تزامنا مع انتهاء انعقاد المؤتمر العام لحركة النهضة التونسية للإعلان عن الانفصال عن الإسلام السياسى، وتدشين حزب مدنى، نشب خلاف داخل الحركة التونسية حول صلاحيات رئيسها فى تزكية وتعيين شخصيات من مجلس الشورى بالحركة، وذلك بعد إعادة اختيار راشد الغنوشى رئيسا للحركة من جديد، فيما اختلف خبراء حول مستقبل هذه الخلافات وتأثيرها على قرار الحركة بفصل العمل الدعوى عن السياسى.
ونشرت مواقع تابعة للإخوان، تصريحات لقيادات بالحركة تؤكد وجود خلافات داخلا الحركة حول الصلاحيات الجديدة التى يسعى راشد الغنوشى لفرضها عليهم، حيث قال ناجى الجمل عضو مجلس الشورى الحركة، إن التعديلات المتعلقة بطريقة إفراز المكتب التنفيذي، بحيث يتم اقتراح الأعضاء من رئيس الحركة ويزكيهم مجلس الشورى بأغلبية الأعضاء، "سيكون من الصعب تمريرها" داخل الحركة.
وأوضح الجمل أن المقترحات تتضمن أن يكون مجلس شورى الحركة منتخبا جزئيا أو كليا من مجلس الشورى، موضحا أهمية التخلى عن مسألة فرض التزكية من قبل عضوين من الحزب لقبولها.
وأضاف الجمل أنّ التصويت على لائحة الفصل بين الدعوى والسياسى كان الثالث فى الترتيب على مستوى الأصوات المتحصل عليها، داخل المؤتمر العام لحركة النهضة التونسية.
ومن جانبه قال عبد اللطيف المكى القيادى بحركة النهضة التونسية، :"نحبذ رئاسة الشيخ راشد للحركة فى إطار انتخاب المكتب التنفيذى والشراكة المسنودة بقانون الانتخاب، وليس فى إطار مكتب تنفيذى معين ومزكى".
فيما نشب خلاف داخل المؤتمر العام لحركة النهضة الذى عقد مطلع هذا الاسبوع واستمر لثلاث أيام على طريقة المداخلات التى تمت من قبل قيادات بالحركة، وطريقة اختيار مداخلات الأعضاء داخل المؤتمر العام.
واختلف خبراء حول تأثير هذه الخلافات على مستقبل الحركة فى فصل العمل الدعوى عن السياسى، حيث قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن زيادة صلاحيات راشد الغنوشى قد تفجر خلاف داخلى كبير داخل حركة النهضة يؤدى إلى رفض أعضاء الحركة التوجه الجديد للنهضة.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان لـ"انفراد" أن فكرة التزكية وترشيح أعضاء من قبل رئيس الحركة ستمثل أزمة كبيرة داخل الحركة، وستزداد اعتراضات على التعديلات خلال الفترة المقبلة.
فى المقابل قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن هذه الخلافات لن تؤثر على توجه الحركة الجديد بالبعد عن الاسلام السياسى، مشيرا إلى أن راشد الغنوشى وعبد الفتاح مورو يحظون احترام وتقدير مكونات وأعضاء الحركة، فضلاً عن أن القرارات الأخيرة تم اتخاذها بالإجماع فى مؤتمر الحركة العام العاشر بعد دراسة متأنية للتطورات الإقليمية والعربية ولأوضاع الإسلاميين فى مصر واتجاهات الحالة الإسلامية فى تركيا.
وأضاف أن حركة النهضة أن المسار انحراف وأن الفشل العام هو مصير هذا التحرك الذى يجمع بين إخوان مصر والتيار الإسلامى فى تركيا ففضلت النهضة الانفصال والتميز بتجربة ومسار مستقل يلوذ بالدولة والوطنية التونسية.