تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم السبت، العديد من الملفات والقضايا الهامة أبرزها، علاقة الإدارات الأمريكية السابقة بالشرق الأوسط، والتنبوءات بعلاقة الإدارة الجديدة للبيت الأبيض بالمنطقة،واستيعاب واشنطن أن الواقع الجديد في المنطقة هو اللحظة الأمثل لبناء شراكة حقيقية من أجل أمريكا ومن أجل مصالحها في المنطقة، يضاف لذلك مزايا ومكاسب التعليم عن بعد فى ظل جائحة كورونا، والقاء الضوء على ذكرى بدء تحرير الكويت وعودة رفاة الشهداء.
الإدارات الأمريكية والشرق الأوسط
قال الكاتب يحيى الأمير في مقالة بجريدة "عكاظ" السعودية، معظم التحليلات والتنبؤات التي ترافق وصول رئيس جديد للبيت الأبيض غالباً ما تكون مختلفة عما يأتي بعد ذلك، إذ تعتمد معظم التنبؤات على تصريحات الرئيس إبان حملته الانتخابية وعلى خلفيته وانتمائه السياسي الحزبي، وطالما رافقت زعماء سابقين تحليلات وتنبؤات تنوعت من التفاؤل إلى التشاؤم والتخويف لكن ما حدث كان مختلفاً.
وأضاف الكاتب أن منطقتنا تمثل موقعاً محورياً ومهماً للسياسة الأمريكية وطالما مثلت ساحة لكثير من المعارك والرهانات والتحديات التي واجهت إدارات أمريكية متعاقبة، بما تمثله من ثقل إستراتيجي وتأثير في الطاقة والأمن والملاحة والاستقرار وصراع القوى العالمية الكبرى. وبالتالي فإن المحرك الأول لكل السياسات الأمريكية في المنطقة يتمثل في حماية وتعزيز مصالحها. وتاريخياً طالما ظلت المصالح والنفوذ هي أبرز أهداف وتطلعات السياسة الأمريكية في المنطقة. استوعبت واشنطن تركيبة المنطقة وعززت تحالفاتها مع الدول التي تمثل كيانات وطنية مستقبلية حديثة وأسست معها شراكة لمواجهة التحديات التي تهدد مصالحهما في المنطقة.
وأوضح الكاتب، منذ أربعة عقود، استوعبت الإدارات الأمريكية المتعاقبة أن الثورة الإيرانية قد أدت إلى نشوء نظام خطير في المنطقة لا ينتمي لأفكار الحداثة والانفتاح والحريات التي كانت مظاهرها آخذة في التشكل حينها في مختلف بلدان المنطقة، وتراجعت الحياة في إيران بعد الثورة لتصبح نموذجاً للتخلف والتشدد والأحادية، ومثل الكيان مشروعاً عقائدياً طائفياً توسعياً يستهدف الدولة الوطنية في المنطقة ويؤسس لكيانات طائفية دينية.
لقد مثل ذلك انقلاباً في تاريخ المنطقة واستوعبت مختلف الإدارات الأمريكية ذلك التحدي، إنما بدرجات متفاوتة وبتوجهات مختلفة. ولكنها في الأغلب لم تتورط في رهانات ومشاريع غير واقعية.
واستطرد الكاتب قائلا، في غزو نظام صدام حسين للكويت وفي الغزو الأمريكي للعراق كانت الإدارات الأمريكية تدرك أن ثمة دوائر وقوى وتحالفات في المنطقة لايمكن تجاوزها أو تعزيز المصالح الأمريكية في المنطقة بدونها، ومثلت السعودية الحليف الاستراتيجي الأبرز لواشنطن طيلة تلك العقود لما تمثله من ثقل نوعي على مختلف الأصعدة.
يمكن القول إن فترة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما كانت أعقد فترة في علاقة واشنطن مع المنطقة، إنها المرحلة التي شهدت ما يمكن وصفه بالرهانات غير الواقعية والانخراط في مشاريع جديدة لا تعكس الواقع ولا تجعل من أمن المنطقة واستقرارها أولوية قصوى.
رغم التاريخ الطويل للديمقراطيين في البيت الأبيض منذ أندرو جاكسون عام 1829م وصولاً إلى بيل كلينتون الذي انتهت رئاسته عام2001م. لم يحدث أن شهدت علاقة واشنطن بالمنطقة ذلك الواقع الأليم الذي شهدته إبان فترة الرئيس الأسبق باراك أوباما.
لقد تفاجأ الجميع، احتفل العالم بالقيمة التي مثلها وصول رجل أسود إلى البيت الأبيض، لكنها لم تكن سوى بداية لينقلب ذلك الاحتفاء إلى مشاريع كارثية فوضوية في المنطقة ولتمثل تلك الفترة أسوأ مراحل السياسة الأمريكية في المنطقة.
إنها حقبة (الربيع العربي) والفوضى الخلاقة والإدارة من الخلف، والمرحلة التي استهدفت الدولة الوطنية في المنطقة وراهنت على الجماعات والأحزاب والكيانات التوسعية ومشاريع الفوضى، لقد مثلت مرحلة الرئيس أوباما انقلاباً حقيقاً في طبيعة العلاقة الأمريكية في المنطقة.
القوى السياسية الوطنية في المنطقة هي التي واجهت ذلك المشروع المدمر غير الواقعي ودعمت الدولة الوطنية وأسست تحالفاً أصبح يمثل ركناً أساسياً في التركيبة السياسية في المنطقة ولاعباً لا يمكن للإدارة الأمريكية أن تبني توجهاتها في المنطقة دون الشراكة معه. إنه المحور الذي تقوده المملكة وتنخرط فيه كل قوى الاعتدال والمدنية والوطنية.
مثلت فترة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلى لحظات الواقعية السياسية، إنها الإدارة التي راهنت على الواقع وواجهت قوى الشر في المنطقة وعززت تحالفاتها مع القوى الوطنية وجابهت النظام الإيراني وميليشياته الإرهابية وحاولت جاهدة إطفاء الحرائق المشتعلة التي خلفها النظام السابق.
من هنا وبعد المعركة العنيفة التي شهدتها الانتخابات الأمريكية ووصول الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن إلى البيت تدور مختلف التحليلات والقراءات إلى أننا أمام إعادة استئناف للمشروع الأوبامي السابق في المنطقة، وأن الإدارة الجديدة ستستكمل كل المشاريع السابقة التي انخرطت بها إدارة أوباما، والتي من أهمها ما حدث في منطقة الشرق الأوسط، وفي الواقع أن ذلك غير ممكن ومن الصعب تصوره على الإطلاق.
لقد تغير الواقع في المنطقة وفي العالم، واقع سياسي مؤثر ونوعي، وكيانات وطنية أسست لتحالفات واعية، ومشاريع جديدة تواجه التطرف والتشدد والإرهاب وتنشد الاعتدال والتنمية والمدنية.
لقد أصبحت كل التحديات واضحة ولقد انكشفت كل الملفات التي ظلت تمثل منطلقاً لإرباك العلاقات الأمريكية مع دولنا ولم يعد لها وجود. ملفات الإرهاب والحقوق والحريات والتنمية والاعتدال.. كلها ملفات أصبحت من الماضي.
إننا أمام لحظة تاريخية في علاقة أمريكا بالمنطقة، وفي استيعاب واشنطن أن الواقع الجديد في المنطقة هو اللحظة الأمثل لبناء شراكة حقيقية من أجل أمريكا ومن أجل مصالحها في المنطقة.
لا يمكن أن تمثل الإدارة الأمريكية الجديدة استعادة لنهج الإدارة الأوبامية في التعامل مع قضايا المنطقة، لقد اختلف كل شيء وأصبحت القوى الجديدة في المنطقة هي الشريك الأمثل لكل القوى العالمية التي تسعى لبناء عالم يسوده السلم والتنمية والاستقرار.
التعليم عن بُعد مكاسب ومزايا
رصد الكاتب محمد أحمد عبد الرحمن فى مقاله بصحفية " البيان" الإماراتية، مكاسب ومميزات التعليم عن بعد فى ظل جائحة كورونا، وقال فى مقاله، بسبب التدابير الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19) يدخلُ العامُ الدراسي الجديد فصله الثاني عبر آلية التعليم عن بُعد، وقد جرى تحوّل رقمي واسع، هدفه الحفاظ على العملية التعليمية دون أي عوائق أو تحديات، ودخلت المنظومة التعليمية بأكملها عبر فضاء الإنترنت، لتكمل مشوارها بأسلوب جديد، وكان جميع المعنيين قبل بدء العام الدراسي يتساءلون: كيف سيصبح التفاعل من خلال التدريس عن بُعد؟ بخلاف التعليم النظامي، وأجاب أعضاء الهيئة التدريسية والمختصون عن جُل هذه التساؤلات الواردة في هذا الشأن، وقد رأوا بعد التطبيق العملي للتدريس عن بُعد أنّ التجربة ناجحة ومتميزة، وأكدوا أنّ منظومة هذا النوع من التعليم قد نجحت في تسيير العام الدراسي، دون مشكلات معقدة تُذْكَر، وكان ذلك هو الاختبار الفعلي، مع أزمة فرضت نفسها على المجتمعات،
ووضعت شروطها على جميع مناحي الحياة، وبعثت المؤشرات على التفاؤل مع ظهور منصات للتعليم عن بُعد، ومع الاستمرار بهذا النظام بدأ اعتياد الطلاب على نظام التعليم عن بُعد، وبدأ حجم الفاقد التعليمي يتقلّص ما بين التعليم المباشر والتعليم عن بُعد، كما أنّ مهارات المعلمين التقنية تطورت بشكل متقدم، ناهيك عن زيادة وعي أفراد الأسرة بضرورة تعلم مهارات جديدة ومتابعة أبنائهم، مما زاد من نسبة تفاعل الطلاب، وظهرت مكاسب ومزايا عدة لم تكن متوفرة من قبل، وأصبحت العملية التعليمية مسؤولية مشتركة، بين مؤسسات التعليم متمثلة بالكادر التعليمي وأولياء الأمور، لاسيما في المراحل الدنيا.
ويؤكد خبراء في التعليم أنّ التعليم عن بُعد سيكون الملاذ المستقبليّ، عند الطوارئ، وأصبحت الاستفادة من منصات التعليم الإلكترونية المختلفة فيما بعد الوباء حلّاً وعـوضاً عن تعليق الدراسة في أثناء تقلبات الطقس، بحيث يجري التعليم عن بُعد بدلاً من التعليق الكلي، ذلك لما أبداه التعليم عن بُعد من تغلّب واضح على طول المسافات، وأصبح حلّاً مثالـيّاً لمن لديه مشكلة في التنقل والحركة، ولاسيما من هم في القرى والمناطق النائية.
وهكذا يبدو أنّ أكثر المتداخلين في العملية التعليمية قد بدأوا يدركون ضرورة التعامل المرن بسبب الأوضاع التي فرضها وباء كورونا، حيث يجري الدمج بين التعليم الافتراضي في الأمور التي يغلب عليها الطابع النظري، ويجري التعليم الحضوري للتخصصات التطبيقية، والمختبرات العملية، عندما تكون الإجراءات الصحية متوفرة.
ومن الجدير بالذكر أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول التي استمرت فيها عملية التعليم دون انقطاع منذ حلول الجائحة وفي كل مناطق الدولة بلا استثناء، بينما بلغ عدد الطلاب الذين انقطعوا عن التعليم في المدارس والجامعات في العالم بسبب انتشار جائحة كورونا ثمانمائة وخمسون مليون طالب وطالبة، وذلك بحسب التقرير الذي أصدرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
ذكرى بدء تحرير الكويت وشهداؤنا الأبرار
تحدث الكاتب محمد أحمد المجرن الرومي، فى مقالة بصحيفة " الجريدة الكويتية، عن الجهود التي بذلتها الكويت بناء على قرارات مجلس الأمن بإلزام العراق للبحث عن مصير الأسرى الكويتيين وتسليمهم إذا كانوا أحياء أو تسليم جثامينهم إذا كانوا أمواتاً أعطت ثمارها، فمؤخرا تم العثور على رفات بعض الشهداء، وذلك بعد مرور ثلاثة عقود من الزمان وبعد عودة الكويت لأهلها.
وقال الكاتب مرت الذكرى التاسعة والعشرون لبدء عملية تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم، ففي ليلة السابع عشر من يناير 1991 بدأت عملية التحرير بالضربات الجوية التي شنتها قوات التحالف الدولي، وكانت تلك الغارات التي انتهت بتحرير الكويت في 26 فبراير من العام نفسه، وبعد احتلال دام 7 أشهر عادت الكويت لأهلها منصورة بإذن الله، وقد استبشر الكويتيون ببداية الضربات الجوية وعم الفرح أنحاء الكويت والعالم أجمع، وبدأت التكبيرات تشق عنان السماء.
وأضاف شارك في الضربات الجوية سلاح الطيران الكويتي إلى جانب القوات الجوية لدول التحالف، وخصوصاً الأشقاء في دول الخليج العربي. لم يكن تحرير الكويت بعد الشهور السوداء التي خيمت على الكويت وعلى المنطقة بأكملها، بل جاء التحرير من الله سبحانه وتعالى وتضحيات أبناء وبنات الكويت البواسل الذين بذلوا حياتهم رخيصة في سبيل الوطن وتحريره من الغزاة.
واستطرد قائلا، أثناء الاحتلال اختطف العديد من أبناء الكويت وكانوا أسرى أخذوا إلى العراق، حيث تم قتلهم ولم يعرف مصير أي شخص، ورغم مرور السنوات الطويلة لاختفائهم وانتظار ذويهم ليعرفوا مصير أبنائهم جاءت الأنباء بالعثور على 13 جثماناً طاهراً من الشهداء فاستبشر أهلهم خيراً للعثور على أحبائهم حتى لو كانوا موتى، فعلى الأقل يستطيعون دفنهم في بلدهم وبين أهلهم.
وأوضح أن الجهود التي بذلتها الكويت وبناء على قرارات مجلس الأمن،جاءت بإلزام العراق للبحث عن مصير الأسرى الكويتيين وتسليمهم إذا كانوا أحياء أو تسليم جثامينهم إذا كانوا أمواتاً، وهذا ما تم مؤخرا من العثور على رفات الشهداء، وذلك بِعد مرور ثلاثة عقود من الزمان وبعد عودة الكويت لأهلها.
وإن دل ذلك علي شيء فإنه يدل على قيمة الإنسان الكويتي والبحث عن مصيره حتى لو غاب عقوداً طويلة، وذلك جعل أهالي الشهداء الذين عانوا كل هذه السنوات تطمئن قلوبهم بعد أن تسلموا أحبابهم الشهداء وشيعوهم لمثواهم الأخير. رحم الله شهداءنا الأبرار بواسع رحمته وأسكنهم فسيح الجنان، ونأمل أن نسمع أخباراً عن بقية المفقودين والشهداء.