أصبح قضاة الملاعب فى مرمى نيران الانتقادات سريعاً وبعد مرور 9 جولات فقط من عمر مسابقة الدوري العام، وشن كبار أندية الدوري العام، وعلى رأسهم الأهلي والزمالك، حملة شرسة على منظومة التحكيم خلال الساعات الأخيرة، التى شهدت بيانات عديدة تدين التحكيم وتصف أخطاءه بالفجة، وذلك بعد تعادل الأهلي مع البنك الأهلي وتعادل الزمالك مع أسوان.
وبسبب اشتعال المنافسة فى الموسم الجاري وتقارب المستوى، تربصت الأندية للأخطاء التحكيمية لتحملها مسئولية أى إخفاق تتعرض له فى المسابقة، كمبرر مقبول لدى الجماهير، للرد على تراجع المستوى أو فقدان الحلول فى مواصلة العروض القوية والنتائج الإيجابية.
ومع زيادة موجة النقد، وجه خبراء التحكيم بضرورة التعقل فى الفترة الحالية، خاصة أن هذه الموجة العنيفة من النقد لن تضر إلا الكرة المصرية ومنظومة الرياضة، لأن الحكام لا يمكنهم العمل فى ظل تلك الأجواء المشحونة باستمرار، وفى ظل الضغوط التى ستؤثر على أدائهم سلباً، ولن تمكنهم من فرض العدالة على مجريات المباريات.
بيانات وشكاوى من القطبين
أصدرت اللجنة المكلفة بإدارة نادي الزمالك بيانا رسميا تعقيبا على الأحداث الأخيرة في مسابقة الدوري المصري الممتاز، شددت خلاله على طلبها بضرورة تحقيق العدالة بين جميع أطراف المسابقة ما يضمن الصالح العام للمسابقة وليس لأحد أطرافها دون غيره وجاء نص البيان على النحو التالي :-" تطالب إدارة نادي الزمالك بالعدالة التحكيمية بجميع مباريات الدوري المصري الممتاز بجميع أطرافها خاصة الأندية المتنافسة على صدارة الدوري الممتاز رافضة كل ما يحدث من أخطاء تحكيمية وقرارات من اتحاد الكرة تنعكس بآثار سلبية على المنافسة الشريفة على لقب البطولة وترسخ مفاهيم التعصب بين الجماهير، أما الأهلي فأصدر بياناً هو الآخر رفض الأخطاء التحكيمية التى وصفها بـ "الفجة" بعد تعادله مع البنك الأهلي.
اتحاد الكرة يرفض تشويه الحكام
وأصدرت اللجنة التي تدير اتحاد الكرة بيانا رسميا للرد على الهجوم الذى يتعرض له الحكام، وجاء نص البيان كالتالي: "يؤكد الاتحاد المصري لكرة القدم تقديره للنقد بشكل عام، وهو ما جعل أعضاءه يتحملون بصدر رحب ما يتعرضون له يوميا من موجات وصلت إلى حد الهجوم غير المبرر في بعض الأحيان، وذلك منذ أن تولت اللجنة الثلاثية المكلفة بإدارة الاتحاد مسئولياتها، ملتزمة الصمت حيال ذلك، إلا أنه في الوقت نفسه لا يمكن أن تسمح اللجنة باستمرار ما يتعرض له التحكيم المصري لهذا الكم من التشويه المتعمد بعد كل مباراة، وهذا الكم من اختلاق الأخبار والادعاءات غير الصحيحة التي تنال الحكام المصريين.
ويهم الاتحاد المصرى في هذا المقام أن يؤكد ثقته فى التحكيم المصري الذي يعد الأعرق والأفضل على مستوى القارة الأفريقية، ويمتلك ذخيرة من الحكام الأكفاء سواء من الدوليين وغير الدوليين.
ويدعو الاتحاد المصري جميع العاملين في الوسط الكروي التحلي بالموضوعية لدى تناولهم شئون التحكيم بعيدا عما تجرفهم إليه المنافسات الرياضية، وأن يبقوا أحد عناصر الدعم الرئيسية لهذا العنصر المهم في العملية الكروية، وأن يضع الجميع في اعتباره أيضا أن أخطاء التحكيم في العالم أجمع ستظل جزءا من لعبة كرة القدم مهما اتسعت مساحة الاستعانة بالتقنيات الحديثة.
كما يناشد الاتحاد المصري لكرة القدم الإعلام الرياضي على وجه الخصوص الاستمرار في دعم الحكام المصريين، كما اعتدنا منه، والتمسك بمصداقيته التي تميزه والتأكد من صحة الأخبار التي تتناولهم عقب كل مباراة.
ناصر عباس يرفضون تعليق المقصلة لقضاة الملاعب
من جهته أكد ناصر عباس، الحكم الدولى السابق، أن الهجوم الكبير على التحكيم المصرى ليس فى صالح المنظومة الكروية فى مصر أو فى مصلحة الحكام أنفسهم، وقال عباس فى تصريحات لـ"انفراد"، الانتقادات ستخلق فجوة كبرى من فقدان الثقة بين الحكام والأندية، وهذه الانتقادات ستؤثر سلباً على الأداء لأن الحكام لا يمكنهم العمل فى ظل كل هذه الانتقادات.
وأضاف عباس، الأخطاء التى تحدث رغم وجود الفار ليس سببها كفاءة الحكام، ولكن هناك العديد من العوامل الأخرى، أبرزها أن تقنية الفار مازالت حديثة وتحتاج للتدريب واكتساب الخبرات، وهذا ما يجب أن تقوم به لجنة الحكام فى أول تجمع.
وأشار الحكم الدولى السابق إلى أن العامل الأهم هو أن تقنية الفار تحتاج لعدد كاميرات لا يقل عن 12 كاميرا وليس 3، وإلا كيف سيتم توفير اللقطة الواضحة لحكم المباراة ليتخذ القرار الصحيح.
واختتم عباس تصريحاته قائلا، "هذه الانتقادات الكبيرة يجب أن تتوقف من أفراد المنظومة وأن تكون هناك حملة دعم للحكام لأن هذا سيؤثر على ثقتهم وعلى مشاركتهم فى المباريات الدولية، التقنية ما زالت حديثة ويجب أن تدعمها جميع عناصر اللعبة، حتى لا تكون هناك أزمة حقيقية.