كشف تقرير نشرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، عن أن هناك 12 نوعًا من الأورام السرطانية ترجع أسباب الإصابة بها للعوامل الجينية الوراثية، وهو ما كشفت عنه منذ فترة عدد من الدراسات الأخرى التى أكدت ارتباط أنواع معينة من الأورام الخبيثة بطبيعة الجينات الوراثية والحمض النووى للإنسان.
ووفقًا لدراسة جديدة سلطت الضوء على أشكال الأمراض الناتجة عن الوراثة، حدد العلماء فى جامعة واشنطن 12 نوعًا من السرطانات ترجع أسباب الإصابة بها للعوامل الوراثية الجينية، وهى سرطان المبيض والمعدة والثدى والبروستاتا، ونوعان من سرطان الرئة وورم الجهاز العصبى، وسرطان المخ والرقبة وبطانة الرحم والكلى، وسرطان الدم النخاعى الحاد.
وقام الباحثون بتحليل دور الجينات الوراثية BRCA والتى يطلق عليها اسم "جينات أنجلينا جولى"، والتى وجدت عند الممثلة الأمريكية، حيث وجد أن هذه الجينات مسئولة عن الإصابة بأنواع من السرطان منها سرطان الثدى والمبيض، كما ترتبط التغيرات الجينية BRCA1 وBRCA2 الأكثر شيوعًا وارتباطًا بسرطان الثدى والمبيض.
سلط التقرير الضوء على تحور الجينات وما سببته لنجمة هوليوود "أنجلينا جولى"، بعد اكتشافها جين BRCA، والذى أدى إلى استئصالها الثديين والمبيضين كإجراء وقائى بعد أن حذرها الأطباء من فرصة إصابتها بسرطان الثدى بنسبة تتخطى 87%.
واكتشف العلماء أن الجينات تلعب دورًا رئيسيًا فى الإصابة بسرطان المعدة والبروستاتا، وأن لها تأثير على أشكال أخرى من الورم السرطانى.
من جانبه، قال الدكتور لى دينج مؤلف الدراسة: "بشكل عام تم التأكد أن سرطان الثدى والمبيض، سببهما يرجع بنسبة كبيرة للوراثة، أما البعض الآخر من الأورام كسرطان الدم النخاعى الحاد والرئة، يكون السبب الوراثى فى خطر الإصابة بهما أقل، مشيرًا إلى أن هذه المرة هى الأولى على نطاق واسع والتى تمكن خلالها العلماء من تحديد الجينات المسئولة عن المرض أو التغير الفعلى المسئول عن قابلية الإصابة بالسرطان.
وفقًا للتقرير قام العلماء بتحليل الجينات الوراثية لأكثر من 4000 حالة سرطان متواجدة فى مشروع أطلس لسرطان المادة الوراثية، وبمقارنة النتائج بالدراسات الجينية السابقة تمكن الباحثون من كشف الجينات الوراثية والأورام التى ساعدتهم فى تحديد الجينات المهمة التى تلعب دورًا رئيسيًا فى الاصابة بالسرطان.
وأشار التقرير إلى أن العلماء بدأوا التعرف على الجينات النادرة بالسلالة الجرثومية، والمعروف أنها تتواجد مع مرض السرطان، فعلى سبيل المثال إذا كان تحور نسخة واحدة من الجينات السرطانية المكتسبة من الأب عند الولادة، فالنسخة العادية الثانية السليمة والمكتسبة من الأم يمكنها أن تعمل على تعويض هذا الخلل، ومع ذلك فإن الأشخاص الذين هم أكثر عرضة للتحور فى هذه الجينات أكثر عرضة أيضًا للإصابة بحدوث خلل والإصابة بالسرطان، بصرف النظر عن وجود جينات سليمة من عدمه، وهذا يعنى أن مع تقدمهم فى السن لديهم خطر أعلى لتحور الجينات.
ولا تميز الأبحاث بين الجينات الموروثة التى تكون موجودة عند الولادة أو الجينات المكتسبة على مدى حياة الفرد، حيث سعت الدراسة الجديدة على استخلاص العناصر الوراثية المسببة للسرطان، كما أضاف العلماء تحليل لبيانات المرضى من خلال الخلايا الطبيعية التى تتضمن المعلومات الجينية الموروثة من كلا الوالدين، ومن خلال النظر لهذه المعلومات تمكنوا من إلقاء نظرة على الأساس الجينى لجينات المريض عند الولادة، والكشف عن الجينات المرتبطة بالسرطان إذا كانت موجودة بالفعل من عدمه.
ووجد العلماء أن 114 من الجينات المعروفة من قبل مرتبطة مع مرض السرطان، كما أنهم وجدوا تحورات نادرة بالسلالة الجرثومية فى جميع أنواع السرطان الـ12، وتم التركيز على نوع من التغيرات التى تسمى "truncation"، ووجد أن معظم هذه الجينات لا تستطيع العمل.
وأكدت الدراسة أن 19% من سرطانات المبيض تحمل هذه التغيرات التى تسمى truncation، والتى تعد سلالة جرثومية نادرة، ووجد عدد كبير من هذه التغيرات فى جينات BRCA1 وBRCA2 الموجودة فى أنواع من الأورام الأخرى من سرطان الثدى، بالإضافة إلى ذلك سرطان المعدة والبروستاتا، وهذا يشير إلى أنه يجب الاهتمام بارتباك محتمل لهذين النوعين من الجينات فى أنواع السرطانات المختلفة.
ووجد أيضًا بالإضافة إلى ذلك أن 11% من حالات سرطان المعدة لديها تحور فى الجينات والذى يدعى truncations، والذى يعد مفاجأة لأنه عدد مماثل للنسبة المئوية لسرطان الثدى.