في مشهد ينم على "الجدعنة" و"طيب الأصل"، أنقذت فتاة حياة سيدة في لحظات الولادة، بعدما أتاها المخاض فجأة وهي تجلس بمفردها في شقتها، لكون زوجها مسافرًا خارج القاهرة، فاستنجدت به تليفونيًا، فطلب من الجيران إنقاذ زوجته، لكنهم لم يتحركوا، اعتقادًا منهم بإصابتها بكورونا، حتى تبارت فتاة وقفزت من شقة مجاورة لها وكسرت الزجاج ودخلت للسيدة وأنقذت حياتها.
وتقول "ندى حسن" أو "فتاة الجدعنة" كما لقبها الأهالي في منطقة حدائق الأهرام بالجيزة، أن زوج السيدة كتب على "جروب لسكان حدائق الأهرام" أن زوجته في حالة ولادة، وطلب من الجيران إنقاذها، مطالبًا السيدات بسرعة التوجه إليها لكونها في لحظات المخاض.
ندى" تواصل حديثها لـ "انفراد": ورغم استغاثات الزوج، إلا أن أحدا لم يرد، فقررت إنقاذ نفس بشرية "من أحياها فكانما أحيا الناس جميعًا"، فتواصلت مع زوجها المسافر لمدينة شرم الشيخ تليفونيًا، وحصلت منه على العنوان، وتحركت سريًعا إلى هناك، وحاولت الدخول من باب الشقة دون فائدة، فذهبت لشقة مجاورة، وتسللت منها لشقة السيدة، وكسرت الزجاج ودخلت الشقة.
وحول أول مشاهد لها بالشقة، تقول "ندى": شاهدت السيدة ملقاة على الأرض في حالة إغماء تام، وبجوارها طفلها، فقد وضعت رضيعها بالفعل، ففتحت الباب لطبيبة كنت اصطحبتها معي، ونجحنا في إنقاذها، وطمأنا الزوج عليها.
وبشأن وصفها بـ"فتاة الجدعنة" تقول "ندى": " لم أفعل سوى الواجب، ودي نفس بشرية، كان يجب انقاذها، والحمد لله استطعنا ذلك، والدنيا لسه بخير".
وتضيف "ندى": "سعيدة بانقاذي حياة السيدة، ورؤية البسمة تملأ وجهها، وسعيدة أنني استطعت طمأنة زوجها عليها، ولم أتردد لحظة من اللحظات في التسلل للشقة والقفز من مكان لآخر معرضة حياتي للخطر، ولم أخشى الفيروس ولم أخاف كورونا، فقد كان شغلي الشاغل انقاذ السيدة، وبالفعل وصولي كان في لحظات فارقة في حياتها، فقد كانت السيدة بمفردها وتعرضت للاغماء، كما أن رضيعها كان ربما يتعرض للخطر لولا وصولي إليهما في وقت مبكر، والحمد لله تم ذلك بنجاح، وأتمنى من الجميع أن يمدوا يد العون لغيرهم، لان إغاثة الملهوف لها الأجر عند المولى عز وجل، مضيفة :" رفضت الظهور اعلاميًا والتصوير مع فضائيات حفاظًا على القيم، فضلًا عن أني لم أفعل سوى الواجب".