بعد مداهمة مكتب "جوجل" فى باريس بسبب الضرائب.. التاريخ الأسود لعملاق البحث مع حكومات الدول الأوروبية.. فرنسا تطالبها بـ1,6 مليار دولار.. والمفوضية تدرس تغريمها 7,45 مليار دولار بسبب الاحتكار

تواجه شركة جوجل حرب شرسة هذه الأيام بسبب أزمتها مع الضرائب فى عدد من دول العالم، إذ تحاول الكثير من الدول الحصول على مستحقاتها المالية من عملاق محركات البحث الذى يربح المليارات سنويا ولا يدفع الضرائب المستحقة، إذ أدت التسوية التى عقدتها جوجل مع بريطانيا والتى تلزم الشركة الأمريكية بدفع 165 مليون يورو كضرائب متأخرة عن السنوات العشر الماضية إلى مطالبة الكثير من الدول بحقها فى الضرائب، خاصة بعد أن أوضح العديد من الخبراء أن هذا المبلغ ضئيل للغاية مقارنة بحجم الإيرادات التى حققتها جوجل، وسلطت أزمة جوجل الضوء على طبيعة عمل الشركات متعددة الجنسيات.

قضية جوجل وفرنسا بدأت أزمة الضرائب بين جوجل وفرنسا منذ سنوات طويلة، إذ داهمت الشرطة الفرنسية مكتب الشركة بسبب بعض التحويلات المالية لمقرها فى أيرلندا، ثم تلقى مكتب شركة جوجل بفرنسا إخطارا فى مارس 2014 من الحكومة الفرنسية يطالبه بتصحيح وضعه الضريبى، ودفع الضرائب المستحقة التى قدرت وقتها بمبلغ يتراوح بين 500 مليون ومليار دولار، لكن لم تستجب جوجل لهذه المطالب مما أدى إلى ارتفاع الغرامات بسبب التأخر فى السداد.

ومع بداية العام الجارى طالبت وزارة المالية الفرنسية شركة جوجل بدفع الضرائب المستحقة والتى تبلغ نحو 1.6 مليار يورو، مؤكدة أنها تزيد عن المبلغ التى حصلت عليه بريطانيا، لذا قررت الشرطة الفرنسية مداهمة مكاتب الشركة بباريس فى إطار التحقيق فى أزمة التهرب الضريبى، خاصة مع رفض فرنسا التفاوض على مبلغ الضرائب المتأخرة الذى تطالب به.

رد جوجل وقال "آل فيرنى" المتحدث باسم جوجل فى أوروبا عبر البريد الإلكترونى إن الشركة تتعاون مع السلطات الفرنسية، مؤكدا التزام الشركة التام بالقانون الفرنسى، إذ تحاول الشركة الأمريكية تهدئة الوضع بعض الشىء، بدلا من تفاقم الأزمة.

دول العالم تعلن الحرب على جوجل ولم تكن فرنسا وإيطاليا فقط من أوائل الدول التى طالبت عملاق محركات البحث بدفع الضرائب المستحقة، إذ كشف تقرير سابق لوكالة رويترز فى يناير الماضى أن عملاق محركات البحث دفع لإيطاليا عام 2014 مبلغ 2.2 مليون يورو عن إيرادات تبلغ 54.4 مليون يورو لكن أثبتت التحقيقات أن الشركة الأمريكية طالبت جوجل بدفع ما يقرب من 227 مليون يورو أى ما يعادل 248 مليون دولار من الضرائب المتأخرة، بعد تهرب الشركة الأمريكية من دفع الضرائب المستحقة فى الفترة من عام 2009 إلى 2013، إذ دفع عملاق محركات البحث فى 2014 مبلغ 2.2 مليون يورو، لكن كشفت التحقيقات أن جوجل تربح 10 أضعاف هذا المبلغ، لذا طالبت إيطاليا شركة جوجل بدفع نحو 227 مليون يورو أى ما يعادل 248 مليون دولار من الضرائب المتأخرة.

المفوضية الأوروبية تشن الحرب على جوجل تعمل المفوضية الأوروبية جاهدة لمواجهة طريقة عمل محركات البحث لتصبح اكثر شفافية حول حجم الإعلانات التى تعرضها والأرباح التى تحصل عليها مقابل هذه الإعلانات، إذ أكد "أندروس أنسيب" الرئيس الرقمى للاتحاد الأوروبى ونائب رئيس المفوضية الأوروبية أنهم يحاولون الاعتماد على أكثر من نهج وطريقة لتنظيم الخدمات عبر الإنترنت.

وشن الاتحاد الأوروبى الحرب على شركة جوجل بسبب التطبيقات المثبتة مسبقا على هواتف اندرويد، مما دفعها لإجراء تحقيق لمعرفة مدى استغلال جوجل لمكانتها فى عالم الهواتف الذكية بفضل امتلاكها لنظام اندرويد، لتضييق الخناق على المنافسين، وفى حالة إثبات استغلال جوجل لنظام أندرويد، فسيتم فرض غرامة تصل إلى 10% من المبيعات السنوية لعملاق محركات البحث، وهو ما يعنى أنها ستدفع حوالى 7.45 مليون دولار بسبب وصول أرباحها إلى 74.5 مليار دولار خلال العام الماضى.