بالأرقام.. أسرار توقف "طريق الكباش" 6 مرات خلال 9 سنوات.. أزمة مشروع إحياء "طريق الإله" ناقشها 7 رؤساء حكومة مع 5 وزراء للآثار و6 محافظين للأقصر.. وشريف إسماعيل يعتمد الأموال اللازمة لاستئناف العمل به

(الدعم المالى والكنيسة الإنجيلية وثورة 25 يناير وتوقف السياحة وعزل المحافظين) أبرز أسباب توقف المشروع محافظ الأقصر: رئيس الوزراء وعدنا بتوفير الأموال اللازمة لإنهاء المشروع إعادة إحياء "طريق الكباش"، أزمة دخلت العام التاسع على التوالى، وهو الطريق الذى يربط معبد الأقصر بمعبد الكرنك بطول 2 كيلو و700 متر وعرض 76م، ويضم على جانبيه 1200 تمثال على شكل أبو الهول برأس كبش، والكبش هنا يرمز للإله آمون، ربما لحماية المعبد وإبراز محوره، والذى كان قد أطلق المصرى القديم عليه "وات نثر WAt-nTr" بمعنى طريق الإله، وكانت هذه التماثيل تنحت من كتلة واحدة من الحجر الرملى ذات كورنيش نقش عليه اسم المك وألقابه، ومقام على قاعدة من الحجر مكونة من 4 مداميك من الحجر المستخدم، نظرا لوجود بعض النقوش، وتقام على هيئتين، الأولى تتخذ شكل جسم أسد ورأس إنسان (أبو الهول)، والثانية تتخذ شكل جسم الكبش ورأس كبش كرمز من رموز الإله "أمون رع".

وعاصر مشروع إعادة إحياء طريق الكباش خلال الـ9 سنوات الماضية، 6 محافظين خلال تلك السنوات التسع، وهم كل من (اللواء مجدى أيوب إسكندر – الدكتور سمير فرج – اللواء خالد فودة – عزت سعد الدين – اللواء طارق محمد سعد الدين) والمحافظ الحالى محمد سيد بدر، والذى قد يكون خلال الأيام المقبلة صاحب حظ الأسد فى المشروع، حيث أكد فى تصريحات لـ"انفراد"، أن المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، أصدر قراراً بإنهاء وتوفير كافة التدابير المالية لدعم المشروع وإنهائه خلال أقرب فترة ممكنة لتطوير القطاع السياحى بالأقصر.

ومن جانب آخر تقلد مقعد "وزير الآثار" خلال تلك الفترة كل من (زاهى حواس – أحمد عيسى – محمد إبراهيم – ممدوح الدماطى – خالد العنانى).

أما على قائمة رؤساء مجلس الوزراء الذين عاصروا الأزمة فى مشروع "طريق الكباش"، فبلغ عددهم أيضاً 7 رؤساء لمجلس الوزراء، ومعظمهم أصدر قرارات بإنهاء الطريق وافتتاحه ليكون إضافة قوية للقطاع السياحى، ولكن دون جدوى تذكر، حيث إن الطريق لم يخرج للنور حتى الآن، وجاءت القائمة بما يلى:- (أحمد نظيف – أحمد شفيق – عصام شرف – كمال الجنزورى – هشام قنديل – إبراهيم محلب) وأخيراً رئيس مجلس الوزراء الحالى المهندس شريف إسماعيل، الذى قرر منذ أيام توفير الأموال اللازمة لإنهاء المشروع.

ورغم إزالة أكثر من 424 منزلا و6 مساجد ومقابر دول الكومنولث، وكذلك اســتراحة محافظ الأقصر وقسم شرطة الأقصر، إلا أنه لم يخرج للنور، ورغم صدور قرارات عدة من رئاسة مجلس الوزراء بالسير بكل قوة فى إنهاء الطريق، فإنه لم يتم حتى الآن، ورغم حديث وزير الآثار السابق الدكتور ممدوح الدماطى بأنه تم توفير الاعتمادات المالية للمشروع أكثر من مرة إلا أنه لم ينته.

وفيما يلى تفنيد لأزمات "طريق الكباش" خلال فترة المحافظين السابقين، وأسرار توقفها أكثر من مرة خلال تلك الأعوام السبعة الماضية.

محاولات إحياء المشروع فى عهد اللواء مجدى أيوب إسكندر حاول إدخال طريق الكباش حيز التنفيذ وإعادة إحيائه، وكانت تتوفر الموارد المالية اللازمة لإنهاء المشروع بالكامل، ولكن الأزمة التى وقفت فى مواجهته هى كيفية استكمال الطريق خلف "الكنيسة الإنجيلية"، التى تم بناؤها على بعد خطوات من الطريق منذ مئات الأعوام.

أما فى عهد المحافظ الثانى الدكتور سمير فرج، فقد ظهرت بوادر الأمل بخروج المشروع للحياة والانطلاق فيه، حيث قرر الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء وقتها، إزالة الكنيسة الإنجيلية التى تقع فى منتصف القطاع الثانى من المشروع، وذلك خلال اجتماع مغلق عقده بديوان عام المحافظة، مع وزراء اللجنة العليا لتطوير الأقصر، والدكتور سمير فرج المحافظ وقتها، ورؤساء شركتى الصوت والضوء، والمقاولون العرب، حيث استعرض فيه نظيف مشروع الكشف عن طريق الكباش، الذى تصل تكلفته إلى 250 مليون جنيه، وتوقف العمل والمناقشات لإنشاء كنيسة جديدة وقتها بقرارات سيادية حسبما كشفت مصادر بمحافظة الأقصر.

جاء المحافظ الثالث اللواء خالد فودة فى الثلث الأول من عام 2011م، وهى الفترة التى أعقبت ثورة 25 يناير وما تلتها من عواقب وخيمة علي القطاع السياحى بأكمله، وتعطل دعم المشروعات والخطط السياحية والأثرية المستقبلية من الحكومة، ولم يتم عرض المشروع أو التفكير فى دعمه وإنشائه وإعادة إحيائه مجدداً خلال تلك الفترة، التى استمر فيها المحافظ 4 شهور فقط، وقد ناقش الدكتور زاهى حواس وزير الآثار وقتها مع قيادات المحافظة افتتاح المشروع فى شهر أكتوبر عام 2011، وتم عزل المحافظ وقتها ولم يفتتح الطريق، وذلك رغم إعلان حواس وقتها أنه سيجرى تطوير الطريق بتكلفة 120 مليون جنيه.

أما فى عهد المحافظ الرابع الذى عاصر أعمال تطوير طريق الكباش، وهو "عزت سعد السيد"، فقد أعلن أن المشروع يتطلب توفير مبلغ 400 مليون جنيه لإعادة إحياء المشروع والطريق بالكامل، وإنهاء إضاءته بكل قوة، لتكون الأقصر متحفا مفتوحا عالميا، حيث أعلن المحافظ وقتها افتتاح مشروع طريق الكباش أمام السياحة الدولية والمحلية فى مارس عام 2012م، مواكباً لانعقاد بورصة السياحة والسفر ببرلين فى ألمانيا، والتى اختارت مصر ضيف شرف لهذه الدورة، ولكن ارتفاع المبلغ المقرر للمشروع وتعاقب الحكومات إبان التظاهرات المختلفة التى ضربت البلاد وقتها، أدى إلى انتهاء فترة ولاية "عزت سعد" للمحافظة دون إنجاز المشروع.

والمحافظ الخامس فى قائمة مشروع "طريق الكباش" الذى لم ينته حتى الآن، هو اللواء طارق سعد الدين فى أغسطس من عام 2013م، فقد أعلن مبلغا آخر لإنهاء المشروع بتكلفة حوالى 50 مليون دولار، حسبما أعلن فى إحدى المؤتمرات عام 2014، حيث قال إن محافظة الأقصر ووزارة الآثار تحتاج إلى 50 مليون دولار لاستكمال مشروع كشف وإحياء طريق الكباش الفرعونى الذى يربط بين معبدى الكرنك والأقصر بطول 2700 متر، مؤكداً أن المراحل الأخيرة للمشروع تتضمن نقل منازل وتعويض سكانها، ونقل دور عبادة كان قد جرى فى وقت سابق الاتفاق على نقلها بعيدا عن مسار الطريق الأثرى، والذى سيجعل من الأقصر أكبر متحف مفتوح فى العالم، ولكن لم تتوفر له تلك المبالغ التي بحث توفيرها مع الحكومة وقتها لقلة الموارد المالية لمثل هذا المشروع، الذى يحتاج أكثر من 350 مليون جنيه.

توفير تكلفة المشروع المحافظ السادس فى قائمة إعادة إحياء "طريق الكباش" هو المحافظ الحالى محمد سيد بدر، والذى يقوم بمجهودات كبيرة لإنهاء المشروع وافتتاحه لينال حظ الأسد فى افتتاحه، حيث قال عن "طريق الكباش"، إنه مشروع غير قابل للتفاوض وسيكتمل عاجلاً أم آجلاً، وآخر خطوات محافظ الأقصر فى حل أزمة المشروع لقاؤه منذ أيام بالمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والذى وافق بدوره على توفير التدابير المالية اللازمة لإنهاء المشروع وافتتاحه قريباً.

وفي هذا الصدد يقول الطيب عبد الله الخبير السياحى بالأقصر، إن هذا المشروع حلم كبير طالما راود أبناء المحافظة، لمساعدتهم فى عمل رواج سياحى وتجارى كبير على جانبى الطريق، حيث إن الطريق يصل بين معبد الأقصر ومعابد الكرنك بطول 2700 متر وعرض 70 متراً، ويتيح للسائحين الأجانب والمصريين التمتع على طول الطريق بين معبدى الأقصر والكرنك برؤية 1200 تمثال، نحت كل منها فى كتلة واحدة من الحجر الرملى، وهى فى هيئتين: الأولى تتخذ جسم أسد ورأس إنسان، والثانية لها جسم كبش ورأسه، علماً أن الأسد يرمز فى التاريخ الفرعونى إلى الشمس التى قدّرها الفراعنة كثيراً، أما الكبش فيعود إلى "خنوم" - أحد الرموز الرئيسة فى الديانة المصرية القديمة، وهو بحسب معتقدات ذاك الزمان صانع الحياة، وكانت تحيط بهذه الكباش أحواض زهور ومجارٍ للمياه لريّها، ووسط تماثيل أرضية مستطيلة (120X 230سنتيمتراً) من الحجر الرملى، وبين كل تمثال وآخر فجوة قطرها أربعة أمتار، إضافة إلى ما دونته الملكة حتشبسوت على جدران مقصورتها الحمراء فى الكرنك، بأنها شيدت سبع مقصورات خاصة بها على طول هذا الطريق.

ويضيف الطيب عبد الله أنه قبل أكثر من خمسة آلاف عام، شق ملوك مصر الفرعونية فى طيبة (الأقصر حالياً) طريق الكباش لتسير فيه مواكبهم المقدسة خلال احتفالات أعياد الأوبت كل عام، وكان الملك يتقدّم الموكب، تتبعه عليّة القوم، كالوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة، إضافة إلى الزوارق المقدسة المحمّلة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبى الطريق يرقصون ويهللون فى بهجة وسعادة، وبادر إلى شقّ هذا الطريق الملك أمنحوتب الثالث، بالتزامن مع انطلاق تشييد معبد الأقصر، لكن الفضل الأكبر فى إنجاز "طريق الكباش" يعود إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية (آخر أسر عصر الفراعنة).

وحول سير العمل فى الشهور الماضية بمشروع "إحياء طريق الكباش"، فقد أكد عبد الناصر أحمد عبد العظيم مدير عام ترميم آثار الكرنك وطريق الكباش، أن رجال الترميم قاموا بعمل ترميمات كبرى فى ذلك المشروع منذ انطلاق شارة البدء فيها حتى الآن، حيث إنهم أنهوا جزءا كبيرا جداً من الطريق ومازال يتبقى جزء آخر لم ينته.

ويستطرد مدير عام ترميم آثار الكرنك وطريق الكباش فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" أنه تم إخباره بأن الإمكانيات المادية هى العقبة فى استكمال المشروع حتى الآن، مؤكداً أن رجال الترميم الذين يشرف على عملهم أنهوا ترميم حوالى 625 مترا من الطريق خلف مكتبة الأقصر، وينتظرون عمل سور حولها لحمايتها وكذلك تركيب الإضاءة فيها، كما تم العمل فى جزء كبير من المنطقة الخاصة بالطريق من نجع أبو عصبة حتى معبد الكرنك وكذلك يحتاج استكمال اللمسات الأخيرة فيه بأجزاء بسيطة من الترميم ويحتاج تركيب الإضاءة، وكذلك تم الانتهاء تماماً من ترميم 150 مترا من الطريق قابعة داخل معبد الاقصر وتم تركيب الإضاءة بالكامل.

ويستكمل عبد الناصر أحمد عبد العظيم، أن المنطقة التى لم يتم فتح باب العمل فى ترميمها، هى الجزء المتواجد من مخرج معبد الأقصر بين الكنيسة الإنجيلية ومنطقة السنترال القديم بجوار معبد الأقصر، حيث إنه يوجد طريق أسفلتى يؤدى إلى منطقة ميدان التجارة ومعبد الكرنك لم يتم إزالته حتى الآن، ولكنهم على أتم الاستعداد لإنهائه فى فترة قياسية حال صدور شارة البدء لهم فى تنفيذه.




































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;