أصبحت إيران على أعتاب صدام أوروبى بعد استئناف عملية تخصيب اليورانيوم لنسبة 20%، فى وقت يشهد فيه التوتر الأمريكى- الإيرانى أيضا شكلا جديدا من أشكال التصعيد، فقد هدد قائد الحرس الثورى الإيرانى اللواء حسين سلامي، "تدمير حاملات الطائرات والسفن الحربية باستخدام صواريخ باليستية بعيدة المدى، قائلا: "إنها أحد استراتيجيات إيران الدفاعية"، وذلك غداة فرض إدارة الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته دونالد ترامب عقوبات على شركات في إيران.
وبحسب وكالة مهر الإيرانية، قال سلامي، اليوم السبت، على هامش المرحلة الأخيرة من المناورات الـ15 للحرس الثوري التي جرت في صحراء كوير وسط إيران، "تتمثل أهدافنا الرئيسية في سياسات واستراتيجيات الدفاع في أن نكون قادرين على استهداف السفن الحربية المعادية، بما في ذلك حاملات الطائرات والسفن الحربية، باستخدام الصواريخ الباليستية طويلة المدى".
وقال سلامي: "من المتداول إصابة أهداف متحركة في البحر باستخدام صواريخ كروز منخفضة السرعة، لكن استخدام الصواريخ الباليستية بسبب الأعماق والمسافات الطويلة التي يمكننا من خلالها استهداف أهداف متحركة في المحيط من قلب أرضنا هو إنجاز دفاعي عظيم".
ويستأنف الحرس الثورى المناورة التى اختبر فيها أمس عدد كبير من الصواريخ الباليستية أرض-أرض بشكل متزامن، وقال الحرس الثوري إن الاختبار كان ضمن مناورات "الرسول الأعظم 15"، وتضمن عمليات تركيبية تشمل إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة هجومية قاذفة.
من جانبه، أكد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، السبت، أنه "لا نية لدى إيران لشن أي هجوم، لكنها سترد بقوة وفي أقصر وقت ممكن، على أي خصم يفكر بالاعتداء عليها".
وقال اللواء باقري، على هامش الناورات إن "المناورات التي نفذت خلال الأسبوعين الماضيين، ستتواصل بشكل مكثف ومتزامن حتى الأربعاء المقبل.
وأضاف: "إن إجراء هذه المناورات يظهر القوة الصاروخية الإيرانية التي يتراوح مداها بين القصير والمتوسط والبعيد، جاهزة للدفاع عن الوطن الإسلامي والمصالح والأهداف الوطنية الإيرانية بكل قوة"، مؤكدا أن "الهدف من اختيار الأهداف على مسافة تزيد عن 1800 كيلومتر جنوب بحر عمان وبداية المحيط الهندي واستخدام عدد كبير من الصواريخ بعيدة المدى، جاء لتحذير أعداء إيران بأنه إذا كان لديهم نوايا خبيثة تجاه مصالحنا الوطنية وطرق تجارتنا البحرية وأرضنا، سندمرهم بصواريخنا".
ووتأتى التهديدات غداة فرضت الولايات المتحدة، عقوبات على شركات في إيران وخارجها لقيامها بأعمال تجارية مع شركة خطوط شحن الجمهورية الإيرانية، وعلى 3 كيانات إيرانية بسبب أنشطة تتعلق بنشر الأسلحة التقليدية، وذلك بهدف إجبارها على إجراء مفاوضات جديدة بشأن تقليص برنامجها النووي.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في بيان إن واشنطن أدرجت على القائمة السوداء 7 كيانات وفردين اثنين، في عقوبات ترتبط بكيانات إيرانية تعمل في مجال الشحن. وأشار بومبيو إلى أن "انتشار الأسلحة التقليدية الإيرانية يهدد الأمن الإقليمي والدولي". وقد تم فرض العقوبات خاصةً على منظمات الصناعات البحرية والجوية والفضائية الإيرانية.
والأربعاء الماضي أيضا، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات جديدة على 3 أفراد و16 كيانا منها شركات تابعة للمرشد الإيراني. وشملت العقوبات منظمتين إيرانيتين يسيطر عليهما المرشد الإيراني، علي خامنئي. وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين إن المنظمتين تمكنان النخبة الإيرانية من الاستمرار في نظام الملكية الفاسد لقطاعات كبيرة من الاقتصاد الإيراني.
وفي 5 يناير الحالي، فرضت الخزانة الأمريكية عقوبات على 16 كيانًا وفرد واحد فيما يتعلق بصناعات الصلب والتعدين الإيرانية.
وتقول إدارة ترامب إن عقوباتها تفسح المجال لإدارة بايدن لإعادة الانخراط في الدبلوماسية وأنه بينما تواصل إيران دعمها للجماعات الإرهابية الإقليمية وتتقدم بتخصيب اليورانيوم فإن القرارات التي تتخذها الإدارة الخالية المنتهية ولايتها يمكن أن تساعد الإدارة القادمة في التراجع عن العديد من هذه الإجراءات إذا كانت قادرة على إقناع إيران بتقليص أنشطتها النووية وإعادة الالتزام بالوعود التي قطعتها بموجب الاتفاقية النووية لعام 2015.
وقال المسؤول إن عقوبات اللحظة الأخيرة ليس سوى أداة واحدة للضغط على إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات وهو ما كانت تهدف له إدارة ترامب حيث كانت تعمل إيران على التفاوض على اتفاق نووي مجدد.
أما مع أوروبا، فقد أصبحت طهران فى مواجهة مع شركاء الاتفاق النووى بعد إعلان رفع التخصيب، فقد أعربت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، السبت، عن القلق البالغ إزاء إعلان إيران عن بدء العمل على إنتاج وقود يعتمد على معدن اليورانيوم. وقالت الدول الثلاثة إن إنتاج إيران لمعدن اليورانيوم ليس له مناح مدنية وله جوانب عسكرية خطيرة، مضيفة: إيران ملتزمة بموجب الاتفاق النووي بعدم إنتاج معدن اليورانيوم أو إجراء أبحاث أو تطوير في مجال تحويل اليورانيوم لمعدن لمدة 15 عاما".
ودعت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، إيران لإنهاء هذا النشاط والعودة لالتزاماتها إن كانت تريد حقا إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015.