تواصل المملكة الأردنية الهاشمية مساعيها الحثيثة في الوساطة بين الأطراف اليمنية المتنازعة برعاية الأمم المتحدة ، حيث انطلقت بالأردن، الأحد، الاجتماع الخامس للجنة الإشرافية المعنية بمتابعة تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين في العاصمة عمَّان.
سبق وأن انعقدت مفاوضات سابقة في الأردن بخصوص ملف الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين، برعاية الأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر. حيث أثمرت فى أكتوبر من العام الماضي، عن تبادل الحكومة والحوثي 1056 أسيرا من الجانبين، في أكبر صفقة لتبادل الأسرى منذ بدء الحرب.
من جهته، قال الدكتور والمحل السياسى الأردنى زيد النوايسة، إن إستضافة المملكة الأردنية الهاشمية، لمحادثات سلام بين الأطراف اليمنية بالعاصمة عمان، يؤكد أن الأردن طرف مقبول ومرحب به من قبل أطراف النزاع اليمنى، ويعكس مكانة المملكة في المنطقة.
وأوضح النوايسة في تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن استضافة الأردن لمحادثات سلام بين الحكومة اليمنين والحوثيين، خاصة فيما يخص ملف الأسرى والمعتقلين لدى كلا الطرفين، برعاية الأمم المتحدة، لا يعنى بالضرورة انخراط الأردن في تلك المحادثات بشكل مباشر، إنما توفر المملكة كل الظروف المواتية للإسراع في تحقيق تقدم في هذه المحادثات، وصولا لاتفاق بين الطرفين.
ولفت النوايسة، إلى أن الأزمة اليمنية ستشهد تطورات إيجابية الفترة القادمة، خاصة أن هناك توجه دولى بإنهاء الصراع في اليمن وتسوية القضية اليمنية، لاسيما بعد وصول الرئيس الامريكى جو بايدن لسدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية.
من جهة أخرى، قال الدكتور محمد القطاطشة عضو مجلس النواب الأردنى الأسبق وأستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، أن تلك المفاوضات التي تحتضنها عمان بين أطراف الأزمة اليمنية، تأتى كمحاولة ثالثة بعد مفاوضات سويسرا والسويد التي أثمرت عن إطلاق سراح ما يقارب ١٠٦٥ أسير من الطرفين في اكتوبر الماضي
وأوضح الدكتور "القطاطشة" في تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن طرفى الأزمة اليمينة، اختارا الأردن مكان لهذه المفاوضات على أساس أن عمان وبالرغم من وقوفها بجانب الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي المتواجد في الرياض على اعتبار أن الحكومة الأردنية لها باع طويل في الشأن اليمني. واستدرك قائلا:" في عام ١٩٩٣ كانت عمان هي من انهى النزاع اليمني وصولاً الى الوحدة".
ولفت على أنه من المتوقع أن يجري التفاوض على أساس محاولة جادة لإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى في هذه الجولة حيث ان عدد الأسرى لدى الطرفين يقدر بحوالي ١٤٠٠٠ أسير.
وقد احتضنت عمان عدد كبير من أسرى الطرفين للعلاج في المستشفيات الأردنية وتحت رعاية الأمم المتحدة .
من جهته، قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن "أحث الطرفين على أن تتصدر أولويات مناقشاتهما إطلاق سراح جميع الأسرى والمحتجزين المرضى والجرحى وكبار السن والأطفال إضافة إلى إطلاق سراح جميع المدنيين المحتجزين تعسفياً بمن فيهم النساء، على الفور دون أي قيد أو شرط. وأحث الطرفين أيضاً على مناقشة الأسماء والاتفاق عليها بما يتجاوز قوائم اجتماع عمَّان وفاءً بالتزاماتهما بموجب اتفاق ستوكهولم الذي يقضي بإطلاق سراح جميع الأسرى والمحتجزين على خلفية النِّزاع في أقرب وقت ممكن".
وعبَّر المبعوث الخاص أيضاً عن امتنانه للأردن لاستضافتها لهذا الاجتماع.