تعلقنا بهم دون أن نراهم.. نجوم إذاعة القرآن الكريم فى أول ظهور إعلامى عبر "انفراد": الدين والفن وجهان لعملة واحدة.. من حق كل مصرى أيا كانت ديانته الاستماع لنا.. ولم نستضف سلفيا واحدا لأن خطابهم صدامى

الإخوان حاولوا الدخول للإذاعة بعد ثورة يناير البعض يعتقد أننا شيوخ نرتدى الزى الأزهرى خلف الميكروفون وفاء إبراهيم تروى كواليس التحاقها كثانى صوت نسائى فى الإذاعة القرآن الكريم محمد مصطفى يحيى: مفيش واسطة فى الإذاعة كمال نصر الدين: قرأت 1886 كتابا لإعداد برنامج مصر الكنانة أكثر من نحو 30 مليون مصرى وربما مثلهم أو أكثر حول العالم تعلقوا بإذاعة القرآن الكريم المصرية منذ إنشائها عام 1964، علقت بأذانهم عبارة "إذاعة القرآن الكريم من القاهرة"، ارتبطوا ببرامجها وفقراتها .. مذيعها وضيوفها .. حتى أن الكثير قد يحفظ تتر البرامج عن ظهر قلب ويمكنه أن يميز بين صوت كل مذيع وآخر بمجرد سماع قوله إذاعة القرآن الكريم من القاهرة. سمت وميزة إذاعة القرآن الكريم تجعلها تتفرد عن غيرها من الإذاعات فى نوعية البرامج التى يتم تقديمها وطبيعة المذيعين الذين يقدمون هذه البرامج التى قد تظل لسنوات طويلة دون تغيير، وهو ما كشفه عدد من مذيعى هذه الإذاعة فى ندوة "انفراد"، وهم كلا من :" وفاء إبراهيم مقدمة برنامج طلائع الإيمان، رضا عبد السلام مقدم برنامج سيرة ومسيرة، محمد عبد الحق مقدم برنامج منبر الفكر، كمال نصر الدين مقدم برنامج من المكتبة الإسلامية، محمد مصطفى يحيى مقدم برنامج قطوف من حدائق الإيمان وبرنامج سئل فأجاب". فى البداية سألنا عن سبب الجمود الذى قد يصيب برامج إذاعة القرآن الكريم كونها الإذاعة الوحيدة التى قد تواصل تقديم برنامج لعشرات السنين؟ أجابت على السؤال الإذاعية وفاء إبراهيم التى كشفت فى بادئ إجابتها رحلتها مع الإذاعة وكيف أصبحت ثانى صوت نسائى بها قائلة:" أقدم حاليا برنامج طلائع الإيمان وبدأت فى تقديمه إبريل عام 1989 حتى الآن، فى بداية التحاقى بالإذاعة التحقت بالبرنامج الثقافى ولكن كان هدفى الأساسى إذاعة القرآن الكريم، ووقتها لم يكن هناك إلا الإذاعية فاطمة سالم المرأة الوحيدة التى تقدم برامج فى إذاعة القرآن الكريم وقد صدر بها موافقة من مجلس الشعب وقتها، وكنت ثانى صوت نسائى يلتحق بالقرآن الكريم ساعدنى فى ذلك الأستاذ محمد الشناوى والذى تفهم ذلك وقدمت برنامجين وقتها يوميا "طلائع الإيمان والموسوعة الإسلامية". أما عن القول بأن برامج الإذاعة ثابت لا تتغير فعلى سبيل المثال برنامج طلائع الإيمان أقدمه منذ عام 1989 صحيح أنه ثابت ولكن بموضوعات متغيرة ومستمرون فى تغيير هذه الموضوعات وكيفية تناولها وفقا لكل فترة وكل حدث أو مناسبة. بداية مثيرة للإذاعى رضا عبد السلام انتقلنا للإذاعى رضا عبد السلام الذى أكد أن له تجربة إذاعية خاصة نظرا لظروف إعاقته رواها لنا قائلاً: "تجربتى قاسية لأنى رٌفضت من أحد رموز الإذاعة الكبار فى بداية مشوارى وهو الأستاذ فهمى عمر رئيس الإذاعة المصرية الأسبق والذى قال لى "انت جاى تشتغل إيه" فقلت له أنا جاى اشتغل مذيع وأنا خريج حقوق ولم أعين فى الجامعة، وفوجئت فى النهاية أننى بعيد تماما عن التليفزيون حيث تم اختيارى للعمل أخصائى متابعة برامج محليات، ظللت عامين أحارب ورفضت العمل فى هذه الإدارة وذهبت طنطا للعمل بإذاعة وسط الدلتا وعملت هناك فى عدة برامج، حتى مجيئ حمدى بكر وعلم بحكايتى وكان حلمى البلك رئيس لجنة اختبار المذيعين ورئيس شبكة صوت العرب، فدخلت عليه المكتب ومسكت القلم بفمى وقلت له اعتبره مايك وامتحنونى وبالفعل امتحننى واجتزت الامتحان". أتذكر الامتحان حتى الآن بأسئلته كاملة كانت عن روايات وليام شكسبير، وسؤال آخر حول سبب تسمية حافظ إبراهيم بشاعر النيل، روحت إذاعة القرآن الكريم والتقيت رئيس المذيعين قال لى أيضا "جاى تشتغل إيه"، وبالمناسبة فى غرفة المذيع يكون هناك زر لإلغاء الميكروفون عند حدوث أى شيء وآخر للاتصال بالمهندس، فقال لى لو أثناء ضغطك على زر معين والمهندس يريد الحديث إليك ماذا ستفعل قلت له أنا هتصرف وذهبت لمهندس التشغيل محمد زعتر طلبت منه وضع الزر تحت قدمى وآخر بجوار ركبتى ومنذ 30 عاما وأنا أعمل بلا أى عطل، وقدمت برامج مساجد لها تاريخ وعملت ما يقرب من 700 مسجد على مستوى العالم تناوله من الناحية الدينية والمعمارية، ثم برنامج قطوف من السيرة وبرنامج مع الصحابة وبرنامج سيرة ومسيرة مع كبار العلماء والمفكرين . الواسطة والمحسوبية فى إذاعة القرآن الكريم الإذاعى محمد عبد الحق، والذى يعمل مدير إدارة المذيعين حاليا، روى أيضا كيفية التحاقه بالإذاعة قائلاً: "تخرجت فى كلية الحقوق جامعة أسيوط ولم أوفق فى اختبارات النيابة ثم ظللت 4 سنوات دون عمل وفى يوم من الأيام قرأت فى الصحف أن الإذاعة تطلب معدين ومذيعين وبالفعل تقدمت للاختبارات وظنى أننى لن أوفق بسبب أن ليس معى واسطة، ولكن بالفعل نجحت كمعد برامج وظللت هكذا لمدة عامين تدربت خلالها على العمل الإذاعى حتى أصبحت مذيعا دون واسطة، وقدمت العديد من البرامج منها الاستفهام فى القرآن، أبناء الرسول ومن شمائل الرسول، وبشر الصائمين، والمستمر الآن برنامجى "منبر الفكر وحديث الصباح" وتدرجت الآن حتى أصبحت مدير إدارة المذيعين. كيف يعد المذيع برامجه؟ يتفق معه الإذاعى كمال نصر الدين الذى يرى أن طريقه إلى الإذاعة كان منطلقا كالسهم، ويروى قصة ذلك قائلاً: "بعد تخرجى فى كلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة المنيا، عملت مدرسا، وفى يوم من الأيام قادتنى قدماى إلى مكان ما وإذا بى استمع إلى إعلان فى الإذاعة عن حاجتهم إلى مذيعين وكنت محب للعمل الإذاعى وأذكر فى ليلة الامتحان كنت أشاهد مسلسل خالتى صفية والدير، وهاتفا جاء إلى وقال لى انتظر لنهاية المسلسل لتعلم من هو مؤلف المسلسل وكان بهاء طاهر، وذهبت للامتحان واجتزت الامتحان وأثناء مغادرتى الغرفة قالى لى الممتحن انتظر هناك سؤال يجب أن تجيب عليه .. من هو مؤلف خالتى صفية والدير فأجبت عليه واجتزت الامتحان وكان ذلك فى عام 16 ديسمبر 1996 وقدمت حتى الأن حوالى 14 برنامجا ولكن مثلا برنامج مصر الكنانة اعتبره محطة خاصة فى حياتى عملت فيه حوالى 10 سنوات قدمت فيه أكثر من 1000 حلقة ومن أجله قرأت حوالى 1886 كتابا لإعداد هذا البرنامج، وكنا نعنى فى البرنامج بالهوية والوطن والمواطنة، وإبراز صورة الوطن كتاريخ وحضارة. وأود أن أوضح أن المذيع فى إذاعة القرآن الكريم يمكنه فى اليوم التالى أن يكون مذيعا لمحطة أخرى ولكن العمل فى إذاعة القرآن الكريم يقضتى عدد من المواصفات الهامة منها الإلمام بقواعد اللغة العربية وقدر من الثقافة الإسلامية والثقافة العامة بالإضافة إلى الصوت، وإذاعة القرآن الكريم يقع على عاتقها مهمة تقديم صحيح الإسلام والإسلام الوسطى وتجديد الخطاب والفكر الدينى ومثلا برنامجى "المكتبة الإسلامية"، أسهم كثيرًا فى ذلك. يتفق معه الإذاعى محمد مصطفى يحيى، الذى أكد أنه أخفى على والده تقدمه لاختبارات المذيعين عام 2003 حتى لا يصدمه برسوبه حال حدوث ذلك، قائلاً: "تخرجت فى كلية دار العلوم جامعة القاهرة، والتحقت بالإذاعة المصرية فى 7 إبريل 2003 وقبل الالتحاق عملت مدرسا فى الأزهر الشريف وبالمصادفة علمت بإعلان عن حاجة الإذاعة لمذيعين وتقدمت بالفعل دون علم والدى فكنت لا أثق فى النجاح لاعتقادى بضرورة وجود واسطة وهو ما ثبت عكسه تمامًا، وبالفعل نجحت وطلب منى والدى أن أعمل فى إذاعة القرآن الكريم، واستلمت العمل واشتركت فى تقديم برنامج القاموس الإسلامي، ومجلة الشباب، ثم سلوكيات فى الميزان، وأمراء الحج وبرنامج أحداث واكبت ميلاد رسول الله، وبرنامج عقيدة المسلم وكان البرنامج الأوحد فى الشبكة الذى يتناول العقيدة، وكان هذا البرنامج يستخدم العقيدة الصحيحة الوسطية فى واقع الناس، وقدمت حوالى 600 حلقة، والآن برنامج يقدم مرتين يوميا "سئل فأجاب"، وأعد وأقدم فى برنامج قطوف من حدائق الإيمان. وحول تقديم وتأخير بعض البرامج وأبرزها قطوف من حدائق الإيمان الذى يذاع الـ 11 مساء بدلا من منتصف الليل، قال يحيى:" هناك برامج راسخة فى أذهان المستمع قبل أن تكون راسخة فى الدورة البرامجية مثل الشيخ محمد رفعت السابعة صباحا ومنها قطوف من حدائق الإيمان وأنا على المستوى الشخصى رفضت هذا التبديل فى الموعد، لكن الإدارة ارتأت بعض التعديلات وفقا لمبررات ودوافع لهذا التغيير أبرزها أن المستمعين أرسلوا إلينا بطلب ذلك للاستماع للبرنامج مبكرا لأن كثيرهم ينامون مبكرًا، ومن المستحيل أن نرضى جميع المستعين". انتقلنا إلى الإذاعية وفاء إبراهيم التى تقدم برنامج طلائع الإيمان منذ 31 عاما.. سألناه هل جيل الطلائع عام 1989 يختلف عن جيل 2021؟ .. فكان ردها: البرنامج موجه لعرض مواهب الأطفال سواء فى حفظ القرآن الكريم أو أى مواهب أخرى وقائم على فكر تنمية وعرض المواهب وإعطاء الأبناء قيم إسلامية رفيعة وهذه أشياء ثابتة وهناك أبناء لا يستمعون إلى إذاعة القرآن الكريم حاليا، فى الماضى كنت استضيف مواهب فى الإعدادية يتحدثون أفضل ممن فى سن الجامعة الآن، ومن خلال البرنامج تحقيق فكرة الانتماء للوطن ونواكب جميع الأحداث القومية والتاريخية، ونختار الضيوف من المواهب عن طريق أوائل الطلاب أو بعض الطلاب يتصلوا بنا عبر الإذاعة ونستضيف الوافدين فى الأزهر، وهناك مواهب أصبحت الآن رموز فى المجتمع وأساتذة فى الجامعات مثل الدكتور عبد الرحمن فوزى مدرس بجامعة الأزهر وهو الآن ضيف فى برامج الإذاعة ومنهم مذيعين فى صوت العرب. تنوع برامج إذاعة القرآن الكريم يلتقط رضا عبد السلام طرف الحديث للتأكيد على أن إذاعة القرآن الكريم لا تبث برامج متعلقة بالقرآن والسنة فقط ولكن هناك برامج خاصة بالحضارة والتاريخ الإسلامى والفكر لأنها إذاعة موجهة إلى جميع الشرائح حتى ولو كان غير مسلم، فهناك برامج ذات مشتركات يتفق فيها الجميع، على سبيل المثال برنامج من وحى القلم يقدم تلخيص لعدد من الكتب، فلدينا برامج فى الإذاعة ليست خاصة بالمسلمين فقط وإنما يمكن للقبطى الاستماع والاستفادة منها. وأكد رضا عبد السلام أن إذاعة القرآن الكريم لم تستضف أى شخص منتمى للإخوان أو السلفيين لأن خطابهم صدامى لا يتفق مع وسطية القرآن الكريم ولا وسطية الدين والأزهر، لافتا إلى أن الإخوان والسلفيين حاولوا الدخول للإذاعة بعد ثورة يناير ولكن تصدينها لهم. يتفق معه كمال نصر الدين قائلاً: "كانت هناك عبارة يقولها أحد أساتذة الإذاعة أن من حق كل مصرى أيا كانت ديانته أن يستمع إلى إذاعة القرآن الكريم سواء كان مسلما أو مسيحيا أو حتى يهوديا، وأتحدى أن يأتى أحد بجملة أذيعت فى إذاعة القرآن الكريم تدعو للعنف أو التطرف أو الخلاف مع الآخر، حتى أن البعض يظن أن مذيعى القرآن الكريم شيوخ أو رجال دين يرتدون العمة والزى الأزهرى خلف الميكروفون ويفاجئون بهيتنا هذه حينما يرونا" يقاطعه الإذاعى محمد مصطفى يحيى الحديث قائلاً:" بالفعل البعض يعتقد أن مذيع شبكة الإذاعة منحصر في الحديث عن "قال الله وقال الرسول"، ولكن أذكر هنا فأحد العلماء قال الدين والفن وجهان لعملة واحدة ولكن يقصد بذلك الفن الراقى الذى يعلم الناس القيم". لماذا لا نسمع قراء قرآن كريم جدد فى الإذاعة؟ رضا عبد السلام: "لدينا لجنة اختبار القراء والمبتهلين يجب أن يمر منها أى قارئ للقرآن وتضم نقيب القراء وممثل للموسيقيين وكان قديما مثلا حلمى بكر وحسن أبو السعود من قبله، وبعد اجتيازه الاختبارات نبدأ تسجيل له ربع ساعة ثم نصف ساعة ولو أجيزت تذاع ثم يخرج فى إذاعة خارجية، ولكن المرتل يصعب أن نجد الآن من يحل محل القراء القدامى، وأذكر مثلا منذ حوالى 15 عاما طالب البعض بإذاعة القرآن مرتلا لقراء آخرين غير الـ 5 قراء الكبار وتلقينا ردود فعل غاضبة جدًا بعد إذاعة القرآن لأحد القراء الجدد، وللأسف هناك قراء هم عبارة عن صناعة "يويتيوبية" فقط لا يرتقون لأن يصبحون قراء فى الإذاعة وليس أمامهم سوى "يوتيوب". الفواصل الإعلانية فى الإذاعة بدأ بعض المستمعين يبدون رفضهم لها.. كيف ترونها؟ محمد مصطفى يحيى: فى البداية كان هناك خلل فى اختيار الإعلانات فكان من الممكن إذاعة إعلان عن منتج ثم جمعنا كل الإعلانات فى 10 دقائق صباحا وفترة مسائية وفى الفجر إعلانين أو 3 إعلانات، ولكن أريد من المستمع أن يأخذ هذه الإعلانات من باب الدال على الخير وباب "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" كفاعله فحينما نعلن عن الجمعيات الخيرية ونتلقى اتصالات تطلب التواصل مع هذه الجمعيات سواء لعلاج حالات معينة أو تبنى حالات إنسانية أو غير ذلك، وللعلم المذيع لا يتقاضى أجر ولا أى أحد فى الشبكة. وجهنا سؤال لجميع المذيعين حول إمكانية ترك إذاعة القرآن الكريم وتقديم برامج تليفزيونية فى إحدى القنوات الفضائية؟ أجمع المذيعين الخمس أنه فى حال أتيحت الفرصة بحيث تكون إلى جانب العمل فى الإذاعة فلا مانع ولكن إذا كانت الفرصة مقابل ترك الإذاعة لتصبح هذه الفضائية مصيرى لن نترك إذاعة القرآن الكريم، مؤكدين أنه ليس كل إذاعى ينجح فى أن يصبح إعلامى على الفضائيات.


























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;