للتعذيب في سجون قطر روايات عدة، فما بين انتهاك لحقوق الإنسان وتجاهل لسلامة الإجراءات وغياب للاتهامات الواضحة، تمتد معاناة من تقودهم الظروف للوقوع في آسر زنازين الدوحة المعلنة وغير المعلنة.
ومن بين تلك الروايات قصة أستاذ الإحصاء الحيوي لقمان طالب وابنه، اللذان كانا علي موعد من المجهول لمدة تجاوزت 6 أشهر برغم الدور الذي لعبه لقمان في دعم الإدارات الحكومية داخل قطر لمكافحة وباء كورونا القاتل في الإمارة.
وكشفت صحيفة الجارديان البريطانية، في تقرير لها قصة البروفيسور لقمان طالب، أستاذ الإحصاء الحيوي الأسترالي الذي تعرض للتعذيب والاحتجاز سراً في زنزانة قطرية قبل أطلاق سراحه بعد خمسة أشهر من الاحتجاز.
البروفيسور لقمان اثناء تسلمه جائزة من جامعة قطر
وقبض علي لقمان طالب، 58 عامًا، وابنه إسماعيل طالب، 24 عامًا، من منزلهما في الدوحة في 27 يوليو الماضي، وتم احتجازهما في أماكن غير معروفة.
ولم يتم تقديم أي تهمة أو تفسير لاحتجازهما، إلا أن طالب وإسماعيل أكدا بعد اخلاء سبيلهما أنهما تعرضا للتعذيب أثناء احتجازهما في قطر، حيث يقولون إنهم وضعوا في أوضاع مجهدة لفترات طويلة، وعانوا من الحرمان من النوم والعزلة والقصف الحسي، بما في ذلك استخدام الأضواء القاسية على مدار 24 ساعة في اليوم.
وكان البروفيسور طالب، وقت اعتقاله ، القائم بأعمال رئيس قسم الصحة العامة بجامعة قطر وكان يساعد البلاد في الاستجابة لفيروس كورونا.
وقالت ابنته مريم لقمان طالب: إن الأسرة "غمرتها السعادة" عند إطلاق سراحهم، مشيرة الى إنهم لم يتم إخطارهم بالاعتقالات لمدة 40 يومًا.
وقالت لصحيفة الجارديان: "إن والدي وأخي يشعران بالارتياح بشكل طبيعي لعودتهما مع عائلتهما، لكنهما ما زالا يكافحان من أجل الفهم والتأقلم مع الأشهر الخمسة المخيفة والمروعة التي تركوها وراءهما... لم يتم التأكد بعد من مدى الضرر الذي لحق بصحتهما، لكن ما يمكن رؤيته بالعين المجردة يتحدث عن الكثير من التعذيب القاسي الذي مروا به".
طالب واسماعيل
احتُجز الأستاذ طالب، وإسماعيل طالب، لمدة 5 أشهر تقريبًا في قطر، وقالت مريم طالب، إنه حتى قبل الإفراج عنهم، لم يكن بوسع السلطات القطرية تقديم أي تبرير لاحتجازهم.
وقالت نائلة أحمد رئيسة قسم القضايا في منظمة CAGE المعنية بالدفاع عن ضحايا التعذيب، إنها تعتقد أن الضغط الإعلامي على الحكومة القطرية أدى إلى الإفراج، وأضافت إنه لا تزال هناك أسئلة لم يتم حلها بشأن مدى علم السلطات الأسترالية بالتعذيب المزعوم والاحتجاز السري
وقالت: "من الأهمية بمكان أن تشرح السلطات الأسترالية بالكامل مستوى مشاركتها، وتشرح افتقارها المحير إلى الدعم لعائلة طالب طوال هذه المحنة".