أكد عدد من رموز الجماعة الصحفية، أن رواتب الصحفيين ومعاشاتهم تحتاج لإعادة النظر وتحسين الأوضاع بها خلال الفترة القادمة وإيجاد آلية ضامنة لرعاية طبية جيدة، وهو ما يستلزم توحد الإرادة الصحفية وبحث الجهات المعنية آليات توفير ذلك والعمل عليه الفترة القادمة بما يضمن حياة معيشية أفضل للصحفى ورعاية طبية متكافئة .
وكان الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير انفراد، قد اشاد بمقال الكاتب الصحفى محمد البرغوثى، المنشور على موقع صحيفة "الوطن"، بعنوان فجأة.. لِقيتنى عَيِّل ع المعاش"، وأعاد خالد صلاح، نشر المقال عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، وكتب في تعليقه عليه: "للجماعة الصحفية فقط أقول.. هذا مقال مهم ومؤلم".
وقال رئيس مجلس إدارة انفراد : "أذكركم أننى دعوت منذ سنوات لتجمع نقابى يدرس أوضاع الصحفيين بعد المعاش، وكذلك فرص رفع مرتبات الصحفيين فى مقتبل حياتهم والتفكير فى منظومة أرقى للرعاية الطبية، ولكن هذه الدعوات فسرت خطأ فى حينها".
وأكد النائب مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، أنه لابد من النظر لقضية تحسين رواتب الصحفيين ومعاشاتهم خلال الفترة القادمة، موضحا أنه سيتبنى تلك القضية من خلال البرلمان بالفصل التشريعى الثانى وسيبحث الأمر مع الحكومة فى آليات تحسين أوضاع الصحفيين .
وأضاف عضو مجلس النواب، أنه لا يصح أن يختتم المشوار المهنى الطويل لصحفى بمعاش لا يتجاوز 2000 جنيه وذلك بعد فترة عطاء طويلة قدمها للوطن وبلاده، ولا يجد حتى رعاية طبية ملائمة له.
وأشار إلى أن هناك صحفيين لا يجدون قيمة الدواء بعد تقاعدهم، وهو أمر لا يليق بمصر وإعلامها، مشددا أنه سيعمل خلال الفترة القادمة على النظر لتحسين هذه الأوضاع وإن كانت تحتاج لتعديلات تشريعية من عدمه .
واتفق معه فى ذلك النائب عماد خليل، عضو مجلس النواب، مؤكدا أنه سيتقدم بمجموعة من التشريعات من خلال النواب الصحفيين المتواجدين بالبرلمان تتبنى قضايا المهنة وما تحتاجه من تطور، مشيرا إلى أنه سيعمل هو والزملاء الأعضاء بالبرلمان ليكونوا جسر بين الجماعه الصحفية والبرلمان والتعبير عن مطالبها .
ولفت إلى أن الصحفيين من الفئات التى تقوم بدور كبير يخدم المجتمع المصرى ، ومن حقهم الحصول على معاش ورعاية طبية متكافئة خاصة وأن عدد كبير من الزملاء استشهدوا بفيروس كورونا ومنهم من راح ضحية أحداث آخرى ، مؤكدا أن رفع رواتب الصحفيين ومعاشاتهم ستكون على رأس أولوياتنا داخل البرلمان .
واعتبر "خليل " أن هناك حاجة للنظر فى ذلك بشدة خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية واتجاه عدد من المؤسسات لخفض العدد أو تقوم بتسريح العاملين بها، وهو ما يستدعى مراجعة كافة التشريعات المتعلقة بالصحافة والنص على ما يمكن أن يحفظ حقوقهم أكثر ويضمن حياة كريمة لهم .
وفى السياق ذاته، الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، أكدت أن قضية رواتب الصحفيين ومعاشاتهم تمثل محور هام لابد من النظر إليه الفترة القادمة خاصة أوضاع الصحفيين ممن هم ليسوا فى مناصب كبيرة، مشيرة إلى أنه من الضرورى البحث عن حلول توفر للصحفى الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية ومستوى الحياة الإنسانية التى تليق به سواء كان داخل العمل أو خارجها ومراعاة المتغيرات التى تحدث قى المجتمع الصحفى .
وطالبت الكاتبة الصحفية بضرورة سن تشريعات تضمن هذه الحقوق للصحفى سواء أثناء العمل أوبتقاعده على المعاش، مؤكدة أن الوضع الحالى لا يكافىء ما أعطاه الصحفى وما تحمله وما خاضه والأخطار التى تعرض لها والظروف الاقتصادية، ولابد من وجود إرادة نقابية جماعية تبحث عن الوسائل القانونية التى تحقق للصحفيين حقوقهم داخل العمل وما يكافىء ما أعطوه خلال فترة عملهم وتحسين المتغيرات التى جعلت الدخول لا تتكافىء مع الاوضاع الاقتصادية.
وشددت أنه لابد من البحث فى التشريعات وتعديلها لإيجاد مظلة تحميه من أى متغيرات تعصف بأوضاع الصحف وخاصة الورقية، وضرورة إيجاد وسائل معالجة تضمن العدالة الاجتماعية والرعاية الطبية المتكافئة مع ختام مشواره المهنى وتليق بحملة الأقلام والكتاب والصحفيين وتحميهم من أى عصف يهدد ظروف الصحف خاصة وأن لا أحد يعلم ما يواجه الصحف وسط المتغيرات الاقتصادية القادمة .
ويقول عماد الدين حسين، الكاتب الصحفى وعضو مجلس الشيوخ، أن هناك اعتقاد خاطىء لدى كثير من المصريين أن رواتب الصحفيين هى أعلى المرتبات وهو غير صحيح بالمرة وهى فى واقع الحال من أكثر المهن صاحبة المرتبات المتدنية، موضحا أن الجماعة الصحفية تتكون ما يقرب من 12 ألف صحفى وغالبية الصحفيين يعانون من دخول قليلة حيث يصل المتوسط العام للمرتبات من 500 جنيه لـ 3 آلاف ليس أكثر.
وأشار إلى أن الأزمات الاقتصادية المتعاقبة آخرها تداعيات فيروس كورونا ، ضربت الصحافة فى مقتل أكثر مما كانت عليه، وهو ما يتطلب التفكير فى هذه القضية ليس من منظور الرواتب والمعاشات فقط بل النظر لحال المهنة ذاتها وما تواجهه من تحديات الفترة القادمة وما يمكن عمله لإنقاذها، مشددا أن الصحفى يحتاج لراتب يضمن له الحد الأدنى من حياة كريمة فلا يمكن أن نطالبه بعمل جيد وسط تدنى راتبه بهذا الشكل وقلة المعاش الذى يحصل عليه.
واقترح "حسين" أن تكون هذه القضية متبناه برؤية مجمعة وكاملة لنقابة الصحفيين وهو ما يتطلب أن يكون هناك اجتماع لمجلس النقابة مع شيوخ المهنة والشخصيات العامة بها لوضع روشتة جماعية لكيفية إصلاح وضع الصحافة وسط ما تواجهه من تحديات حالية وآليات تحسين رواتب الصحفيين ومعاشاتهم والبحث عن حلول واضحه .