"قبل حصولى على هذا اللقب، كنت أعمل كناشطة مدنية، وتعرضت لتهديدات كثيرة، لكننى لم ولن أخاف ولا يهمنى أى تهديد ولن يوقفنى شىء، فأنا مقتنعة تماما بكل عمل قد قمت به، حتى لو لم أستطع أن أرجع إلى مدينتى كركوك، سأبقى وأحاول أن أكمل مشوارى، فرفع اسم العراق أصبح الآن على عاتقى".. بهذه الكلمات عبرت ملكة جمال العراق "شيماء قاسم" عن عدم خوفها من التهديدات التى تتلقاها بعد حصولها على لقب ملكة العراق، وكتبت ذلك فى بوست عبر صفحتها الشخصية على فيس بوك.
وقد دعا تنظيم داعش شيماء قاسم، عبر اتصال هاتفى مجهول، للالتحاق بالتنظيم لممارسة جهاد النكاح وجرى تهديدها خلال المكالمة بأنها ستتعرض للسبى حال رفضها.
ولم تتأثر شيماء بالاتصال المجهول الذى تلقته، وإن كان مزعجاً لها فى البداية، حيث قالت، وفقاً لصحيفة "عكاظ" السعودية، إنها ستواصل طريقها معلنة أن فوزها يمثل تحدياً لإثبات أن العراق مازال بلداً للجمال والثقافة فى مواجهة الإرهاب والعنف، موضحة أن فوزها رسالة إنسانية ستنطلق من خلاله لتقديم هذه الرسالة للعالم لتمثيل العراق أفضل تمثيل.
ويأتى فوز شيماء قاسم بلقب ملكة جمال العراق لعام 2015، بعد توقف المسابقة لمدة 43 عاماً، فمنذ عام 1972 لم يتم تنظيم مسابقة رسمية لاختيار أجمل فتاة فى العراق، وكانت أول وآخر مشاركة للعراق فى مسابقة ملكة جمال دولية كبيرة فى عام 1972، عندما مثلت العراقية "وجدان الدين" بلادها فى مسابقة ملكة جمال الكون.
ونقلت وكالة "رويترز" أن اثنين من المتسابقات انسحبتا من مسابقة "ملكة جمال العراق" بعد تلقيهما تهديدات بالقتل فى حال مشاركتهما.
وقال منظم المسابقة، أحمد ليث، لـ"CNN"، إن "العراق كان بحاجة لهذه المسابقة، فالوضع سىء هنا، وأردنا أن نحتفل بهذه المسابقة بنفس الطريقة التى تحتفل بها دول أخرى من مثل لبنان وغيرها من البلدان، كى يكون لدينا شعور بالحياة الطبيعية".
لكن مع اقتراب موعد المسابقة بدأت أعداد المشاركات بالانخفاض، وامتلأ موقع المسابقة وصفحتها على فيسبوك بتهديدات القتل ضد النساء، لدرجة أن أعداد المشاركات انخفضت مما يقارب 200 سيدة إلى أقل من 10 متنافسات فقط.
ومن أكثر ما أثار غضب تنظيم داعش من مسابقة "ملكة جمال العراق" فقرة "المايوه" فى المسابقة، إلا أن منظمى المسابقة قاموا بحذف فقرة ملابس السباحة خلال الخاتمة المذاعة تليفزيونيا فى محاولة للحد من الانتقادات، واستبدلوا المايوه بزى أكثر تحفظاً مع حظر ارتداء الحجاب للمشاركات فى المسابقة.
وتمثل مسابقة ملكة جمال العراق عودة بلاد الرافدين إلى الحياة الطبيعية بعد سنوات من انهيار نظام صدام حسين والاحتلال الأمريكى للعراق، بالرغم من أن مسابقات الجمال حول العالم قد فقدت جزءا من بريقها، حيث أصبح يراها الكثيرون على أنها مهينة للمرأة وتعزز التمييز ضدها.