رحل صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى "الشيوخ حاليا" ووزير الإعلام الأسبق عن عمر ناهز 87 عاما بعد صراع طويل مع المرض، وكان للراحل بصمات واضحة فى الإعلام المصرى لسنوات طويلة، ومنها إنشاء مدينة الإنتاج الإعلامى وإطلاق القمر الصناعى المصرى نايل سات، ومنظومة القنوت المتخصصة والإقليمية، وخلال فترة توليه منصب وزير الإعلام أنتج التليفزيون المصرى العديد من الروائع التى لا تزال تتمتع بأعلى نسبة مشاهدة مهما تكرر إعادتها.
ولد صفوت الشريف بمحافظة الغربية فى 19 ديسمبر عام 1933، وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية، وتولى رئاسة الهيئة العامة للاستعلامات فى عهد السادات، ثم منصب وزير الإعلام، ويعد أبرز من تولى الوزارة وأكثرهم بقاء فى المنصب، حيث تولى الوزارة فى 1 فبراير 1982 واستمر به حتى 13 يوليو 2004، حينما تم انتخابه رئيساً لمجلس الشورى، وهو المنصب الذى بقى فيه حتى عام 2011.
وتعود لصفوت الشريف فكرة إنشاء مدينة الإنتاج الإعلامى، وذلك بعد النجاحات التى حققها قطاع الإنتاج بماسبيرو، حيث كلف كلاً من ممدوح الليثى، أول رئيس للقطاع حينها، والمهندس محمود كشك، رئيس قطاع الهندسة الإذاعية فى الثمانينيات، بإجراء دراسة لإنشاء المدينة.
وفى 24 فبراير عام 2000، صدر قرار رئيس مجلس الوزراء، بالموافقة على إنشاء منطقة حرة عامة ذات طبيعة خاصة بمدينة السادس من أكتوبر تخصص للإنتاج الفنى والإعلامى والأنشطة الخدمية المرتبطة به، على مساحة 3 ملايين متر مربع.
وأقيم بمدينة الإنتاج الإعلامى التى تعد صرحاً من أهم صروح الإعلام عدد من الورش التى كانت تقوم بتصنيع احتياجات المدينة من مشغولات خشبية ومعدنية وملابس وإكسسوارات، بالإضافة إلى إقامة فنادق بداخلها لتقديم الخدمات الفندقية للوافدين على مدينة السادس من أكتوبر من سائحين.
وشهدت مدينة الإنتاج الإعلامى تصوير روائع الأعمال وأعظمها وكان مسلسل "الفرسان" التاريخى أول مسلسل يتم تصويره فى المدينة، وأعقبه إنتاج الجزء الأول من مسلسل "المال والبنون"، ومسلسل "الوسية"، إلى أن تم بناء حى "المنشية"، الذى شهد تصوير مشاهد فيلم "ناصر 56"، واعتمدت المدينة فى أعمالها الإنتاجية على العمل بنظام المنتج المشارك، حيث شاركت فى إنتاج مئات المسلسلات، وعدد من الأفلام ومنها: "حب البنات"، "قبلات مسروقة"، "معالى الوزير"، "واحد صفر"، "أنت عمرى"، "ملك وكتابة"، "كان يوم حبك"، "لعبة الحب"، "فيلم هندى"، كما شاركت المدينة فى إنتاج 4 أفلام أجنبية، وهى "الموت على ضفاف النيل"، بالتعاون مع شركة بريطانية، وفيلم "الإسكندر الصغير" من إنتاج بريطانى، و"عصابة أولسن الصغار" و"الذهب الأسود" إنتاج النرويج.
وجعل صفوت الشريف من وزارة الإعلام واحدة من أقوى وأهم الوزارات ورفعها إلى مصاف الهيئات والوزارات السيادية، ولم يعرف مبنى ماسبيرو طيلة عهد الشريف أى أزمات مالية.
وفى عهده شهد ماسبيرو العديد من الافتتاحات والتوسعات، فى مجال إطلاق الشبكات والمحطات والمبانى الجديدة، كما أنه صاحب فكرة تأسيس النايل سات والقنوات المتخصصة، وكان الداعم الأول لفكرة إنشاء فضائيات خاصة وأهمها المحور التى كانت تمثل نقلة نوعية فى الإعلام بداية عهدها وتم إطلاقها بنسبة لماسبيرو فيها.
كما كان لصفوت الشريف دور فى خروج أهم الأعمال الدرامية للنور ومن ذلك ما كشفته الفنانة المعتزلة شمس البارودى فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" عن دوره فى خروج مسلسل إمام الدعاة للنور.
وأوضحت الفنانة المعتزلة أنها لا تنسى وقفة الشريف مع زوجها الفنان حسن يوسف لعرض مسلسل إمام الدعاة الذى تناول حياة الشيخ محمد متولى الشعراوى.
وقالت شمس البارودى تعليقاً على وفاة صفوت الشريف: "الله يرحمه ويغفر له.. أنا شخصياً أذكر له وقفته مع زوجى لعرض مسلسل إمام الدعاة للشيخ متولى الشعراوى، حيث كتب السيناريو والحلقات اللواء بهاء إبراهيم وكان متخصصا فى الأعمال الدينية وجلس مع الشيخ سامى الابن الأكبر للشعراوى وأخذ كل المعلومات المطلوبة ودفع المنتج المبلغ الذى طلبه ابن الشيخ".
واستكملت قائلة :" كان زوجى حسن يوسف ومطيع زايد بالشراكة مع مدينة الإنتاج تعثروا فى الإنتاج، وقبل عرض العمل فى رمضان اعترض الابن الأوسط ورفع قضية لوقف العمل، لكن صفوت الشريف صمم على عرضه حتى يقول القضاء كلمته".
وأضافت الفنانة المعتزلة موضحة دور الشريف فى خروج مسلسل إمام الدعاة للنور "بعد الاسبوع الأول من عرض المسلسل أقر القضاء أن المسلسل لا يسىء للشيخ الشعراوى وأشاد بالعمل وشكر حسن يوسف فى قاعة المحكمة".
وأكدت شمس البارودى أنه لو لم يصمم صفوت الشريف على عرض المسلسل لما رأى القاضى أن العمل جميل ولا يسىء للشيخ.