مهنة الستر.. صناعة "الفركة" من الشال التقليدى إلى إنتاج أول فستان من النول اليدوى بقنا.. الفركة من الصناعات اليدوية التاريخية ويعمل بها عشرات الأسر المنازل لتوفير دخل لهم ..والتطوير يحفظها من الإندثار

"صناعة الفركة" من الصناعات اليدوية التى تعود أصولها إلى الفراعنة وتشتهر بها مدينة نقادة بمحافظة قنا، حيث تعتمد على النول اليدوى فى الصناعة والنول الفرعونى الذى يتواجد مقابل لحفرة فى الأرض على عمق متر أو أكثر، ويستخدم فيها خيوط الحرير أو الكتان والفر، كما يعمل بها عشرات الأسر داخل المنازل فى المدينة أو القرى التى تتبع لها لذلك أطلق عليها مهنة الستر، حيث تستر العاملين فيها وتوفر لهم دخل ولكن لا تغنيهم نظرًا لدخلها الضعيف. واعتمدت الحرفة خلال السنوات الماضية على إنتاج الشال من خيوط الحرير ذات ألوان موحدة ومع الحداثة بدأ الصانعون ينتجون شيلان من ألوان ورسومات مختلفة يشاركون بها فى المعارض والمحافل الكبرى وكذلك تسوق إلى عدد من البلدان الأفريقية والأوروبية وللسائحين عند زيارتهم لمصر والأماكن السياحية مثل الأقصر والغردقة.

الصناعة تتكون من عدة مراحل وهى مرحلة صبغ الخيوط التى تستخدم فى الصناعة سواء كانت من الحرير أو الفبران عن طريق وضعها فى "عجانية" ومن ثم لف الخيوط على بكرة باستخدام الـ"عجلة" والبدء فى الصناعة بعد الانتهاء من تجهيز النول، عن طريق تمرير ما يسمى بالمكوك ليخرج فى النهاية منتج الفركة وهو الشال أو الإيشارب. ومن الصنعة للابتكار والتطوير شهدت المدينة إنتاج أول فستان كامل من إنتاج خيوط الفركة لأول مرة على يد الحرفيين فى تلك الصنعة ومن خيوط الحرير التى تعد على نول سياحى أو نول فرعونى يدوى فى أحد المنازل التابعة لجمعية تنموية والبدء فى بيعه بالطلب أو التعاقد مع شركات. وقال محمد عزت، مدير جمعية تنموية فى نقادة، إن حرفة الفركة فى المدينة كانت على وشك الاندثار رغم وجودها من آلاف السنين ولكن دون تطور على المنتج الذى تقدمه من رسومات وألوان وأشكال، حيث اعتمدت على إنتاج الشال والإيشارب والطرح للسيدات، ومع التقدم ابتكرت الجمعية أشكال جديدة تعمل فيها العديد من الأسر فى المدينة.

وأوضح عزت، أن المدينة تعتمد على 3 حرف أساسية وهى حرفة الفخار والجريد والفركة وجميعها حرف يدوية يعمل بها الأهالى وتوفر دخل لأسرهم، كما بدأت المشاركة فى معارض خارجية لعرض المنتجات النهائية من الصناعة. وعن أول فستان نسائى من خيوط الفركة، أكد محمد عزت أن الفستان أو الأثواب يصنع لأول مرة من النول اليدوى وخيوط شركة مصرية وليست مستوردة كما فى الصناعات الأخري، ويمتاز بالدفء فى فصل الشتاء ونعومته فى فصل الصيف، بالإضافة إلى ألوانه الطبيعية والمميزة والرسومات التى تزينه وجميعها أعمال يدوية.

وأشار محمود علي، من صناع الفركة، إلى أن الصناعة تعتمد على الصبر ويعمل فيها عشرات الأسر فى المدينة بالوقت الحالى وكانت تمثل فى السابق مصدر دخل رئيسى لمئات وآلاف الصناع، حيث كانت تصدر إلى السودان لزيادة الإقبال على شرائها هناك فى وقت سابق واستخدامها فى طقوس الولادة وتراجع العمل فيها بالوقت الحالي. وبين علي، أن إدخال أشكال جديدة على الصناعة سيساعد فى تطويرها بدلًا من تراجعها، لاسيما الأشكال التى تتماشى مع الموضة ومع أذواق الشباب والنساء فى الوقت الحالى وهذا سيجعلها تعود إلى ما كانت عليه فى السابق وتنتشر من جديد، كما سيتم تصديرها إلى الخارج.














الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;