تبرعت بـ15 فدان لأهالى قريتها والتعاون الزراعى والوحدة الصحية
حفيدها: تزوجت مرتين ولم تنجب وكانت كريمة وسخية مع الجميع
أغنية "حب إيه" كانت بداية عملها مع بليغ حمدى
حفيدها يكشف أسرار التركة وميراثها لزوجها وعدم إنجابها أطفال
جمعت ذهب سيدات محافظات مصر والوطن العربى لدعم الجيش المصرى عقب هزيمة 67
قدم "انفراد" تغطية خاصة من قرية طماى الزهايرة بمحافظة الدقهلية، قرية السيدة أم كلثوم كوكب الشرق، فى ذكرى رحيلها اليوم وهى الذكرى 46 لوفاتها فى 3 فبراير عام 1975، وذلك عن عمر ناهز 76 عاما.
والتقى "انفراد" بخالد سمير خالد حفيد أم كلثوم، والذى فجر مفاجأة مدوية عن تاريخ ميلاد واسم كوكب الشرق الحقيقى، وقال خلال لقائه: "فى البداية عاوز أبين مين هما أحفاد السيدة أم كلثوم، وهم أولاد شقيقها خالد وأنا منهم، وأحفاد آخرين أولاد شقيقتها، وأولادهم جميعا هم أحفادها والآخرين أقاربها وليسوا أحفادها كما يدعون".
وكشف اسمها كوكب الشرق الحقيقى هو أم كلثوم إبراهيم سيد البلتاجى، وليس فاطمة إبراهيم سيد البلتاجى وهو الاسم الموجود فى شهادة الميلاد وإعلان الوراثة والعزبة ملكها، واسمها عزبة أم كلثوم ووالدها إبراهيم سيد البلتاجى.
كما فجر مفاجأة أخرى بأن الجميع يذكر أن تاريخ ميلادها أواخر ديسمبر1898م، وهو خاطأ تماما حيث أن التاريخ الحقيقى للميلاد 4 مايو 1904، وتوفيت عن عمر 71 عاما وليس 76 كما يقول المؤرخون.
وأوضح حفيد أم كلثوم، أنها توفيت فى 3 فبراير عام 1975، وتم تقديم لمحكمة عابدين فى 9/2/1975 طلب بعد الوفاة بأسبوع من عمته لإصدار إعلان الوراثة، وإرثها الشرعى انحسر فى زوجها الدكتور حسن الحفناوى وحصل على النصف شرعا، والنصف الباقى حصلت عليه شقيقة السيدة أم كلثوم، مشيرا إلى أنهم أبناء الشيخ خالد حجبوا عن الميراث لكونه توفى فى 8/7/1953 قبل وفاة السيدة أم كلثوم بـ22 سنة، وجدته لم يكن لها أبناء ولذلك حصل زوجها على النصف وهو الذى كان زوجها وقت الوفاة، وكانت متزوجة من قبل زوجها الذى ورث عنها، على حد قوله.
وأوضح خالد حفيد أم كلثوم، أن السيدة أم كلثوم كانت لها عزبة فى القرية مساحتها 140 فدانا وكانت ملكها وملك والدها، منهم 40 فدانا لوالدها و100 فدان لأم كلثوم، وعندما توفى جده تم تقسيم الـ40 فدانا وحصلت منهم أم كلثوم على 10 أفدنة نصيبها من التركة، وتبرعت بـ15 فدانا للبلد منهم 11.5 فدان لأهل قرية طماى، و3.5 فدان للتعاون الزراعى والوحدة الصحية بوزارة الصحة، وأرض التعاون عبارة عن مزرعة دواجن ودار مناسبات ومكان تجميع محاصيل والجمعية الزراعية، وهو ما قدمته لطماى لخدمة أهلها، بخلاف ما قدمته لمصر من مجهود حربى وغيره من التبرعات لصالح الوطن فى وقت حياتها، مؤكداً أنها كانت تتعاون مع الأهالى وتدعمهم وترسل كل عام 2 لورى محملة بالكسوة لأهالى البلد وتوفير الحياة الكريمة لهم.
واستكمل حفيد أم كلثوم، أنه كان وقع حريق فى الستينيات بالقرية وهى علمت بالخبر، واتصلت بشركة المقاولون العرب وقتها واقترحت عمل طماى قرية نموذجية، وتدخل أحد الأشخاص وقرر المعاينة على الأرض وأثر على قرارها ولم تحول القرية إلى نموذجية كما كانت تتمنى.
وبالنسبة للاسم قال إن والدة أم كلثوم هى من كان اسمها فاطمة وليس كوكب الشرق، قائلاً: "اللى اسمها فاطمة هى والدة الست أم كلثوم، وكان اسمها فاطمة المليجى على وهى والدة جدى، وتوفيت عام 1945 وكانت المقابر الخاصة بنا فى طماى وهى توفيت بالقاهرة، وجاء وقت نقل جثمانها تدخل وقتها فؤاد سراج الدين باشا وتم دفنه عندها، وبعد عمل مقابر لنا بالبساتين تم نقل رفاتها للمقابر الجديدة، ولكن جدى إبراهيم والد السيدة أم كلثوم مدفون فى طماى، ووالدتها مدفونة بالقاهرة".
وعن مجهود ودعم السيدة أم كلثوم لمصر، قال حفيدها إنها بعد النكسة عام 67 دخلت فى حالة نفسية صعبة وفكرت كيف تساعد مصر، وبدأت تجوب محافظات مصر وتجمع السيدات المحترمات وجمعت ذهب سيدات مصر للتبرع للجيش المصرى، وعملت حفلات فى الكويت والإمارات والسعودية والعراق وغيرها من دول الخليج وقتها، والجميع تبرع من ذهبه لدعم الجيش المصرى، قائلاً: "نتمنى من المسئولين النظر لنا نحن أحفادها الذين نعيش فى أوضاع تستحق الدعم، ونحتاج تجهيز ودعم المكان الذى تنتمى إليها، وهى تلاقيها زعلانه لأن المسئولين مقصرين مع أحفادها، ونتمنى عمل متحف لها فى البلد لدعمها، ونتمنى نظرة مختلفة من محافظ الدقهلية ووزير الثقافة ورئيس مجلس الوزراء زى ما خدمت مصر محتاجه أهليتها يكونوا يشرفوا مصر، وهى زى ما كانت واجهة لمصر عاوزين بلدها تكون واجهة مشرفة ليها".
وسرد خالد حفيد أم كلثوم، قصة عن بداية معرفة السيد بليغ حمدى بأم كلثوم، حيث أن عمه إبراهيم كان صديق للفنان محمد فوزى، وخلال جلسة مع بعضهما البعض حضر بليغ حمدى بعمر حوالى 21 سنة تقريباً وقتها، وكان ملحن شاب فى بداية طريقه، وقام بعمل لحن أغنية "حب إيه" ليقوم بغنائها محمد فوزى، وتوجه به إلى السيدة أم كلثوم وقالت له "ايه اللى انت جايبه ده يا إبراهيم"، وطلب منها سماع لحن وكلمات أغنية "حب ايه"، وأعجبت بها جداً وتركها لها المطرب محمد فوزى لكى تغنيها وقتها".
وأكد حفيد أم كلثوم، فى لقائه لـ"انفراد"، أنها كانت لها مواقف عظيمة مع الجميع ولم تبخل مع أحد فى البلد، حيث أنه وقعت حادثة لشقيقته "فاطمة" الكبيرة والتى دهست سيارة على ظهرها، وعلمت بالواقعة وانزعجت جداً وطلبت نقلها للقاهرة لعلاجها فى أفضل مستشفيات مصر، كما سرد موقف آخر مع شخص يعمل "عربجى" بالقرية وكان قديماً ينقل السواقى لرى الغيط على عربات كاروا لمسافات كبيرة، وعندما كان يسير بالقرب من القاهرة ينقل ساقية، والحصان أصيب وقتها وحملات الطب البيطرى أخذوا منه الحصان لعلاجه، ولكنه حزن من الأمر لتوقف رزقه وتوجه للسيدة أم كلثوم وحكى لها القصة، وقالت له: "ده لمصلحتك وهما بيحافظوا على حاجتك.. خد القرشين دول اشترى حصان لحد ما التانى يطيب ويبقى عندك اتنين"، مؤكداً أنها كان سخية وكريمة مع الجميع ومع مصر طوال عمرها.
وفى نهاية حديثه لـ"انفراد" طلب حفيد السيدة أم كلثوم خالد، من محافظ الدقهلية دعم قرية طماى الزهايرة مسقط رأس السيدة أم كلثوم تكريماً لها، بعمل مقترحات لتكريمها عبر عمل لافتات بصورها أو تماثيل بالقرية لها ومتحف داخله يضم مقتنياتها وتاريخها، وكذلك الأماكن التى تبرعت داخلها بأشياء مميزة لحث الجميع على فضيلة التبرع، ونحن لا نطلب أية ماديات ولكن نطلب تكريما لها يليق بتاريخ السيدة الوطنية أم كلثوم، قائلاً: "دلوقتى الجيل الصغير لما يشوف عظمتها فى التليفزيون ووسائل الإعلام.. ويسأل عن آثارها وتاريخها فى الدقهلية وقريتها مش هيلاقي.. نتمنى عمل شارع باسمها أو أية مقترحات تليق بها فى محافظتها".