طبيب غلابة جديدة بالشرقية.. الدكتور محمد 75 عاما أبو الأطباء بديرب نجم.. لقب بـ"بتاع كورونا" لمساعدته المصابين بالفيروس.. يخصص يوما للكشف بالمجان.. ويؤكد: والدى باع أرض لتعليمى ولن أبخل على أى مريض..

طبيب الغلابة لم يمت، بل كان الدكتور محمد مشالى واحدا من كثير من الأطباء أصحاب القلوب الرحيمة بالفقراء، ممن سخروا عملهم وطاقاتهم من أجل خدمة الإنسانية، ففى محافظة الشرقية الكثير والكثير من الأطباء الذين قرروا تكريس حياتهم لخدمة أهاليهم منهم الدكتور محمد عبد الفتاح إسماعيل المقيم بمدينة ديرب نجم، ولقبه الأهالى بطبيب الغلابة، وهو من مواليد قرية أبو طوالة مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، يبلغ من العمر 75 سنة، ساعد الكثير من مرضى كورونا خلال الفترة الحالية بحكم تخصصه فى الأمراض الصدرية. وقال الدكتور إسماعيل استشارى أمراض صدرية، إنه كان أول شاب يلتحق بكلية الطب فى قريته، لدرجة أن والده باع الأرض التى يمتلكها حتى ينفق على مصروفات الكلية التى التحق بها فى جامعة القاهرة خلال الفترة من سنة 1962 – 1968، وعمل طبيب امتياز بالقصر العينى ثم مستشفى القصير بالبحر الأحمر ومستشفى صدر المحلة، وتدرج بعدها وعمل مديرا للعديد من المستشفيات الحكومية بالشرقية، وتم إحالته للمعاش عام 2006. وأضاف طبيب الغلابة، أنه من أسرة بسيطة ووالده باع فدان الأرض الذى يتملكه وباعه على تعليمه، وكان أول شاب من قريته يلتحق بكلية الطب، وكان من المتفوقين، وأثناء دراسته الطب، كان فى عهد وزير التعليم العالى والدكتور عبد الفتاح إسماعيل، وكان أساتذة الكلية يعتقدون أن والده هو الوزير نظراً لتشابه الأسماء، ولكنه كان يرد عليهم قائلاً: "يشرفنى أنى أكون ابن الوزير ولكن أفتخر بوالدى أكثر واسألونى فى الامتحانات ما شئتم"، ولهذا كان يحبونى ويقولوا لى ستكون طبيب شاطر لأنك صادق قبل أن تكون شاطراً". وأوضح الطبيب، أن فترة عمله فى عام 1974، فى مستشفى الصدر بالمحلة، وكان وقتها انتشر مرض "الدرن الرئوي" والسل الرئوي"، وكان من الأمراض شديدة الخطورة والعدوى، ورغم قلق بعض الأطباء إلا أنه بفضل الله كان يقتحم المجال حتى يصبح طبيباً متمكناً، مشيراً إلى أنه بعد انتهاء المدة التى وصلت لسنة، توجه إلى القصر العينى بالقاهرة وحصل على درجة الماجستير فى الأمراض الصدرية. وأوضح طيب الغلابة، الملقب بـ"أبو الأطباء" بمدينة ديرب نجم، لكونه أول طبيب صدر لها، حيث حضر للمدينة من عام 1978، وظل بها حتى الآن، أنه كشف للمقتدر 50 جنيها بالأشعة والمتابعة، وغير المقتدر لن يدفع، ويذهب للحالات غير القادرة بمنازلهم دون الحصول على مليم، موضحا أن يومه يبدأ من الساعة الحادية عشر داخل عيادته بمدينة ديرب نجم، وينتهى 10 مساء، وبعد العودة للمنزل إذ حضر له مريض يوقع عليه الكشف بعيادة مخصصة بمنزله لغير القادرين، وأنه دائما يسير ومعه ورقة وقلم حيث يستوقفه البسطاء وبائعى الخضار بالشارع لتوقيع الكشف عليهم وكتابة الأدوية. وعن أصعب المواقف التى مرت عليه فى الموجة الأولى الشرسة لانتشار فيروس "كورونا" قال، كان أغلب الأطباء عندما يذهب لهم مريض مصاب بالفيروس يقول له أذهب للدكتور"محمد عبد الفتاح" بتاع كورونا، خوفا من نقل العدوى، وكنت الحمد لله استقبلهم جميعا بعيادتى وأقوم بالكشف عليهم وعمل أشعة داخل العيادة، وأكتب لهم العلاج، وربنا سلمنى من الفيروس من أجل الناس الغلابة، وللأمانة الحمد لله أعداد الإصابات انخفضت الفترة الماضية أغلب الحالات مصابة بنزلات برد ولكن الوهم يخيل لها كورونا. وتابع الدكتور محمد، "أصعب المواقف التى مرت عليه فى رحلتى مع مرضى كورونا، كانت العام الماضى، عندما أصيبت سيدة كبيرة فى السن بفيروس كورونا وبعض الأطباء خافوا من الذهاب إليها فحضرت نجلتها لى العيادة وذهبت لها المنزل وكتبت لها علاج بسيط والحمد لله شفيت بعد 4 أيام". وأردف "كذلك شاب فى بداية العقد الثانى من العمر مصابا بكورونا وقامت أسرته بغلق المنزل عليه وخشى الجميع الدخول عليه فأصيب بحالة اكتئاب وعندما عرفت بحالته ذهبت إليه بقريته جميزة ببنى عمرو وكشفت عليه وتبين إصابته بنزلة معوية شديدة ولكى أطمنه حضنته وجلست معه نتناول الطعام لكى أخفف عنه الوهم الذى يعانى منه وأخبرته أنه ليس مريض كورونا وبعد ساعة وجدته واقف على قدميه يرقص من الفرحة وقام بزيارتى فى العيادة وشكرنى، فضلا عن ذهابى لسيدة حامل وبزيارتى لها وتوقيع الكشف عليها اتضح أنها ليست مصابة بكورونا، فضلا عن استقبال كافة الحالات البسيطة بالعيادة دون الحصول على مليم واحد منهم، مؤكدا أنه يساعد المرضى غير القادرين ولا يتحصل منهم على أى مبالغ سواء مقابل الكشف والتحاليل والأشعة". ونصح الشباب الأطباء، قائلا "نصيحتى لهم أن يسمع المريض جيدا ويكشف عليه بأمانة، ويكون رحيم، وعيادتى مفتوحة لأى طبيب صدر محتاج أى إستشارة كلهم أولادى".