أبرز رسائل رؤساء أمريكا لخلفائهم.. رونالد ريجين يرسم فيلا وعبارة ساخرة لبوش الأب.. كلينتون يستقبل بوش الابن بـ"أنت رئيس لنا جميعا".. وأوباما يكتب خطابا يدعو لحماية الديمقراطية.. وكلمة مجهولة من ترامب

لقت رسالة الرئيس الامريكى السابق دونالد ترامب إلى خلفه الجديد جو بايدن، التي تركها له قبل مغادرة البيت الأبيض اهتماما واسعا من وسائل الاعلام العالمية، ورغبة في معرفة فحوى هذه الرسالة بعد أن رفض جود ديري نائب السكرتير الصحفي السابق للبيت الأبيض السابق الكشف عن تفاصيلها، حتى خرج بايدن ليعلن أن رسالة كانت "ودية للغاية" دون كشف تفاصيلها. وجرت العادة في البيت الأبيض خلال يوم تنصيب رئيس الولايات المتحدة، أن يكتب الرئيس الذي سيغادر منصبه رسالة إلى من يخلفه، على أن تحتوى الرسالة على نصائح عن الحكم والاهتمام بالقضايا التي ترسخ الديمقراطية وأمنيات بالتوفيق في مهمة قيادة الولايات المتحدة، ويعد هذا التقليد من الأمور المتعارف عليها حديثا في تاريخ الولايات المتحدة. واقتصر هذا التقليد الذي يتضمن رسالة من الرئيس السابق إلى الرئيس اللاحق، على رؤساء الولايات المتحدة منذ فترة الثمانينات، وبدأ هذا التقليد رونالد ريجان برسالة إلى لاحقه جورج بوش الأب، ثم من بوش الأب إلى بيل كلينتون، وبعدها من بيل كلينتون لجورج بوش الابن، ثم من بوش الابن إلى باراك اوباما، وبعدها أوباما إلى ترامب، وأخيرا الرسالة السرية من ترامب إلى بايدن، حيث نشرت شبكة سكاى نيوز نماذج من رسائل وداع رؤساء امريكا الاخيرة. البداية من الرئيس الامريكي الراحل رونالد ريجين، حينما بعث رسالة إلى لاحقه جورج بوش الأب وشملتها روح الدعابة، فقال له: "عزيزي جورج، أعتز بالذكريات التي نتشاركها وأتمنى لك كل التوفيق، سأتذكرك في صلواتي، بارك الله فيك وباربرا، سأفتقد وجبات غدائنا معا أيام الخميس"، كما وضع رسالته وعليها رسمة فيل (رمز للحزب الجمهوري) يقف عليه ديوك (رمز للحزب الديمقراطي)، وكتب ساخرا: "لا تدع الديوك تحبطك"، وأظهر الرسم مجموعة من الديوك تتسلق فيلا، علما أن الفيل هو رمز الحزب الجمهوري، بينما يستعمل الديمقراطيين الديك رمزا لهم. أما جورج بوش الأب فترك رسالة لبيل كلينتون بعد انتهاء رئاسته، وكان نصها: "عزيزي بيل، عندما دخلت هذا المكتب الآن، انتابني الشعور ذاته بالذهول والرهبة الذي شعرت بها قبل أربع سنوات، وأعلم أنك ستشعر بذلك أيضا، أتمنى لك سعادة غامرة هنا، لم أشعر قط بالوحدة التي تحدث عنها بعض الرؤساء". واستكمل رسالته: "ستكون هناك أوقات صعبة للغاية، وستزداد صعوبة بسبب النقد الذي قد لا تراه عادلا، أنا لست متميزا جدا بتقديم المشورة، لكن فقط لا تترك للنقاد فرصة أن يثبطوا عزمك أو يدفعوك للخروج عن مسارك، عندما تقرأ هذه الرسالة ستكون رئيسنا، اتمنى لك الخير والتوفيق لعائلتك". وأعقب بيل كلينتون برسالة إلى جورج بوش الابن، جاء فيها "عزيزي جورج، أنت تقود شعبا فخورا ومحترما وصالحا، ومن هذا اليوم أنت رئيس لنا جميعا، أحييك وأتمنى لك التوفيق والسعادة، الأعباء التي تتحملها الآن كبيرة ولكن غالبا ما تكون مبالغا فيها، إن فرحة إنجاز ما تعتقد أنه صواب، لا يمكن وصفها، دعواتي لك ولعائلتك بالتوفيق". وحرص جورج بوش الابن على ترك رسالة إلى الرئيس الجديد وقتها باراك أوباما، وقال له فيها: "تهانينا على توليك منصبك كرئيس لنا، لقد بدأت للتو فصلاً رائعا في حياتك، سيغضبك النقاد، وسيحبطك أصدقاؤك، ولكن بغض النظر عما سيأتي، سيلهمك الأشخاص الذين تقودهم الآن". كما حافظ باراك أوباما على التقليد برسالة قبل ترك منصبه إلى دونالد ترامب، ودارت كلها حول الديمقراطية وحفظ مؤسسات الولايات المتحدة، وجاءت: "عزيزي السيد الرئيس، لقد وضع الملايين آمالهم فيك، وفينا جميعا، وبغض النظر عن الحزب، أتمنى زيادة الرخاء والأمن خلال فترة ولايتك". وتابع: "هذه الوظيفة فريدة من نوعها، من دون مخطط واضح للنجاح، لذلك لا أعرف إن كانت أي نصيحة مني ستفيدك، نحن مجرد موظفين مؤقتين في هذا المكتب. هذا يجعلنا أوصياء على المؤسسات والتقاليد الديمقراطية، مثل سيادة القانون، وفصل السلطات، والحماية المتساوية والحريات المدنية، التي حارب أسلافنا وضحوا بدمائهم من أجلها". وحرص على تحية اسرة دونالد ترامب في رسالة الوداع، قائلا: " نتمنى أنا وميشيل لك ولميلانيا التوفيق وأنتما تشرعان في هذه المغامرة الرائعة، وكن على علم بأننا على استعداد للمساعدة بأي طريقة ممكنة".