاد المجيد، بدير القديس الأنبا إبرام بالعزب، واحتفلت كنائس الفيوم، بعيد الميلاد المجيد، وسط إجراءات احترازية مشددة، لمنع العدوى بفيروس كورونا المستجد. واقتصرت صلاة قداس عيد الميلاد المجيد بكنائس المحافظة، على حضور الآباء الكهنة، دون حضور الشمامسة أو الشعب، وسط التزام من الآباء بارتداء الكمامات الطبية، لمنع انتقال العدوى بالفيروس. وفرضت أجهزة الأمن، إجراءات مشددة حول الكنائس، لتأمين الاحتفال بالعيد، ووضعت بوابات إلكترونية بمداخل الكنائس، وأغلقت الطرق المؤدية إليها. جدير بالذكر أن الأنبا إبرام، مطران الفيوم ورئيس أديرتها، قرر قبل عدة أيام قصر صلوات قداسات الأعياد خلال الشهر الجاري على الآباء الكهنة فقط، دون حضور شعبي أو الشمامسة. فيما ترأس الأنبا غبريال، أسقف بني سويف قداس عيد الميلاد المجيد بكنيسة السيدة العذراء بمدينة بني سويف بمشاركة عدد من الآباء الكهنة ومعلم الكنيسة دون مشاركة شماسة أو أيا من المواطنين. كما ترأس الأنبا أسطفانوس أسقف ببا والفشن وسمسطا قداس عيد الميلاد المجيد بكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس المطرانية بمدينة ببا من الساعة الثامنة مساء وحتى الساعة العاشرة والنصف مساء. وقال الأنبا غبريال فى بيان له، إنه أقيمت قداسات في عدد من كنائس الإيبارشية بحيث أقيم قداس فى كل منطقة بمشاركة كهنة باقى الكنائس وأيضا بدون مشاركة شماسة وأيا من أفراد الشعب. وتابع: "تأتي هذه الإجراءات في ضوء القرارات التي اتخذتها إيبارشية بني سويف لدعم جهود الدولة المصرية لمجابهة وباء كوورنا في ضوء زيادة أعداد المصابين بشكل كبير خلال الفترة الماضية". بينما زار اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، عددا من الكنائس لتقديم التهنئة بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد في ظل تطبيق الإجراءات الإحترازية لمواجهة فيروس كورونا. وتضمنت الزيارة كنيسة الكاتدرال وكنيسة مارمرقس ببورفؤاد والكنيسة الإنجيلية، وقدم محافظ بورسعيد التهنئة للأقباط أبناء الوطن الواحد، مؤكدًا أن مصر قوية بوحدة شعبها على مر العصور الذى صنع التاريخ وأثبت للعالم أن المصريين جميعهم نسيج واحد يعملوا من أجل رفعة الوطن. وأشار محافظ بورسعيد، إلى أن عيد الميلاد المجيد يعد عيدا لكل المصريين ورمز للحب والتسامح، وأن المصريين دائمًا يقدمون دروسًا فى ثقافة التعايش وحب الوطن وجعلها الركيزة الأساسية لنهضة الدولة وتقدمها. فيما قدم عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية، يرافقه اللواء فخر الدين العربى مساعد وزير الداخلية مدير أمن القليوبية، وعدد من القيادات الأمنية التهنئة لنيافة الأنبا مكسيموس أسقف بنها وقويسنا بكنيسة السيدة العذراء بمدينة بنها، وذلك بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد. وأكد محافظ القليوبية، خلال اللقاء، حرصه الدائم مشاركة الأخوة الأقباط في الاحتفال بأعيادهم، لتأكيد مشاعر الأخوة وروح الوطنية والتسامح الذي يميز أبناء الشعب المصري، مضيفا أن شعب مصر نسيج واحد. من جانبه، وجه نيافة الأنبا مكسيموس الشكر لمحافظ القليوبية والوفد المرافق له، مؤكدًا روح المحبة والإخاء التى تربط نسيج الشعب المصري.