سطر شاب لم يتجاوز العشرين عاما، موقفا بطوليا، بإلقاء نفسه داخل النيران لإنقاذ منطقة من انفجار أسطوانات البوتاجاز بمخبز، ليتعرض لحروق بالغة أدت إلى احتجازه بالعناية المركزة بمستشفى ههيا فى حالة خطيرة، فيما تعرض 7 آخرون من اللذين ساهموا فى السيطرة على الحريق لإصابات مختلفة.
وجاء ذلك أثناء انفجار أسطوانة بتوجاز داخل مخابز سياحى فى منطقة القومية بمحافظة الشرقية؛ إذ هرع الشباب بالطفايات للسيطرة عليه، خشية انفجار باقى الأسطوانات الموجودة داخل المخبز.
"انفراد" انتقل إلى مكان الحادث والتقى شهود العيان، حيث قال طارق جمال الدين، أحد المتواجد لحظة انفجار المخبز، إنه سُمع دوى صوت انفجار هائل بعد صلاة العصر، واحتشد عدد من الأهالى أمام المخبز للسيطرة على الحريق.
وأضاف أن أغلب المشاركين كانوا يحاولون السيطرة على النيران بطفايات الحريق؛ إذ وقع الانفجار أثناء محاولاتهم السيطرة على الحريق، مما أسفر عن إصابة 8 أشخاص، احتُجزوا جميعا فى المستشفى لتلقى العلاج، خرج منهم 5، وتبقى 3 داخل المستشفى.
ويضيف أبو السيد، شاهد عيان ثان: محمد حامد عمره 19 سنة طالب بالدبلوم الفنى، وهو شاب مكافح وشهم، يتمتع بالأخلاق العالية وبمحبة أهالى المنطقة، فالجميع يثق به ويطلبه بالاسم لتوصيل طلبات.
وأشار إلى أنه يوم الحادث أثناء تواجده بالمحل سحب طفاية الحريق على الفور، من أجل السيطرة على الحريق، وبالفعل اندفع بالقرب من الأنبوبة وفتح المضخة الخاصة بالطافية، وخلال ثوان انفجرت الأنبوبة فجأة، وكان هو أقرب واحد لها، مما أدى إلى إصابته بحروق 70%.
ومن جانبها قالت زوجته باكية: إن محمد ونعم الأخلاق، لم أشهد فى شهامته أحد وأمانته وكفاحه، مناشدة أهالى الخير والمسؤولين بالاهتمام بحالة محمد الذى يرقد داخل مستشفى ههيا للحروق، فى حالة خطر، فعلاجه مكلف جدا، وهو من أسرة مكافحة يحتاج إلى علاج.
وقال ابن عمه أحمد 16 سنة طالب بالصف الثانى الثانوى، إن أحمد تعرض لحروق بالوجه واليدين وفى حالة نفسية صعبة جدا، منذ الحادث؛ بسبب ما تعرض له من صدمة وتشوهات.
كانت غرفة الأزمات والكوارث بديوان عام محافظة الشرقية قد تلقت بلاغا يفيد بنشوب حريق بأحد المخابز بمنطقة القومية، ليتم الدفع الفورى بسيارات الدفاع المدنى والإطفاء للسيطرة على الحريق، وكذلك سيارات الإسعاف والتى تمكنت من نقل جميع المصابين لمركز الحروق والجراحات التكميلية بمستشفى ههيا المركزى، لبدء تلقى العلاج اللازم.