"البطاطس" لها شعبية كبيرة وتستخدم كثيرا في إعداد الوجبات الغذائية اللذيذة، وتحتل المركز الرابع من ناحية الأهمية بعد الأرز والذرة والقمح والمركز الثانى فى الصادرات الزراعية، ولها قيمة غذائية كبيرة لاحتوائها على العديد من العناصر والمعادن المغذية للجسم، محصول استهلاكى، ولكن تعرض محصول البطاطس الموسم الحالي إلى خسائر كبيرة وتراجع في سعر كيلو البطاطس بالسوق المحلى حتى وصل إلى أقل من جنية بالغيط.
قال الدكتور أحمد العطار رئيس الحجر الزراعى، في تصريحات، لـ"انفراد"، إنه تم تصدير 683 ألف طن بطاطس ولا يوجد فرق فى كمية التصدير بين 2019 - 2020، مضيفاأن سبب انخفاض أسعار المحصول حدث بسبب أزمة كورونا، و زيادة الإنتاج سواء من العروة الصيفية أو الشتوية خلال هذا الموسم بسبب تناسب الأحوال الجوية مع زراعتها من ناحية، وتوفير تقاوى جيدة من ناحية أخرى، ومع بداية أزمة كورونا بدأ سحب المحصول يقل بسبب إغلاق المطاعم والفنادق، وتوقف السياحة على العالم كله وليس مصر فقط، وبالتالى تم إغلاق مصدرين لتوريد البطاطس والاعتماد فقط على الاستهلاك المنزلى فزاد المعروض وقلت الأسعار مما أدى إلي خسائر على المزارعين .
قال حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، إن أزمة البطاطس لم يتم حلها حتى الآن، بل بالعكس زاد الإنتاج مع انخفاض الأسعار مما يكبد المزارعين خسائر فادحة وكبيرة، موضحا أن الأزمة لم تكن فى البطاطس فقط بل امتدت إلي معظم الخضروات الأخرى، مضيفا أن من ضمن الأسباب عدم وجود سياسة تسويقية واستراتيجية زراعية للفلاحين يضر بهم سواء انخفاض أو ارتفاع الأسعار.
وأضاف نقيب الفلاحين، أن أهم الأسباب التى أدت إلى انخفاض أسعار البطاطس حتي وصل كيلو البطاطس لـ70 قرشا على رأس الغيط بأقل بنحو 50% عن سعر التكلفة، زيادة المساحة المنزرعة هذا العام من البطاطس عن الحاجة المحلية وعقود التصدير، فزادت المساحة المنزرعة من البطاطس فى العروات الثلاث " الشتوى والصيفى والنيلى " عن 400 الف فدان بمتوسط انتاجية 11 طن للفدان الواحد، فيما انخفضت الكميات المصدره عن العام الماضى بسبب أزمة كورونا.
وإغلاق بعض الدول موانيها، حيث صدرت مصر العام الماضى نحو 688 ألف طن، بينما لم تزد الصادرات المصرية من البطاطس هذا العام عن 680 ألف طن، وتقلص الطلب المحلي علي البطاطس بسبب أزمة كورونا، واتخاذ الدولة إجراءات وقائية للحد من تجمع وتحرك المواطنين وتوقف السياحة والفنادق وتفضيل أغلبية المواطنين البقاء في المنزل مما أثر سلبيا علي عمل المطاعم ومصانع الشيبسى.
وطالب أبو صدام، الحكومة بالوقوف بجانب مزارعي البطاطس للحد من أثار الخسائر الكبيرة التى يتعرضون لها جراء إنهيار أسعار البطاطس، وللحفاظ علي استمرار زراعة هذا المحصول الاستراتيجي، وتوعية المستهلكين بمدى أهمية وقيمة ثمار البطاطس الغذائية لتناول البطاطس كوجبة غذائية يوميه، بديلا عن الوجبات الغذائية الأعلى سعرا فى ظل توفرها، و تدنى أسعارها واحلال البطاطس محل الخضروات الأخرى فى القطاعات الحكومية المستهلكة للطعام.
وطالب بالتوسع في إنشاء ثلاجات حكومتيه لتخزين البطاطس حال توفرها، وتطبيق قانون الزراعات التعاقدية لمنع تكرر أزمات ارتفاع وانخفاض الأسعار، وإنشاء صندوق للتكافل الزراعي لتعويض الفلاحين حال تعرضهم لخسائر فادحة، و صرف منحه عاجله كدعم من الدولة لمزارعي البطاطس و التوسع في إنشاء مصانع الشيبسي بالقرب من أماكن زراعة البطاطس، والحفاظ على أسواق مصر الخارجية للبطاطس والعمل على فتح أسواق جديدة.
يذكر أن مصر تنتج سنوياً 5 مليون طن من البطاطس، تستهلك المصانع منها مليون طن في انتاج البطاطس الشبيسى، والاستهلاك المحلى يبلغ 2.5 مليون طن ويتم تصدير مليون طن، بينما يتم استهلاك النصف طن الباقي في انتاج التقاوي.