"كريمة" اسم لصاحبته نصيب كبير فيه، فهى حقا كريمة النسب والأخلاق والدين، ابنة الصعيد الفلاحة الأصيلة التي ضربت الأمثال في الإنسانية، لم يرزقها الله "عز وجل" بالخلفة وحرمت منها، بعد محاولة لسنوات مع زوجها، فقبلت بالأمر الواقع وحمدت وسجدت شكرا لله "عز وجل" على حالها، وفجأة وبدون مقدمات دخل عليها زوجها "حسن" وهو حسن الخلق بـ"طفل" تائه من أهله في حالة مزرية جدا صحيا وظاهريا، وعندما رآها الطفل الذى اطلقوا عليه فيما بعد اسم "أيمن" ارتمى في أحضانها باكيا ومستنجدا بها، فاعتبرتها إشارة من المولى "عز وجل" فلم تتردد كثيرا واحتضنته وعزمت على تربيته إلى أن يجد أهله.
أغرب قصة في 2021 بل هي قصة القرن، ليس بفيلم هندى، وإنما هي قصة مصرية حقيقية خالصة، لـ"أمُين" واحدة ربت والأخرى أنجبت، الأم ذات الدم الخالص من محافظة الجيزة فقدت ابنها وهو في عامه الثالث، والأم الثانية وتدعى "كريمة" من محافظة بنى سويف ربت وسهرت طيلة 21 عاما لطفل وجدت فيه ضالتها.
وتقول "كريمة"، الأم التي ربت الطفل، "أيمن جالى وهو عنده 3 سنين وأول ما شافنى ارتمى في حضنى وكان بيعيط، خدته في حضنى وبكيت معاه على حسره امه عليه، وقولت لجوزى هيفضل معانا لحد اما يلاقى اهله بدل ما يتبهدل في الشارع او تاخده واحدة متسولة تشحت بيه، صعب عليا خاصة انه كان لوحده في الدنيا، حطيت نفسى مكان امه اللى هتموت بحسرتها عليه".
وتابعت : "عدت السنة الأولى والتانية وكنا بندور على أهله في كل مكان، جوزى شغال سواق نقل وبيلف كتير كان بياخد منشورات معاه وبيعلقها في كل مكان بيروحه، وكان بيلف بالعربية النقل في المحافظات وبيروح قنوات يعمل اعلان عن الأطفال التائهة، لفينا بيه في أماكن كتير وعملنا محضر في قسم الشرطة اول ما لاقيناه، وعدت السنين وفضل ايمن معانا لحد ما وصل سنه لـ 10 سنين".
وأردفت : "بعد ما عدت السنين ديه بقى ايمن ابنى اللى اتمنيته في الدنيا، ابنى البكرى بعد ما اتحرمت من الخلفه، وجوزى قرر إنه يتجوز عشان يخلف، حسيت بألم ووجع في الوقت ده وقررت انى اطلق منه، بس لاقيته متمسك بيا وكمان رفضت اطلق عشان اربى أيمن ابنى، جوزى خلف 4 أبناء هما ولادى برضه والناس بتقوله يا أبو ايمن مش بينادولوا باسم ولاده الحقيقيين".
واستكملت : "انا زعلانة عشان الفراق وعشان هو عشرتى وابنى اللى طلعت بيه من الدنيا، جوايا الم كبير من الفراق خايفة، ايمن ابنى هو الدنيا كلها وهو حلم حياتى، وكنت بستعد انى اجوزه عشان ولاده يقولولى يا جدتى، هو اللى بيقولى يا ماما وديه كلمة بطمن اى ست مبتخلفش وبتجبر بخاطرها خايفة اموت وانا لوحدى".
وبالانتقال إلى "حسن" الرجل الأصيل الذى له نصيب كبير في اسمه حسن الخلق والخلقة، الأب الذى ربى الطفل أيمن قال: "لاقيت ايمن عند واحد اعرفه كان لقاه وسط العيال في القرية عندنا ولما الأطفال مشيت بقى لوحده عرف انه تايه من اهله لف بيه القرية كلها وملقاش اهله وراح عمل محضر في القسم، تانى يوم أنا عرفت وروحتله كان الطفل تعبان جدا وفى حالة سيئة، قولتله ادينى الواد اربيه انا وادور على اهله، لأنه ماكنش قادر على تربيته وكان معاه أولاد تانيين، خدت الطفل وقتها وعملت محضر في القسم، أيمن وقتها كان جسمه مبهدل وعنيه وارمة ووشه أصفر جريت بيه على الدكتور وقالى الولد واخد نسبة مخدر".
ونوه : "عرفت وقتها انه كان مع واحدة متسولة وهرب منها من غير ما تاخد بالها أو هي رميته تانى، لفيت سنين بدور على أهله وعملت كل حاجة، أيمن بقى ابنى وحبى ليه بيزيد يوم عن يوم، وكان في سن العشرة سنين عرف إنى مش أبوه وكان لازم يعرف ده، وكنت بشوف أنا وهى المنشورات اللى كنت بعملها عشان ندور على أهله وكنت أنا وهو بس اللى بنشوف ده محدش تانى كان بيطلع على الموضوع ده".
وأردف : "بعد 7 سنين من وجود أيمن قررت اتجوز عشان اجيب أولاد تانى، واتجوزت زوجة تانية وانجبت 4 أبناء ولدين وبنتين، هو كان أخوهم الكبير فعلا هو اللى بيشيل البيت وأنا مش موجود هو اللى لو حد من أخواته تعب بيروح يجرى بيه على الدكتور، هو اللى كان بيودى المدارس ويجيبهم، اعتمد على نفسه واشتغل وطور حياته ربيته أحسن تربيه والقرية كلها تشهد بأخلاقه وأمانته".
واستكمل، "من المصادفات اللى حصلت والمعجزات، لما لاقيت أيمن في نفس السنة دي ربنا بعتلى إشارة خير كبيرة أوى وكان كرمه واسع أوى عليا، أنا كراجل سواق مينفعش اطلع خدمة حجاج إلا بشهادة خبرة 5 سنين في السنة اللى لاقيت فيها أيمن أنا طلعت خدمة الحجاج 3 سنين ورا بعض وكنت مطلع الرخصة 7 شهور بس وماكنتش شهادة خبرة وحجيت الـ 3 سنين دول كمان ودخوله عليا كان دخول خير من عند ربنا سبحانه وتعالى وربنا إدانى الأبناء كمان، لما أيمن لقى أهله الحقيقيين منكرش وأقولك إنى محستش إنى في سكينة اضربت في صدرى، بس أرجع وأقول إن دول أهله".