وسائل المواصلات لم تعد وسيلة لنقل الركاب من مكان لآخر فقط، وإنما أصبحت شاهد عيان على العديد من القصص و"الحواديت" التى تسجلها أرصفة محطات مترو الأنفاق والسكة الحديد يومياً، ودائماً تكون الفتيات بطلات القصص، حيث يجدن من وسائل المواصلات العامة ملاذاً للهرب من جحيم أسرهن، سواء فراراً من إجبار الأسر على زواجهن فى سن صغير، أو هرباً من سوء المعاملة، لتنتهى فصول قصصهن داخل وسائل المواصلات.
أولى القصص التى سجلتها محاضر شرطة النقل والمواصلات مؤخراً، هروب طالبة من جحيم أسرتها بسبب رغبة والداها فى إجبارها بالزواج من شخص أكبر منها بعدة سنوات رغم أن عمرها لا يتخطى 15 سنة، ونجحت الشرطة فى إعادتها لأسرتها، حيث تلقى قسم شرطة محطة سكك حديد المنيا إخطارا من الخدمة الأمنية المعينة التأمين قطار رقم 891 ( سوهاج / القاهرة ) بضبط فتاة هاربة من أهلها، وتم مناقشتها حيث تبين أنها تدعى "كريمة .م" 15 سنة طالبة ومقيمة بدائرة مركز شرطة صدفا – أسيوط، وقالت الفتاة إنها هربت من منزل أهلها بسبب وجود خلافات أسرية بينها وبين أسرتها لرغبة والدها فى زواجها من شخص أكبر منها، وتم التوصل إلى والدتها حيث حضرت وتم تسليمها لها وأخذ التعهد اللازم عليها بحسن رعايتها.
وقدمت والدة الفتاة الشكر لرجال الشرطة وامتنانها للجهد المبذول فى إعادتها إليها، وأمر اللواء محمد يوسف مساعد الوزير -مدير الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات باتخاذ كل الإجراءات القانونية وتحرير المحضر رقم 8/125ح قسم شرطة سكك حديد المنيا.
القصة الثانية، كانت بطلتها فتاة أيضاً بعدما هربت من أسرتها لسوء معاملتهم لها وتسللت لمحطة السكة الحديد بالمنيا، واختمرت فى ذهنها فكرة الانتحار حتى تتخلص من سوء معاملة أسرتها، فألقت بنفسها أمام القطار إلا أن الشرطة أنقذتها، واستدعت والدها وسلمتها له.
وبدأت كواليس هذه الواقعة، عندما شاهدت الخدمة الأمنية المعينة لتأمين القطار رقم 81 فتاة تدعى "آية ع" 18 طالبة مقيمة بدائرة مركز شرطة نقادة فى قنا تحاول إلقاء نفسها من باب العربة السادسة من تشكيل القطار أثناء سيره بدائرة قسم شرطة المنيا، رغبة منها فى الانتحار، فتمكنوا من إنقاذها و تم التحفظ عليها.
وأكدت الفتاة أنها تركت منزل أسرتها لوجود خلافات أسرية وسوء معاملتهم لها وتفضيل شقيقها عنها رغم أنها متفوقة دراسياً ، فتم استدعاء والد الفتاة وتسليمها له، وأخذ التعهد عليه بحسن رعايتها، وتحرر المحضر رقم 2/51 أحوال قسم شرطة محطة سكك حديد المنيا.
وكانت بطلة القصة الثالثة فتاة أيضا ، حيث شاهدت الخدمات الأمنية المعينة بمحطة السادات لمترو الأنفاق قسم شرطة رابع المترو، وقوع مشادة كلامية بين إحدى السيدات وأحد الأشخاص أثناء تواجدهما بالمحطة، وباستطلاع الأمر تبين أن السيدة تدعى "حنان.ع" 47 سنة ربة منزل، وأن الشخص يدعى "مصطفى.ر" 21 سنة، وأكدت السيدة لضباط الشرطة أن لديها ابنة تدعى "مريم" 15 سنة طالبة بالصف الثالث الإعدادى متغيبة عن المنزل ، وأنها توصلت لرقم هاتف "مصطفى" الذى أخبرها بوجود معلومات لديه عن مكان اختفاء ابنتها، واتفقا على المقابلة بميدان التحرير ثم محطة السادات لمترو الأنفاق ورفض عقب ذلك أن يدلى لها بأية معلومات عن مكان وجود الفتاة، فاستجوب رجال الشرطة الشاب الذى أكد أنه تعرف على الفتاة المتغيبة بأحد المصايف وأخبرته بوجود خلافات أسرية تركت على إثرها منزل أهلها، فاتفق معها على أن تلتقى معه فى المترو وذهب بها إلى منزل أحد أصدقائه بمنطقة الجيزة للإقامة برفقته، فتم استدراج الشاب الثانى لمحطة ساقية مكى لمترو الأنفاق بمعرفة ضباط مباحث الإدارة وضبطه، حيث تبين تواجد الفتاة برفقته، وتم ضبطها لديه، و أكدت الفتاة أنها تركت منزل والدها بمحض إرادتها وأنه لم يحدث لها مكروه وعادت لأسرتها، فقدمت والدة الفتاة الشكر والامتنان للجهود المبذولة من رجال مباحث شرطة المترو لإعادة نجلتها المتغيبة، وأمر اللواء محمد يوسف مدير شرطة التقل والمواصلات بتحرير المحضر رقم 2/174 أحوال قسم شرطة رابع مترو الأنفاق وأرسل لقسم شرطة قصر النيل لقيده.