قال الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابى المدير العام لوكالة الفضاء الإماراتية، أن مشروع مسبار الأمل الذى اطلقتهدولة الإمارات العربية المتحدة، فى صيف العام الماضى نحو المريخ، له أهداف علمية، موجهة بالدرجة الأولى إلى منطقة العربية والشباب العربى.
وأضاف خلال ندوة علمية عربية خاصة عبر الإنترنت، نظمتها وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء والوكالة المصرية للفضاء، أن دولة الإمارات والقيادة لها رؤية تقرأ المستقبل وتستعد له وتحاول خلق واقع جديد مبشر بنهضة علمية للمنطقة العربية، الفكرة كانت مهمة لاستكشاف المريخ وترجمت هذه الافكار إلى واقع، لتحمل آمال وطموحات العرب وتحيى الأمل لإعادة الامجاد العربية وتكون جسر حضور نحو غد أفضل للمنطقة العربية.
وتابع: "المشروع يخدم البشرية من خلال المهمة العلمية، وتم تشكيل فريق عمل بالتعاون مع بعض الجامعات العالمية ليكون المشروع منصة لتبادل الخبرات، وسار المشروع على مدى سنوات مراحل هامة وتحديات كبيرة، لكن تم اجتيازها بالتصميم والتخطيط، وآخرها كان تحدى جائحة "كوفيد "19، عند إطلاق المركبة فى صيف العام الماضى.
ولفت الاحبابى، إلى أن المسبار حاليا قطع 7 أشهر ذهابا من الأرض للمريخ، وغدا سيكون دخول المسبار لمداره إلى المريخ.
وحول ما بعد مرحلة دخول المريخ، قال المسئول الإماراتى، غدا بعد دخول المركبة الفضائية مساءَ بتوقيت الإمارات، سيكون هناك فترة لوضع المركبة فى مدارها، ثم الانتقال للمرحلة العلمية وهى مرحلة جمع المعلومات، والمركبة تحمل أجهزة علمية لقياس المتغيرات على كوكب المريخ، لخلق صورة كاملة وواضحة لغلاف المريخ، وسيشارك اكثر من 200 مركز بحثى.
كما أشاد الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابى المدير العام لوكالة الفضاء الإماراتية بالأنشطة المصرية فى مجال الفضاء، مشيرا إلى العمل على التعاون العربى المشترك فى هذا المجال.
وقال المدير العام لوكالة الفضاء الإماراتية خلال ندوة علمية عربية خاصة عقدت عبر الإنترنت، أقامتها وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء والوكالة المصرية للفضاء: "نعمل على تشكيل تعاون عربى تحت مظلة المجموعة العربية للتعاون الفضائى، فى محاولة لذرع بذرة هدفها موائمة وتكامل وتشارك فى الأعمال الفضائية اسوة بالدول الأخرى".
وتابع: "أرى بوادر نهضة علمية تقودها الأنشطة الثقافية، هناك دول عربية أسست فضاء، ومصر خير مثال وهى العمق العربى بقيادة الزميل محمد القوضى الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، وعندها مشاريع طموحة، وغيرها من الدول السعودية والبحرين، وكثير من الدول أطلقت أقمار صناعية، وهذه بوادر مشجعة، ليكون هناك عمل متدرج للأنشطة الفضائية".
وأضوح أن المجموعة العربية للتعاون الفضائى سيكون لها مستقبل وتساهم فى دفع النهضة العلمية، وخرج منها برامج فى الإمارات، لان قادتها يؤمنون بالعمل العربى وإلهام الشباب العربى، ومسبار الأمل موجه للشباب العربى، وهناك قمر 813 يجرى التخطيط على تصميمه وتصنيعه.
ولفت إلى مبادرة استقطاب نوابغ الفضاء العرب، ليكونوا سفراء فى الفضاء لدولهم، وتم أمس اختيار 10 أفراد بينهم 3 مصريين.
بدوره هنأ الدكتور محمد القوصى الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية دولة الإمارات قيادة وشعبا على اطلاق مسبار الأمل الإماراتى فى صيف العام الماضى.
وقال القوصى خلال الندوة، إن ثقافة الطموح واللامستحيل، تجمعتا لتكون مردود عظيم لهذا الإنجاز، ويتولد لدى الشباب العربى ثقافة اللامستحيل، وتمتد إلى جميع مناحى المجتمع.
وتابع هناك مردود للمشروع على المجتمع، ويصبح المجتمع طموح بكل فئاته، ويمتد للفئة الأصغر وهى الاطفال، وينشأ الأطفال على هذه الثقافة، وهى ثقافة الطموح واللامستحيل.
وأضاق" اتوقع بعد عام من اليوم، سنجد أشياء كثيرة جدا تحدث، منها غزو الفضاء وتكنولوجيا الفضاء، مشاريع هامة جدا لشباب دولة الإمارات والشباب المصرى أيضا، فغدا سيكون هناك مركبة فضائية عربية على كوكب المريخ، والإمارات خامس دولة تنجح فى ذلك نجاحا باهرا.
وقال القوصى "اتمنى التوفيق للانشطة الفضائية المتميزة، واتمنى أن تكون انشطة جماعية يشمل أكثر من دولة عربية، وهو هدفنا فى المجموعة العربية فى التعاون الفضائى، وهو خلق جو من التعاون المشترك، لان العمل فى الفضاء مكلف ويحتاج لخبرات متعددة".
وأضاف: "نعمل فى وكالة الفضاء المصرية تحت برنامج وطنى، نبنى قمر صناعى يزن 350كيلو، سيطلق فى سبتمبر العام القادم، وقمر صغير 65كيلو للاستشعار عن بعد، الجديد فيه أنه يوجد به مكون محلى بنسة 45%، وهذه الأيام انتهينا من قمر تعليمى من نوعية "كيو سات"، سيتم توزيع 35 نسخة على الجامعات والمعاهد، سيسمح للطالب فى التعامل الحقيقى مع الأقمار الصناعية والتفكير فى عمل مشاريع أضخم".
وقال إن مصر على استعداد ليكون مثل هذا القمر فى الإمارات لمصلحة البلدين ومصلحة دول عربية اخرى، وان يم الاستفادة من هذه التجربة المصرية"
ومن المنتظر أن يدخل مسبار الأمل الإماراتى مدار الالتقاط حول كوكب المريخ عند الساعة 7:42 بتوقيت الإمارات من مساء غدا الثلاثاء التاسع من فبراير الحالى، تتويجًا لجهود 7 سنوات من التحضيرات والاستعدادات التى أنجزها مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ وتمهيدًا للمرحلة الأخيرة من رحلته وهى المرحلة العلمية.
وقطع مسبار الأمل فى الفضاء العميق رحلة بمتوسط سرعة يبلغ 121 ألف كيلو متر فى الساعة، طوال نحو 7 أشهر، منذ انطلاقه من قاعدة تاناغاشيما الفضائية فى اليابان فى 20 يوليو 2020، نحو 493 مليون كيلومتر، ويبلغ وزن مسبار "الأمل" الآلى 1350 كيلوجراما، وهو بحجم سيارة رباعيّة الدفع تقريبا.
والمرحلة الأصعب تكمن فى إبطاء سرعة المسبار المنطلق فى الفضاء بسرعة 121 ألف كيلومتر فى الساعة إلى 18 ألف كيلومتر فى الساعة فقط، وذلك فى خلال 27 دقيقة، وفى حال نجحت مهمة دخول مدار المريخ، فستكون الإمارات خامس دولة تصل إلى الكوكب على الإطلاق، فى حدث يتزامن مع احتفالاتها بالذكرى الخمسين لولادتها هذا العام.