تحل اليوم، الثلاثاء، الموافق 26 يناير2021، الذكرى الـ69 لحريق القاهرة، والتى لا زالت علاماتها لم تمح من ذاكرة المصريين بمشاهدها المؤلمة، حيث اندلع الحريق بعدة منشآت فى مدينة القاهرة، والتهمت النيران نحو 700 محل وسينما وكازينو وفندق ومكتب ونادٍ فى شوارع وميادين وسط المدينة، والتهمت النار نحو 300 محل بينها أكبر وأشهر المحلات التجارية، وأسفرت حوادث ذلك اليوم عن مقتل 26 شخصًا، وبلغ عدد المصابين بالحروق والكسور 552 شخصًا.
وذكر محمد نجيب، رئيس الجمهورية الراحل، فى مذكراته أن القتلى كانوا 46 مصريًا و 9 أجانب، والروايات تعددت حول أسباب الحريق، ومن المتسبب فيه، لكن السجلات الرسمية لم تصل إلى سبب محدد ويبقى الفاعل مجهول حتى الآن، ولكن المتفق عليه هو أن الحادث كانت مدبر وأداره مجموعة محترفة فى تحديد التوقيت وتتابعت إشعال النيران فى كافة ربوع القاهرة، بينما أشار بعض المؤرخين بأصابع الاتهام لجماعة الإخوان آنذاك والتأكيد على الدور الذى قام به الشيخ محمد فرغلى، عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين، يوم السبت 26 يناير عام 1952، «عندما شوهد ومعهم عناصر من الجماعة، وهم يحرضون المتظاهرين الغاضبين على أعمال الفوضى وإحراق المنشآت التجارية والملاهى».
وتعود الروايات ببداية الأحداث ليوم السبت فى تمام الساعة الثانية عشرة والنصف تقريبًا، ظهر يوم 26 يناير- مثل هذا اليوم - 1952، حين بدأ حريق القاهرة بإشعال النار فى كازينو أوبرا ثم فى سينما ريفولى، لينتشر الحريق الأضخم فى تاريخ مصر ويغطى قلب القاهرة، ولتشمل كل المنطقة الواقعة بين ميدان الأوبرا شرقا والإسعاف غربا، وبين ميدان المحطة «رمسيس» شمالا وميدان الإسماعيلية «التحرير» جنوبا، ولتمتد أيضًا إلى الأطراف البعيدة من العباسية والظاهر شمالا إلى شارع الهرم جنوبا، ثم التهمت 700محل وسينما وكازينو وفندق ومكتب ونادى فى شوارع وميادين الأوبرا- وشوارع، «إبراهيم الجمهورية» وفؤاد «26 يوليو»، وعدلى وقصر النيل وسليمان وعبد الخالق ثروت، وميدان مصطفى كامل وشوارع شريف ورشدى وجامع شركس والبستان ومحمد فريد وعماد الدين ونجيب الريحانى ومحمود بسيونى والبورصة الجديدة وتوفيق، وميدان التوفيقية وشارع جلال وشارع الملكة «رمسيس» وميدان الإسماعيلية «التحرى»، وشوارع الخديوى إسماعيل «التحرير» والشواربى والفلكى ومحمد صدقى، وسكة المغربى والانتكخانة، وشامبليون والألفى، وميدان حليم باشا، وشوارع حليم باشا، وقنطرة الدكة، وميدان قنطرة الدكة، وشوارع كلوت بك، ودوبريه، وكامل صدقى، والظاهر، ومحمود فهمى المعمارى، وميدان باب الحديد، وشوارع المهرانى، والمهدى، وخليج الحور ومحمد على والأهرام".
وأدى هذا الحريق لإعلان مجلس الوزراء آنذاك الأحكام العرفية فى جميع أنحاء البلاد، وتوقفت الدراسة فى المدارس والجامعات لأجل غير مسمى، وتقدم رئيس الوزراء مصطفى النحاس باستقالته للملك فاروق الذى رفضها، كما تم تعيينه حاكمًا عسكريًا فى نفس الليلة، والذى أصدر قرارًا بحظر التجول فى القاهرة والجيزة من السادسة مساءً حتى السادسة صباحًا، ومنع التجمهر، واعتبار كل تجمع مؤلف من خمسة أشخاص أو أكثر مهددًا للسلم والنظام العام، قرر الملك فاروق إقالة حكومة النحاس باشا مساء يوم 27 يناير 1952 فى اليوم التالى لحريق القاهرة.
الجدير بالذكر أن حريق القاهرة هو اليوم التالى لمجزرة الإسماعيلية التى استُشهد فيها خمسون مصريًّا فى معركة غير متكافئة مع جنود الاحتلال البريطانى، وشهدت القاهرة أطول وأسوأ يوم فى تاريخها، حيث احترقت القاهرة وأتت النيران على قلب العاصمة بصورة لم يسبق لها مثيل.