رغم أننا نعيش فى عام 2016، ورغم مرور مصر بثورتين، إلا أن الحكومة ما زالت تتعامل بنفس أسلوبها المتبع منذ أكثر من 60 عاما، وهو الاهتمام بفئات معينة على حساب فئات أخرى، فالإهمال والتجاهل من قبل المسئولين بجهاز مدينة 6 أكتوبر لمشروع إسكان الشباب بمنطقة التوسعات الشمالية هو سيد الموقف، فهناك من يقوم بتربية أحصنة أمام إحدى العمارات، وأخرون يقومون بتربية كلاب، فضلا عن غياب الأمن والتهديد المستمر من قبل البلطجية للسكان.
مهندسو التسليم ينصح المواطنين قبل تسليم الشقق بتأجيرها أو بيعها لأن المشروع غير مؤهل للسكن
بداية تروى صفاء بدر، إحدى القاطنات بالمشروع، أنها تقدمت لحجز وحدة سكنية فى مشروع إسكان الشباب عام 2006، وتستطرد: عندما تم إخطارى بالذهاب للجهاز لاستلام شقتى التى فزت بها عام 2013، عرض على مهندس التسليم بيع الوحدة أو تأجيرها لأن المشروع غير مؤهل للسكن حتى الآن، مضيفة أنها لم تلقى لكلام المهندس أى اهتمام وفرحتها بالشقة جعلتها لا تصدق نفسها.
وأضافت صفاء بدر، فى تصريح خاص لـ"انفراد" أنها توجهت للمشروع وهى فى منتهى السعادة وعيونها تملأها الابتسامة، وأنها بنت أحلاما كثيرة وهى فى طريقها من جهاز أكتوبر للمشروع، ولكنها فوجئت عند دخولها المشروع بما لا يرضى أحد، حيث وجدت بعض المواطنين يقومون بتربية خيول وأحصنة أمام العمارات، والبعض الأخر يربى كلاب، وغيرها من الأشياء التى لا ترضى أحد.
وأوضحت صفاء بدر، أنها استلمت شقتها وقامت بنقل عفشها ومتعلقاتها وعندها أمل أن ذلك سيزول مع الوقت، وتقدمت بعدة مذكرات وشكاوى لوزير الإسكان ورئيس جهاز مدينة أكتوبر ورئاسة الجمهورية ولكن دون جدوى.
البلطجية يجبرون السكان على ترك الشقق وبيعها بأسعار منخفضة
وأشارت إلى أنها تستيقظ كل يوم على صراخ وعوويل من الجيران بعد تعدى بعض البلطجية عليهم أو تهدديهم لدفع الأتاوات التى يفرضونها على السكان، وذلك لإجبارهم على ترك الوحدات أو بيعها بسعر بخس.
مواطنه تركت شقتها لمدة 6 شهور رجعت وجدتها تم اتلعدى عليها من قبل البلطجية
من جانبها قالت نادية كمال، أنها استلمت الشقة الخاصة بها وتركتها لمدة 6 شهور وذلك لحين إنهاء إجراءت نقل أبنائها من المداراس وتدبير حالها، وعندما رجعت للشقة فوجئت أن هناك من قام بتغيير كالون الباب وتركيب باب حديد آخر، مشيرة إلى أنها توجهت لقسم الشرطة مباشرة وحررت محضرا بذلك وقام القسم بتمكينها بعد كسر باب الشقة.
وأشارت إلى أنها تعرضت أكثر من مرة لضغوط وتهديد من قبل بعض البلطجية لبيع الشقة أو تأجيرها، وذكرت: بعد صمود لم يستمر طويلا، رضخت لهم وقمت بتأجير الشقة مثل غيرى كثير لا يستطيع أن يقيم فى مكان خالى من كل عوامل الأمان.
وفى السياق ذاته أكد مصطفى حسنى، أحد الشباب المقيمين بالمشروع، أن البنية التحتية بالمشروع غير مكتملة فهناك كابلات الكهرباء مكشوفة فى الشوارع مما يهدد حياة المواطنين بالمنطقة فضلا عن الشوارع غير مرصوفة.
وأكد أن المشروع يحوى حاليا كافة الخارجين عن القانون ويقطنون فى الوحدات المغلقة التى تركها الأهالى خوفا منهم، لافتا إلى أن تقرير معاون رئيس الجهاز الذى رفعه لرئيس الجهاز بناء على الشكوى المقدمة من إحدى المقيمات أكد أن المشروع يتحول للعشوائية.
تقرير لمعاون رئيس الجهاز يؤكد تحول بعض الوحدات لنشاط مخالف
وأكد التقرير أن هناك بعض الوحدات السكنية تم تحويلها لنشاط مخالف وخاصة مكاتب استثمار عقارى ومخبز عيش سياحى بالعمارة رقم 86.
مواطن يربى حصان وكلاب أمام مدخل أحد العمارات
كما أضاف التقرير أن المقيم فى الدور الأرضى بالعمارة رقم 84 يقوم برتبية حصان بمدخل العقار وتربية كلاب بأعداد كبيرة بمنور العمارة وجراج تكاتك أسفل العماراة رقم 83 .