محطات صرف صحى ومخابز وطرق ومحطات كهرباء أبرز مشروعات مبادرة حياة كريمة للمواطن القروى
برنامج حياة كريمة عبارة عن تحدى التحدى والحكومة في حالة حرب لتنفيذ المبادرة في 3 سنوات فقط
الدكتور سيد إسماعيل: المرحلة الأولى تخدم حوالى 18 مليون مواطن قروى وتكلفتها تتخطى الـ160 مليار جنيه
ما تشهده مصر في تنفيذ مشروعات المياه والصرف غير مسبوق في تاريخها
لجنة على أعلى مستوى لوضع معايير اختيار المركز والقرى ضمن مبادرة حياة كريمة
لأول مرة.. مصر تنتج مليون و300 ألف متر مكعب يوميا محطات تحلية المياه خلال 6 سنوات فقط
مبادرة «حياة كريمة» التى تم إطلاقها الفترة الحالية، بمثابة أكبر مبادرة تشهدها مصر فى تاريخها تتعلق بتنمية وتطوير القرى والريف المصرى، بتكلفة تصل لـ500 مليار جنيه، فى 3 سنوات فقط، وكشف الدكتور سيد إسماعيل، خلال حواره مع، «انفراد»، عن تفاصيل برنامج «حياة كريمة» ونسب التنفيذ، ومعايير وآليات اختيار القرى والمراكز فى المرحلة الأولى، وأكد أن برنامج «حياة كريمة» بمثابة تحدى التحدى، مشيرًا إلى أن الحكومة فى حالة حرب لإنجاز هذا المشروع فى الموعد المحدد.
وإلى نص الحوار..
كيف ترى برنامج حياة كريمة؟ وما هو موعد بدء تنفيذ المرحلة الأولى من هذه المبادرة؟
برنامج «حياة كريمة» يمثل تحديًا، ويعد أكبر برنامج فى تاريخ مصر تشهده القرى المصرية، بمجال الصرف الصحى والمياه، وأود أن أشير إلى أنه قبل عام 2014 ما تم تنفيذه من مشروعات صرف صحى فى القرى على مدار الـ20 عامًا السابقة لم يتخط نسبة الـ10% من عدد القرى، بما يعادل متوسط 25 قرية فى العام، وفى الفترة من 2014 وحتى 2020، وصلت نسبة ما تم تنفيذه من مشروعات صرف داخل القرى لنحو 38%، وهو ما يمثل نحو 3 أضعاف ما تم تنفيذه خلال فترة الـ20 سنة السابقة، أما برنامج «حياة كريمة» فهو يستهدف تنفيذ مشروعات الصرف والمياه وخلافه داخل القرى بأكملها وعددها 4500 قرية، خلال 3 سنوات فقط، وهو ما يمثل حربًا حقيقية وتحدى التحدى للحكومة المصرية.
كم يصل عدد سكان قرى المرحلة الأولى فى برنامج «حياة كريمة»؟
تم اختيار 51 مركزًا كمرحلة أولى على مستوى الجمهورية، تتضمن تلك المراكز نحو 1500 قرية مصرية، ويصل عدد سكان تلك القرى والمراكز إلى نحو 18 مليون نسمة، وعدد سكان الريف يصل إلى 60% من سكان مصر، بواقع 58 مليون نسمة.
هل يقتصر برنامج «حياة كريمة» على تنفيذ مشروعات مياه وصرف فقط؟
بالتأكيد لا.. فبرنامج «حياة كريمة» يسعى لتحقيق التكامل التنموى، وهو سبب اختيار المراكز والمدن وليس القرى، فالبرنامج يتضمن تنفيذ مشروعات مياه ومشروعات صرف صحى، وكذلك رصف الطرق وإنارة الشوارع، فضلًا عن تنفيذ المدارس والمستشفيات، بحيث تكون هناك خدمة حقيقية متكاملة يتم تقديمها للمواطن الريفى والقروى.
كيف يحقق برنامج «حياة كريمة» دورة فى التنمية؟
يكتمل الدور الحقيقى لمبادرة «حياة كريمة» مع إدارة وتشغيل هذه المشروعات، ولا تقتصر فقط على تنفيذ هذه المشروعات، فبذلك لا يستطيع المواطن أن يستفيد منها إلا من خلال إدارتها وتشغيلها، وهو ما ينص عليه البرنامج، فالحكومة مطالبة مع وضع برنامج لتنفيذ المشروعات، وضع برنامج آخر بالتزامن للتشغيل وإدارتها.
برنامج «حياة كريمة» يبرهن على تغير وارتقاء فكر الحكومة.. ما تعليقك على ذلك؟
لا شك أن فكر الحكومة تطور بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، وهناك إرادة قوية من القيادة السياسية بوضع مصر فى فترة زمنية قصيرة فى مصاف الدول الكبرى، وذلك من خلال الخدمات المقدمة للمواطن أولًا، وهو ما تسعى إليه المشروعات القومية سواء طرق أو مشروعات أخرى لتحقيق التنمية المستدامة، وتطور فكر الدولة يسهم بشكل كبير فى تقديم خدمة حقيقية للمواطن، فالحكومة لا تنظر لتنفيذ مبنى ولكن تؤمن بأن المبنى لا بد أن يؤدى وظيفة.
ماذا يميز برنامج «حياة كريمة» عن البرامج السابقة والمبادرات التى شهدتها الدولة خلال الفترات الماضية؟
برنامج «حياة كريمة» هو برنامج دولة هدفه تحقيق دور تنموى من خلال تحقيق الربط المتكامل بين المدن والقرى والمراكز، فهو برنامج يهدف لتوفير طرق جيدة وإنارة كاملة، ومحطات مياه وصرف، ومستشفيات ومدارس، واختيار المركز وليس القرية رسالة أخرى أن الدولة تسعى لتحقيق التكامل.
وماذا عن التمويل؟
قبل أن أتطرق إلى مسألة توفير التمويل، أرغب فى أن أشير إلى أن وزارة الإسكان، وهيئاتها التابعة متمثلة فى الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، والجهاز التنفيذى، والشركة القابضة، والشركات التابعة، والجهاز المركزى للتعمير، هى الجهات التى تتولى التنفيذ، هناك جزء آخر تتولاه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، أما بالنسبة لمسألة التمويل، برنامج «حياة كريمة» تصل تكلفته التمويلية لنحو 500 مليار جنيه، وتكلفة المرحلة الأولى منه حوالى 153 مليار جنيه، ويتم توفير التمويل من خلال الموازنة العامة للدولة، وتشترك هيئة المجتمعات العمرانية فى توفير جزء من تمويل هذا البرنامج.
ما هى معايير اختيار المراكز والقرى فى المرحلة الأولى بمبادرة حياة كريمة؟
هناك لجنة تم تشكيلها على أعلى مستوى لاختيار القرى والمراكز فى المرحلة الأولى، جاءت فى مقدمتها القرى الأكثر احتياجًا، والقرى التى لم تشهد أى تدخلات من الدولة خلال الفترة الماضية، فضلًا عن القرى التى تتضمن الأسر المعيلة، موضحًا أن اختيار القائمة الأخيرة، جاء بعد مراجعة أكثر من قائمة أعدتها جهات مختلفة، وأود أن أؤكد أن احتياجات كل مركز أو قرية تختلف عن غيرها طبقًا لنوعية المشروعات.
هل تم البدء رسميًا فى تنفيذ مشروعات مبادرة «حياة كريمة» فى المرحلة الأولى؟
بالفعل تم اختيار مركزى ساحل سليم بمحافظة أسيوط، ومركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا، وتم البدء فى رفع المساحات وعمل الجسات، وتوزيع الأعمال على شركات المقاولات، وأؤكد لك أن الفترة المقبلة ستشهد زيارات ميدانية على أرض الواقع من مختلف الجهات الحكومية لمتابعة نسب تنفيذ تلك المشروعات، لأن هذا البرنامج هو برنامج دولة وليس برنامج وزارة على حدة، كما ذكرت لك سابقًا، وسيتم البدء فى باقى المراكز تباعًا.
وماذا عن فكرة توطين الصناعة المحلية فى مبادرة «حياة كريمة»؟
ما فيش شك أن برنامج «حياة كريمة» يمثل فرصة ذهبية لتوطين الصناعة المحلية والنهوض بها، لأن مشروعات المياه والصرف تحتاج لمواسير ومستلزمات يتم استيرادها من الخارج، فإذا ما تم الاستعانة بالمنتج المصرى سيساهم بشكل كبير فى النهوض بالصناعة المحلية وتوفير آلاف فرص العمل، ومبادرة «حياة كريمة» تركز على أن يكون الشراء موحدا ومركزيا، وتم عقد لقاءات كثيرة مع وزارة الإنتاج الحربى والهيئة العربية للتصنيع، وهناك بالفعل خطوات بدأت تطبق على أرض الواقع فى مجال صناعة المواسير بأقطارها المختلفة.
هل نجح برنامج «حياة كريمة» فى التغلب على جائحة كورونا ومواجهة البطالة؟
بالفعل مصر استطاعت خلال الفترة الماضية فى التغلب على كل التحديات وأثبتت للعالم كله، أنها استطاعت التغلب على جائحة كورونا والتى فشلت دول كبرى فى مواجهتها، وبرنامج «حياة كريمة» يوفر آلاف فرص العمل فى القرى المصرية من خلال الاستعانة بالأهالى والشباب داخل القرى نفسها، وسيتم إلزام شركات المقاولات بذلك.
هل هناك دور لمنظمات المجتمع المدنى فى برنامج «حياة كريمة»؟
بالفعل ستكون لها دور كبير فى هذا البرنامج، فهناك اجتماعات تم عقدها مع وزارة التضامن لتوحيد عمل هذه المنظمات والجمعيات، من خلال القيام بتحمل تكلفة توصيل الوصلات المنزلية للمياه والصرف للأسر غير القادرة، حتى يتسنى تشغيل المشروع فور تنفيذه، وبذلك يكون قد تم تحويل عمل تلك المنظمات لخدمة برنامج الدولة.
وماذا عن برنامج البنك الدولى لتنفيذ مشروعات الصرف الصحى لـ155 قرية؟
أؤكد أن هذا البرنامج يعد من أفضل البرامج التى تم تنفيذها داخل مصر من خلال المنح والقروض، موضحًا أن عدد القرى ارتفع ليصل إلى 210 قرى بدلًا من 155 قرية، بنفس التكلفة، وتم الاستعانة باستشارى للإدارة وآخر هندسى، وتم ربط التنفيذ بتحقيق النتائج، وهو ما ساهم فى نجاحه، ووصل متوسط نسبة التنفيذ لـ75% فى وقت قياسى، وهناك مشروعات بالفعل دخلت الخدمة، ويعد أول مشروع فى مصر يعمل فى القرى والتوابع فى وقت واحد.
أخيرًا.. ماذا عن ملف تحلية المياه؟
هنا أود أن أشير إلى أن إجمالى ما تم تنفيذه فى محطات تحلية المياه قبل عام 2014 وصل إلى 80 ألف متر مكعب فقط، ولكن عقب تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، مسؤولية حكم البلاد، ففى خلال فترة لا تزيد عن 6 سنوات وصل إجمالى كميات المياه المنتجة من تحلية مياه البرح لمليون و300 ألف متر مكعب يوميًا، بإجمالى تكلفة بلغت 26 مليار جنيه، ولم يقتصر الموضوع على ذلك فحسب، بل تم وضع خطة طموحة حتى عام 2050 تستهدف وصول كميات المياه المحلاة فى مصر لـ6 ملايين متر مكعب يوميًا، بإجمالى تكلفة تصل لـ134 مليار جنيه، والقيادة السياسية تستهدف وضع مصر فى مقدمة الدول فى مجال تحلية المياه.
وماذا عن دخول القطاع الخاص فى تنفيذ محطات تحلية مياه؟
بالفعل تم تشكيل لجنة على أعلى مستوى لوضع معايير دخول القطاع الخاص فى تنفيذ مشروعات تحلية المياه بنظام حق الانتفاع، وهناك شركات بالفعل بدأت تتقدم بطلبات رسمية، ولكن تم التأكيد على أن يكون الأولوية للشركات المصرية، وتم وضع حوافز حقيقية للتصنيع، وهناك 10 محافظات حدودية كل توسعاتها المستقبلية ستعتمد فقط على محطات تحلية المياه.