هزت جريمة اغتيال السياسى اللبناني المعارض لقمان سليم وجدان المجتمع اللبناني خاصة والمجتمع الدولى عامة، والتي ظهرت من خلال الإدانات الواسعة لعدد من دول العالم لعملية الاغتيال، خاصة أنها جاءت بالتزامن مع مرور 6 أشهر على واقعة انفجار مرفأ بيروت والتي لم ينكشف نتائج التحقيقات بشأنها حتى الآن، ولم يتم محاسبة المسئولين عن تلك الكارثة التي هزت العالم.
سياسيون لبنانيون حذروا من تداعيات تلك الجريمة الشنعاء، مؤكدين أن هذه الجريمة زادت من التوتر الذى تشهده الساحة السياسية اللبنانية، مؤكدين أن واقعة اغتيال الناشط اللبناني لقمان سليم تزيد من التخوفات بشأن إمكانية عودة الاغتيالات السياسية من جديد في المشهد اللبناني.
في هذا السياق، قال نزيه خياط، عضو المكتب السياسية لتيار المستقبل اللبناني، إن اغتيال لقمان سليم هو اغتيال لأحرار لبنان قاطبة ولحرية الكلمة والتعبير والرأي الآخر وهذا بطبيعة الحال نتيجة تفلت السلاح غير الشرعي وتحلل أجهزة الدولة اللبنانية بسبب انتهاك دستورها وقوانينها من قبل المتسلطين على قرارها وطغيان السلاح غير الشرعي على السلاح الشرعى.
وأضاف عضو المكتب السياسى لتيار المستقبل اللبناني في تصريحات لـ"انفراد"، أن المشروع الإيراني في المشرق العربي بدأ يتعرض لاهتزازات وتصدعات كبيرة خاصة في العراق وبعد تصفية قاسم سليماني، كما في سوريا تحديدا نتيجة الضربات الإسرائيلية المهينة والموجعة للحرس الثوري وحزب الله دون ردّ عليها، كما أن ضبابية مستقبل الحوار الأمريكي الإيراني زاد هذا المحور توترا مع انهيار معنويات شعبه بسبب حالة الفقر والبطالة وتفشي وباء كورونا في جميع محافظات إيران، وأمام جميع هذه العوامل والتي سبق أن عاشها لبنان بعد اغتيال رفيق الحريري وباقي الاغتيالات التي تلت، فإننا نلاحظ أن بالأوضاع اليوم مشابهة للأمس، مع فارق مستجد وهو أن الانهيارات التي طالت كافة شؤون الأمور الحياتية والمعيشية.
وتابع نزيد خياط: تزادت المشهد اللبناني الداخلي توترا باتت تنبئ بتدحرج خطير على الارض بدأت ملامحها ترتسم من خلال استغلال التحركات الاحتجاجية للأوضاع المعيشية المشروعة ما أدت إلى عودة احداث العنف والتخريب المقصود من قبل قلة من الرعاع المرتزقة بجانب تقاعس امني ملفت وفاضح واليوم يتم اغتيال الشهيد لقمان الذي كان صوتا وطنيا لبنانيا عربيا مدويا وجريئا في وجه المشروع الايراني التخريبي في لبنان والمنطقة.
وأوضح عضو المكتب السياسى لتيار المستقبل اللبناني، أن هذه المشاهد الدراماتيكية للوضع اللبناني سيزيد من تعقيدات الاوضاع الاجتماعية بما فيها بيئة حزب الله المأزوم، لذا من المتوقع حصول حالات عنف في جميع المناطق، ومن المرجح عودة الاغتيالات على كافة المستويات التي تستهدف اصحاب الرأي الآخر المعارض سياسيا ومدنيا، بهدف حرف الانظار عن انهيار الوضع.
ولفت نزيه خياط، إلى أن هذه التطورات وعوضا عن أن تكون محفزا لفريق رئيس الجمهورية تساعد في حلحلة أزمة تشكيل الحكومة العتيدة، نراه يزداد استعصاءً عن تطبق الدستور والأمعان في تعطيله والحيلولة دون إطلاق سراح تشكيل الحكومة المقدمة من الرئيس المكلف سعد الحريري للإسراع في وقف الانهيار المالي وتنفيذ المشروع الاصلاحي لخروج لبنان من واقعه البائس وفق شروط الدول المانحة.
من جانبه أكد نزيد طاهر، الخبير السياسى اللبناني، أن واقعة اغتيال لقمان سليم سيكون لها تداعيات هامة تبدأ بمواقف العديد من الدول والمنظمات الدولية ولا تنتهي عندها.
وأضاف الخبير السياسى اللبناني لـ"انفراد"، أن هذه الجريمة الخاصة بمقتل لقمان سليم عززت التخوف من عودة الاغتيال السياسي في المشهد اللبنانى الذي حصد عشرات الشخصيات على مدى تاريخ لبنان.
وفى وقت سابق، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية، أن قتل الناشط اللبناني لقمان سليم المناهض لحزب الله جريمة بشعة، وطالبت وزارة الخارجية الفرنسية بتحقيق شفاف باغتيال الناشط اللبناني لقمان سليم، كما أكدت السفارة الأمريكية في لبنان، أن مقتل الناشط اللبناني المعارض لقمان سليم اغتيال همجي.
وأكد سعد الحريرى، رئيس الوزراء اللبنانى المكلف، أن اغتيال الناشط لقمان سليم، لا ينفصل عن سياق اغتيالات من سبقه، لافتا إلى أنه كان واضحا فى تحديد جهة الخطر على الوطن، وقال: "لم يهادن ولم يتراجع وقدم دمه وروحه الطاهرة عربونا لخلاص لبنان".
وعثرت قوى الأمن اللبناني على جثة على الناشط المعارض لحزب الله "لقمان سليم" مقتولا في سيارته بمنطقة النبطية، وقالت مصادر إعلامية، إن سليم فقد ليلا ووجد مقتولا فجرا داخل سيارته جنوب لبنان.