قالت مجلة فورين بوليسى الأمريكية إن إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، أطلقت فى أيامها الأخيرة فى السلطة مجموعة من التغييرات السياسية الكبيرة فى اللحظات الأخيرة والتى تهدف إلى تعزيز إرثه وتعقيد الأمور لإدارة بايدن القادمة حول عدد من القضايا تتعلق بالصين وتايوان وكوبا وإيران.
فقد أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو أن الولايات المتحدة ستتراجع عن سياسة استمرت عقودا من القيود المفروضة ذاتيا بين المسئولين الأمريكيين والتايوانيين والتى تستهدف مبدأ أساسيا لما يسمى بوضع سياسة الصين الواحدة. وتحتفظ الولايات المتحدة بعلاقات وثيقة مع تايوان، لكن الصين تعتبر الجزيرة جزءا من أراضيها. وقد قوبلت هذه الخطوة بإدانة سريعة من المسئولين فى بكين. وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت إعادة كوبا على "قائمة الدول الراعية للإرهاب"، متهمة إياها بدعم قادة جماعة "جيش التحرير الوطنى" المتمردة اليسارية الناشطة في كولومبيا.
كما اتهم وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أمس الثلاثاء، إيران بالدعم وتقديم الملاذ الآمن للقاعدة، وعرض أدلة بشأن علاقة وثيقة بين إيران وتنظيم القاعدة الإرهابي الذي شن هجمات دموية في كثير من دول العالم.
وقال بومبيو، في مؤتمر صحفي، إن إيران أضحت نسخة جديدة من أفغانستان، لكن الفرق في نظره، هو أن متشددي القاعدة كانوا ينشطون في جبال أفغانستان النائية، بينما ينالون رعاية رسمية في طهران.
وأضاف وزير الخارجية الأمريكي، أنه يعرض معلومة جديدة، مفادها أن السلطات الإيرانية عرضت على تنظيم القاعدة أن يقيم مقرا رئيسيا في البلاد، لكن شريطة الالتزام بالقوانين المحلية.
ويقول خبراء السياسة الخارجية والدبلوماسيين المخضرمين إن هذه الإعلانات تهدف عن قصد إلى إعاقة السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية.
وأشار مسئول أمريكى رفض الكشف عن هويته إلى هذه التحركات باسم دبلوماسية البيع الزهيد
فهذه الإعلانات لن تمنع الرئيس المنتخب جو باين صراحة من التراجع عن السياسة الخارجية لترامب، كما يقول الخبراء، إلا أنها ستجعل القيام بذلك أكثر صعوبة من الناحيتين الدبلوماسية والسياسية.
ويقول أنتونى كورديسمان، الخبير فى مركز السياسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن، إن هناك مجموعة كبيرة من الأشياء التى تأتى معا مع مغادرة الإدارة. وقال كورديسمان إن هناك طرق يمكن لإدارة بايدن أن تتجاهل بها أو تنحى هذه الإعلانات السياسية جانبا، والتى لا تؤثر بشكل ـساسى على أولويات السياسة الخارجية الأمريكية. إلا أن تقتل ألغاما دبلوماسية ستيعين على إدارة بايدن العمل بحذر لتجنبها.
وتقول فورين بوليسى إن اقتحام حشد من مؤيدى ترامب لمبنى الكابيتول الأسبوع الماضى يترك انطباعا دائما لدى حلفاء أمريكا والدول النامية التى تأمل إدارة بايدن أن تتواصل معها فى جهود التحول الديمقراطى. ويتساءل بعض خبراء السياسة الخارجية المخضرمين بالفعل عما إذا كان يتعين على بايدن المضى قدما فى خططه الكبرى لاستضافة قمة الديمقراطيات خلال عامه الأول فى الحكم نظرا لأن الأحداث الأخيرة فى واشنطن أعاقت جهود الولايات المتحدة لتعزيز الديمقراطية فى الخارج.