يسجل التاريخ اليوم، الـ 9 من شهر فبراير 2021، الغزو العربى لكوكب المريخ، عقب اعلان دولة الامارات العربية المتحدة وصول مسبار الأمل إلى مداره فى كوكب المريخ، واعلان فرق المسبار اللحظة التاريخية لدخول المسبار في مداره حول الكوكب الاحمر لحظة باركها حاكم دبي فور وصوله إلى مركز محمد بن راشد للفضاء.
وأصبحت الامارات خامس دولة عالميا تصل إلى الكوكب الأحمر وتعد الرحلة الشاقة التى قطعها المسبار على مدار الـ 7 أشهر الماضى منذ اطلاقه من قاعدة تاناغاشيما الفضائية في اليابان في 20 يوليو 2020، أول مهمة إلى المريخ تقوم بها دولة عربية ومسلمة.
وبارك الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، نجاح مهمة مسبار الأمل على أكمل وجه ، ونشر الخبر المفرح عبر تغريدة في حسابه الرسمي في تويتر: " تمت المهمة بنجاح".
وبحسب وسائل اعلان اماراتية، فان الحلم تحول إلى حقيقة والفكرة باتت واقعاً وإنجازاً يضاف إلى سجل الإمارات الزاخر بالإنجازات النوعية العالمية، مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» ترجم ثقافة اللامستحيل التي كرستها دولة الإمارات منذ قيامها فكراً ونهجاً في تحويل التحديات إلى فرص، وإنجاز يعكس رسالة أمل بأن العرب قادرون على استئناف حضارتهم من خلال الاجتهاد والإبداع والابتكار واستشراف المستقبل والمساهمة في صناعته.
ويعتبر المسبار المهمة العلمية التاريخية الأولى من نوعها في العالم العربي، حيث انطلق في يوليو 2020، وسط ترقب عربي وعالمي لهذا المشروع الهادف إلى ترسيخ مكانة دولة الإمارات كمركز رائد في قطاع الصناعات الفضائية في المنطقة وبناء كوادر علمية إماراتية وعربية تشكل إضافةً نوعيةً للمجتمع العلمي العالمي، والمساهمة في دفع مسيرة المعرفة العالمية في مجال الفضاء.
وقطع المسبار مسافة 493.5 مليون كيلومتراً، والوصول ليس نهاية الرحلة بل هو بداية لأخطر مراحل مهمة المسبار وأكثرها دقّة، نظراً لكونها المرة الأولى التي يتم فيها استخدام منظومة المسبار الذي تم تصنيعه بالكامل ولم يتم شراء أي جزء منه.
وبمجرد أن دخلت المركبة مدارًا حول المريخ، فإنها ستتواصل مع الأرض من خلال محطة أرضية في إسبانيا، ويستغرق وقت الضوء في اتجاه واحد بين المريخ والأرض ما بين 10 و11 دقيقة، لذلك ستتأخر الإشارة قليلاً.
وبعد أن يلتقط المسبار المدار، سيدخل في مدار إهليلجي حول الكوكب، على مسافة قريبة من سطح المريخ تصل إلى 621 ميلًا وعلى بعد 30683 ميلًا منه، وسيستغرق الأمر حوالي 40 ساعة لإكمال دورة واحدة، وسيرسل المسبار صورته الأولى للمريخ خلال هذا الوقت.
وتستمر مهمة المسبار طوال سنة مريخية كاملة تبلغ بحسابات الأرض 687 يوماً، يجمع فيها أكثر من 1000 جيجابيت من البيانات التي سيتم مشاركتها مجاناً مع المجتمع العلمي والمهتمين بالفضاء من الجامعات ومراكز الأبحاث حول العالم.
وحبس المراقبون أنفاسهم عند دخول المسبار إلى مدار الالتقاط حول المريخ، وكانت واحداً من أصعب التحديات التي مر بها، حيث أن المسبار المنطلق في الفضاء بسرعة 121 ألف كيلومتر في الساعة قام ذاتياً بإبطاء سرعته إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة فقط، وذلك في خلال 27 دقيقة تعرف باسم "الـ27 دقيقة العمياء"، وذلك باستخدام محركات الدفع العكسي الستة "دلتا في" المزود بها المسبار.
وخلال هذه الدقائق الحرجة كان الاتصال متأخراً بمركز التحكم في المحطة الأرضية بالخوانيج في دبي، وعليه أن يقوم بهذه العملية ذاتياً، وكان يقوم وحده أيضاً بالتغلب على ما قد يواجهه من تحديات أثناء هذه الدقائق التي ستحدد مصير 7 سنوات قضاها فريق المشروع في العمل بدأب ومثابرة في تصميم وتطوير وبناء وبرمجة المسبار، حتى يكون جاهزاً لمجابهة هذا التحدي وتخطي هذه الدقائق الـ 27 العمياء، كما فعل مع ما واجهه طوال رحلته المريخية من تحديات.