يترأس قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداسات رسامة وتجليس أساقفة جدد، فى يومى السبت والأحد 6-7 مارس المقبل، بكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأرسل البابا تواضروس الثاني، يوم الخميس الماضى، خطابا للأنبا دانيال أسقف المعادى والسكرتير العام للمجمع المقدس وأعضاء لجنة السكرتارية بالمقدس، لاستطلاع رأيهم فى رسامة 7 أساقفة جدد وتجليس إثنين ليكون مجموعهم 9.
الرسامات الجديدة
تضمنت الرسامات الجديدة التالى، أولا: تجليس أسقفين، وهما، الأنبا مكاريوس أسقفا للمنيا؛ والأنبا ساويرس أسقفا لدير الأنبا توماس السائح.
ثانيا: رسامة 3 رهبان كأساقفة على إيبارشيات، وهم، رسامة الراهب أغابيوس الأنبا بيشوى أسقفا ورئيس لدير للأنبا بيشوى، والقمص ثاؤفيلس المحرقى أسقفا لأبو قرقاص، والقمص سرابيون السريانى أسقفا على إبراشية شرق النيل.
ثالثا: رسامة 4 أساقفة عموميون، وهم، رسامة القمص أخنوخ للأنبا بيشوى أسقفا لأفريقيا، والقمص سيداروس الصموئيلى أسقفا عاما لعزبة النخل، والقمص زوسيما المحرقى للولايات المتحدة الأمريكية، والراهب مارتيريوس أفامينا لعين شمس والمطرية.
مصير دير الأنبا مقار
خلى الخطاب، الذى أرسله البابا من رسامة رئيس جديد لدير أبو مقار بوادى ببرية شيهيت، في وادي النطرون، خلفا للأنبا إبيفانيوس، أسقف ورئيس الدير الذى تم قتله فى 29 يوليو 2018، في ظل تكتم شديد من قبل البابا حول المرشح لخلافة أبيفانيوس.
بداية القصة
أقدم راهبين من دير أبو مقار، على قتل رئيس الدير الأنبا إبيفانيوس في 29 يوليو 2018، وبعد إحالة الواقعة للنيابة والتحقيقيات ثبت ارتكابهم للجريمة، وفى 1 يوليو 2020 أدت محكمة النقض، حكم الإعدام على الراهب المشلوح وائل سعد تواضروس "أشعياء المقارى"، وتخفيف حكم الإعدام إلى السجن المؤبد للراهب فلتاؤس المقارى، لاتهامهما بارتكاب جريمة قتل الأنبا إبيفانيوس أسقف دير أبو مقار بوادى النطرون.
وتم إحياء الذكرى السنوية الثانية للأنبا إبيفانيوس، 20 يوليو العام الماضى بقداس إلهى فقط وعدد محدود من الرهبان بالدير، بسبب الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الكنيسة القبطية بسبب تفشى كورونا.
قرارات ضبط الرهبنة
نظرا للخصوصية الشديدة لدير الأنبا مقار، بعد أيام من حادث مقتل الأنبا إبيفانوس، أصدر البابا تواضروس سلسلة قراراته المعروفة بقرارات ضبط الرهبنة، والتى قرر بموجبها نقل ستة رهبان من دير الأنبا مقار وجرى توزيعهم على أديرة أخرى، كان بينهم زينون المقارى الذى توفى بشكل غامض فى دير المحرق بأسيوط بعد نقله إلى هناك، وقد قللت قرارات البابا من حدة الأزمات داخل الدير الذى انصرف رهبانه لأعمالهم البحثية منها واليدوية، وسادت أجواء هادئة خلال الأشهر الأولى من الحادث.
البابا يزور الدير 7 مرات
وخلال العام الأول من الحادث، عام 2018 زار البابا تواضروس الدير 4 مرات كان أولها يوم جنازة الانبا ابيفانيوس، ثم يوم الذكرى الأربعين للأنبا ابيفانيوس حين جدد رهبان الدير اختيار الراهب بترونيوس المقارى أمينا لديرهم، كما ترأس البابا قداس الذكرى السنوية الأولى عام 2019، ثم زاره البطريرك مرة أخرى فى شهر أكتوبر ومرة فى أبريل من ذات العام، وخلال تلك الزيارات حرص البابا على عقد جلسات فردية مع بعض الرهبان اطمأن فيها على أوضاع الدير بشكل دقيق، وذلك وفقا لما أعلنته الكنيسة رسميًا.
وخلال العامين الماضيين، زار البابا تواضروس دير أبو مقار 7 مرات، كانت آخرها في 16 مايو 2020، حيث التقى خلال الزيارة، بمجمع رهبان الدير كما تفقد كنائس الدير وتبارك من أجساد القديسين الموجودة به، وقد أكد البابا فى تصريحات إعلامية إن تجريد الراهب فلتاؤس المقاري، المتهم الثاني في مقتل الأنبا إبيفانيوس رئيس دير أبومقار بوادي النطرون، سيتم، وذلك عقب تأييد محكمة النقض اتهام الراهب بالاشتراك مع الراهب المجرد "إشعياء المقاري" في عملية قتل الأنبا إبيفانيوس في 29 يوليو 2018، وهي المحكمة التي أيدت حكم إعدام "إشعياء" وخففت الحكم لـ"فلتاؤس" للمؤبد.
وضعية خاصة للدير منذ عصر البابا شنودة
دير الأنبا مقار، له وضعية خاصة، عكس الأديرة كافة، لأن من أعاد إحياءه هو الأب متى المسكين علامة العصر الحديث، والذى كان على خلاف فكرى متعلق بتفاسير للكتاب المقدس مع البابا الراحل البابا شنودة الثالث، وقد انعكس تفكير وثقافة "المسكين" على كافة رهبان الدير، ففي سنة 1969 دعاه البابا كيرلس السادس مع جماعته الرهبانية 12 راهبا، إلى دير أنبا مقار بعدما كانت الحياة الرهبانية فيه توشك أن تنطفئ وعهد إليه بمهمة تعمير الدير وإحياء الحياة الرهبانية في الدير من جديد وهو ما حدث بالفعل.
دير الأنبا مقار منذ فترة الأب متى المسكين
وتعد الحياة الرهبانية فى دير الأنبا مقار، قد استقرت لفترات طويلة دون تعيين رئيس دير مقيم بين جماعته الرهبانية، حتى العام 2012 كان الأنبا ميخائيل مطران أسيوط هو رئيس دير الأنبا مقار رسميًا يقيم فى إيبارشيته وسط الصعيد، بينما كان القمص متى المسكين هو الأب الروحى للدير دون أن يصبح رئيسا له يومًا، وعام 2006، توفى القمص متى المسكين وصار الدير بلا أب روحى حتى عمل القمص كيرلس المقارى ربيتة الدير على إدارة شئونه وظل الانبا ميخائيل مطران أسيوط رئيسا للدير واستقرت الأمور على هذا الوضع.
واستمر الوضع كذلك حتى عام 2009، الذى زار فيه البابا شنودة الثالث دير الأنبا مقار ورسم رهبانا جددًا ومنح آخرين رتب الكهنوت، حدثت بعض المشاكل بين الرهبان الجدد والقدامى الأمر الذى دفع الانبا ميخائيل للاعتذار عن رئاسة الدير فقرر البابا شنودة الإشراف على الدير بنفسه، وجرت الأمور على هذا النحو إلى أن تمت رسامة الأنبا ابيفانيوس رئيسا للدير عام 2013 فى أول دفعة من الأساقفة يعينها البابا تواضروس عند توليه كرسى البطريرك.
تعيين رؤساء للأديرة وفق التاريخ الكنسي
ووفقا لتاريخ الكنيسة والأديرة القبطية، ليس من الضرورى تعيين رئيس لكل دير بل يمكن إسناد الأمر لإشراف أحد الأساقفة، ذلك لأن الحياة الديرية فى الأديرة المصرية تقوم على حياة الشركة أى الصلاة المشتركة وعمل اليد، وهى حياة بغرض عبادة الله والابتعاد عن صخب العالم، فقد كان كل شيخ من شيوخ البرية يعيش فى مغارة مع جماعته الرهبانية مثلما كان الحال فى غالبية الأديرة القبطية، مثل أديرة وادى النطرون التى نشأت فيها الحياة الرهبانية ما بين القرنين الرابع والخامس الميلادى دون أن يتولى هذا الشيخ منصبًا كنسيًا.