طبيبة السيارات.. درست علم النفس واشتغلت فى الميكانيكا.. سعدة: علمت نفسى ودلوقتى عندى ورشتى.. هدفى أعلم البنات التعامل مع أعطال السيارات ومحدش يضحك عليهم.. بشتغل زى الرجالة لكن عمرى ما أنسى أنوثتى.. صو

مازالت المرأة المصرية تقدم لنا نجاحاتها المتتالية فى جميع المجالات المختلفة، وليست العلمية منها فقط بل اقتحمت مجال العمل الشاق ونافست فيه الرجال، منها السائقة ومبيض المحارة وفنية إصلاح إطارات السيارات، فلم تكن المرأة صاحبة الأيدى الناعمة فقط بل الأيدى الخشنة والصلبة فى أحيانا كثيرة، "انفراد" ألقى الضوء على واحدة من هؤلاء السيدات، التى تمكنت فى مهنة ميكانيكا السيارات، وكان لقائه مع سعدة حجاج السيدة الثلاثينية التى تملك ورشة ميكانيكا وتعمل كمدير حركة فى إحدى الشركات الخاصة. كانت سعدة منذ صغرها تعشق فك الأشياء وإعادة تركيبها، ولاحظ والدها ذلك فنمى موهبتها، ورعم ذلك درست الفتاة المواد الأدبية لتلتحق بكلية الأداب قسم اجتماع وعلم نفس، لإيمانها بهذا القسم وأهميته فى التعامل مع الآخرين وتربية الأطفال، ولكن بعد تخرجها عملت بمجال ميكانيكا السيارات. تقول "سعدة" لـ"انفراد": منذ صغرى وأنا أعلم نفسي، بحثت كثيرا وسألت ذوى الخيرة ودرست على شبكة الإنترنت فن الميكانيكا وحصلت على كورسات كتيرة، والبداية كانت فى سيارتى كى أتعامل وأتعلم بأريحية شديدة. بدأت أعرف أنواع الماكينات والسيارات سواء الديزل أو البنزين وغيرها عرفت أدق تفاصيل السيارات وأهمية كل جزء فيها حتى أتقنتها جيدا وأصبحت معروفة داخل وسط الميكانيكيا". وأضافت:"أصعب حاجة قابلتنى وأنا بتعلم هى فك الماكينة وتركيبها حتى أصبحت أشخص العطل فيها دون فتحها" . وتكمل الأسطى ميكانيكى:" كان هدفى فى البداية هو تعليم الفتيات والسيدات كيفية التعامل مع السيارة سواق فى السواقة أو الأعطال، فهناك من يستغل عدم معرفتها ويقوم باستنزافها ماديا، ولكنها حين تتعلم تكون قادرة على تشخيص العطل بنفسها حتى ولم تكن تعرف تصليحه، وبسبب حبى وإخلاصى فى مهنتى أصبحت مدير حركة فى الشركة التى اعمل بها وأقوم بتشغيل الكتير من الميكانيكية والسواقين، وبالتدرج فتحت ورشة خاصة بى لإصلاح السيارت وأنشأت جروب على موقع الفيس بوك واليوتيوب لتعليم الفتيات". وتابعت طبيبة السيارات قائلة:"تشخيص العطل أهم من تصليحه، العربية دى زى البنى آدم بالظبط لو سخن أو كح أو عنده أى مشاكل فى سبب، والعربية كذلك وزى ما له سماعة للكشف العربية كمان لها سماعة عشان تكشف على خشانة البلى. وتصليح العربية ممكن ياخد يوم أو يومين وساعات بياخد خمس او عشر دقايق، الميكانيكى زى الدكتور وأى حد بيشتغل بيشتغل ميكانيكى هو طبيب سيارات والورشة هى المستشفى كل حاجة فيها لها علاقة بالعربية". وتتساءل: "لماذا لا يقتنع الرجل أن المرأة يمكنها أن تعرف الأشياء وتتمكن فيها؟ لماذا يصر على أن يتجاهل جهدى وتمكنى فى عملي، الكثير منهم يجادلنى بتكبر وغرور لإظهارى "مابفهمش" لمجرد أنى امرأة، فمنهم من يأتى الورشة وحين يرانى يأخذ سيارته ويفر من أمامى، ومنهم من يقول لى "إنت هتفتي، روحى إنت مكانك المطبخ"، وخاصة فئة الميكانيكية والسواقين التعامل معهم صعب للغاية، هنا لابد وأن أتخلى عن أنوثتى وأكون رجل الند بالند ولا تراجع، وبهذا استطعت أن أسيطر عليهم وأروضهم بسلاحين الخبرة وقوة الشخصية". وتابعت سعدة : "لكن فى نفس الوقت مانستش أنى واحدة ست، أنا بشتغل بإيدى وفى نفس الوقت بحتفظ بأنوثتي، الست لما بتشتغل فى مهنة شاقة مش لازم تبقى راجل، أنا مش عايزة أبقى راجل عاوزة أبقى ست أحافظ على جمالى ولبسى وشياكتي، بحط ميكب ومانيكير وبكون فى بيتى وسط بناتى كأنى عروسة، بهتم ببيتى جدا وبتربية أولادى وزى ما أنا ميكانيكى شاطر أنا كمان طباخة شاطرة بكون سعيدة جدا لما بسمع كلمة حلوة من بناتى وجوزى، وبقول لكل البنات والستات إشتغلى واهتمى بنفسك ، وإوعى تنسى نفسك وسط الشغل عشان احنا اللى الحاجة الحلوة اللى الدنيا ".