بعد أيام قليلة من رئاسة جو بايدن، يريد قادة المكسيك والولايات المتحدة إعادة إطلاق علاقة ليست أساسية فقط للسياسة الخارجية للولايات المتحدة ولكنها حيوية أيضًا للاقتصاد والأمن والثقافة للجانبين، حيث يعتبر أمر وقف بناء جدار المكسيك منذ 27 يناير بداية جديدة لإعادة الثقة بين الطرفين.
ويعتبر الرئيس المكسيكى أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الذى تمتع بعلاقة عمل جيدة مع الرئيس السابق دونالد ترامب على الرغم من خلافاتهما، إلى تعقيد العلاقة الثنائية القومية فى الأشهر الأخيرة من خلال إظهار برودة واضحة تجاه جو بايدن، حسبما قالت صحيفة "اكبانثيون" المكسيكية.
وناقش بايدن مع أوبرادور، خططاً للتراجع عن سياسات الهجرة التى تبنتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وشرح بايدن فى المكالمة خطته للحد من الهجرة عبر التركيز على "علاج أسبابها العميقة"، وتشمل الخطة جهوداً لزيادة طاقة إعادة التوطين والبدائل المشروعة لمسارات الهجرة وكذلك تحسين التعامل مع الظاهرة على الحدود، كما اتفق الزعيمين على العمل معاً صوب خفض "الهجرة غير النظامية".
وأشارت الصحيفة فى تقريرها إلى أنه على الرغم من أن البعض يفترض أن لوبيز أوبرادور، المنتخب فى عام 2018، يحاول ببساطة منع الإدارة الجديدة من التدخل فى الشئون الداخلية المكسيكية، إلا أن القادة السياسيين ورجال الأعمال يريدون العكس، وتسهيل العلاقات.
ووصفت مارثا بارسينا، سفيرة المكسيك المنتهية ولايتها فى واشنطن، البلدين بأنهما "زوجان عجوزان يتعيّن عليهما إيجاد طريقة للتعايش"، مضيفة أن "الطلاق ليس خيارا".
وقال السفير، الذى سيحل محلها إستيبان موكتيزوما، السناتور السابق ووزير التعليم السابق فى المكسيك: "ستكون هناك تقلبات، لكن علينا أن نتعايش، "لكن فى النهاية علينا أن نتوافق ونبحث عن المصالح المشتركة."
وقالت وكالة "إيفى" الإسبانية أن الرئيس بايدن أعلن لجميع شركات المقاولات تعليق أعمال البناء اعتبارًا من الأربعاء 27 يناير، ولن تستمر مشاريع البنية التحتية الحدودية الممنوحة من قبل وزارة الدفاع (DOD) ووزارة الأمن الداخلى (DHS) مع الخطط التى كان لدى الرئيس السابق، كذلك، سيقدم بايدن إلى الكونجرس مشروع قانون لإصلاح نظام الهجرة، حيث يتيح المشروع خصوصاً تسوية أوضاع نحو 700 ألف من المهاجرين الأجانب الذين دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير قانونى وكانوا لا يزالون أطفالاً وعاشوا فيها منذ ذلك الحين.
وضع المهاجرين
وأعرب عدد من المهاجرين فى المكسيك عن انجاز معاملاتهم للإقامة فى الولايات المتحدة عن الأمل بأن يخفف الرئيس الأمريكى الجديد من صرامة سياسية بلاده على صعيد الهجرة، وقالت جيسيكا فاييس وهى من نيكاراجوا وموجودة فى سويداد خواريس فى شمال المكسيك منذ 18 شهرا بانتظار رد على طلبها "نحن سعداء جدا لقد عاد الأمل".
وقالت فاطيما وهى سلفادروية تقيم فى المكسيك منذ سنتين رافضة الكشف عن اسمها كاملا "زادت ثقتنا الآن. نرى أن الرئيس الجديد لا يهمشنا وهو يفكر بنا".
وشكلت الهجرة مسألة مركزية فى عهد دونالد ترامب الذى اتخذ إجراءات أثارت جدلا مثل فصل عائلات مهاجرة عند وصولها بطريقة غير قانونية إلى الولايات المتحدة وبناء جدار على طول الحدود مع المكسيك.
وسيعرض مشروعا على الكونجرس لمنح الجنسية الأمريكية لنحو 700 ألف شاب وصلوا بطريقة غير قانونية إلى الولايات المتحدة عندما كانوا أطفالا برفقة اهاليهم وهم معروفون باسم"الحالمون".
وتم توقيع أمر تنفيذى منذ 20 يناير من قبل بايدن، فى نفس اليوم الذى تولى فيه منصبه، ومع ذلك استمر البناء فى الأيام التى تلت على الرغم من التفويض، وفقا لتصريحات تريشيا كورتيز، المديرة التنفيذية لمركز ريو جراندى للدراسات الدولية فى تكساس والمؤسس المشارك لتحالف "ليس قدمًا أخرى".
وطالبت الجمارك وحماية الحدود (CBP) بالامتثال للمرسوم المفروض، ومنح المستند الذى وافق عليه بايدن فترة سماح مدتها 7 أيام تنتهى فى هذا اليوم، لذلك يجب تعليق أعمال البناء على الفور.