شهدت مصر خلال سنوات قليلة ما لم تشهده على مدار تاريخها الحديث؛ فهناك ثورة حقيقية شملت جميع أرجاءها، سواء على مستوى البناء والتشييد أو الطرق والنقل إضافة إلى الاهتمام بإحياء تراثها وحضارتها وتاريخها المنسي، فكثير من معالم مصر الآثرية شهدت إهمالًا أضر بها وصورتها أمام العالم، الذي كثيرًا ما كنا نُشاهد انتقادات من الخارج حول تردي أوضاع معالمنا السياحية واتهامنا بعد النظر لها واستغلالها، إلى الحد الذي دفع البعض إلى تخيُل امتلاك دول آخرى لمثل هذا الآثار والمعالم التاريخية، وما كان سيفعله بها من خلال الاهتمام والترميم الدائم والترويج لها عالميًا.
الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه الحُكم، وجميع تحركاته تشير إلى اتجاهه لتطوير مصر على كافة الاتجاهات، ومُحاولة الوصول بها إلى مصاف الدول المتقدمة؛ فقد شهدنا توجيهاته بإنشاء شبكة كبيرة من الطرق والنقل والمواصلات لتيسير عملية الانتقال والتحرُك اليومية في ظل ما تُعاني منه الشوارع المصرية من ازدحام واختناقات مرورية تتسبب في كثير من المُعاناة على المواطنين وأيضًا حركة تنقل السلع والبضائع. كما وجه بضرورة توفير حياة كريمة لجميع المصريين من خلال الاهتمام بتطوير الريف المصري أي ما يقرُب من حوالي 55 مليون مواطن، والقضاء على العشوائيات وما ترتب عليها من فوضى في كثير من المناطق والأحياء. أيضًا اهتم الرئيس السيسي بمجالي التعليم والصحة والبحث العلمي الذي يصُب في صالح جميع المجالات، حيث تداخُل الوسائل التكنولوجية والرقمية في جميع مجالات حياتنا، وضرورة مواكبة تطورات العصر والبناء على أُسس علمية تُمكننا من التطوير الدائم في جميع قطاعات الدولة.
ولعل مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، لنموذج حيّ على اهتمام الرئيس بالمستقبل، فهي مدينة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة في جميع أرجاءها، ومن المتوقع أنها تتحول إلى أكبر مدينة ذكية على مستوى الشرق الأوسط على غرار أشهر وأكبر المدن العالمية مثل نيويورك ولندن ودبي وغيرهم.
في الوقت ذاته لم يغفل الرئيس على إرث وحضارة مصر التي تُميزها عن غيرها من دول العالم؛ فقد وجه بمشروع إحياء القاهرة التاريخية وإعادة تطوير المناطق العشوائية التي ترتبط بأحياء ذات تاريخ. وبالفعل بدأت ملامح هذا الاهتمام في الظهور وخاصة في منطقة سور مجرى العين وعن الصيرة والقلعة ومحيط متحف الحضارات.
أن ما يحدث في مصر حاليًا يُحتم على الجميع الاصطفاف للحفاظ عليه، من خلال رفع الشعور بالمسؤولية المجتمعة ورفع الوعي الثقافي للمواطنين المصريين وخاصة من المُحيطين بالأماكن الحضارية والآثرية والحديثة أيضًا، وهنا يأتي دور المنشآت التعليمية والدينية والإعلامية في نشر أسس القيم وإعلاء الهوية الوطنية وقيمتها لدى الفرد إلى جانب تنشئة جيل ذو سلوك حضاري يُمكنه الحفاظ على ما تم إنجازه والبناء من حيث انتهى من سبقه لتظل مصر دائمًا في أبهى صورة أمام العالم.