"جون سينا" فى نسخته المصرية، هو اللقب الذى اشتهر به أحمد سمير بطل كمال الأجسام، الذى دخل هذا العالم من صفوف قوات الصاعقة فى الجيش المصرى، وتمكن من أن يثبت وجوده فى المسابقات والبطولات العالمية، رحلة من البطولات، والميداليات الذهبية، التى حولته لنسخة مصرية من المصارع العالمى "جون سينا" الذى كان واحداً من أفراد المشاة البحرية الأمريكية "المارينز" أيضاً، وبعدها تحول إلى مجال المصارعة والقوة، ليكتسب لقب أشهر مصارع فى العالم.
فى البداية يقول "جون سينا" المصرى لـ"انفراد": "عندما أتممت 17 سنة، تقدمت إلى الكلية الحربية، ولكنى صدمت حينما قالوا لى إن لدى 30 كيلو زيادة فى الوزن من العضلات، وكاد أملى يتحطم، فقلت الحمد لله على كل شىء ودعوت الله من قلبى، فإذا بى عند خروجى، أخبط بالصدفة فى المشير طنطاوى، الذى نادانى على واستفسر عن أسمى، وسألنى من أى محافظة أنا: فرددت بأنى من الشرقية، وقلت له إنى حصلت على المركز الثالث لتوى على مستوى الجمهورية، فسألنى: "وهل عندك ما يثبت ذلك؟، فقلت بالطبع نعم، فأمرنى بإحضار شهاداتى الرياضية كلها، وقال لى: إن وزنى به 30 كيلو زيادة، وأمهلنى أسبوعا واحدا فقط لأخس 15 منها على الأقل".
واستطرد: عدت إلى بيتى وأنا لا أكاد أصدق أننى التقيت المشير طنطاوى فعلا، وأصررت على إنقاص وزنى، حتى خسرت 20 كيلو فى 7 أيام فقط، وعدت لأتقدم إلى الجيش بأمر من المشير طنطاوى شخصياً، بعد أن كاد حلم عمرى ينتهى أمام عينى".
وفى أول يوم للبطل "أحمد سمير" فى الجيش المصرى، كان جسمه الرياضى ملحوظا بدرجة كبيرة، ولافتاً لكل مدربيه، الذين فاجئوه بسؤال: هل تلعب مصارعة، فقال "نعم"، ويقول "سمير": "حينما قلت نعم، نادوا بطل الكلية فى المصارعة، وسألونى هل تستطيع هزيمته، فقلت "سأحاول، وإذا بى فعلا أهزم بطل الكلية من سنوات، ومن وقتها بدأت مسيرتى الرياضية والعسكرية فى الكلية الحربية".
وظل البطل المصرى يلعب 3 سنوات المصارعة دون أن يتحرك ساكناً من تصنيف المركز الأول، وفى العام الرابع بدأ فى رفع الأثقال، ففاز أيضاً بالمركز الأول فيها، ثم الجودو فى السنة الرابعة وكان الأول كالعادة، ومنها إلى كمال الأجسام التى غيرت حياته إلى الأبد.
ويستطرد "سمير": "حينما تخرجت من الكلية الحربية عام 2002، كنت الأول فى جميع ألعاب القوة تقريباً، ولكن كمال الأجسام كان الأبرز، حيث بدأت فى حصد الألقاب العالمية، ضمن مربع القوة فى سلاح الصاعقة المصرى، الذى يتواجد به أسود عالميين يشرفون بلدهم فى كل مكان، وأبرزهم مقاتل شريف السوى، ومساعد أول محمد عثمان، والرقيب أول كريم محمد، وأنا، حيث كنت أسرع لاعب ينضم للفريق بعد 3 سنوات من التخرج فقط".
وفعلا فى أول سنة بفريق سلاح الصاعقة، حصل "جون سينا" المصرى على بطولة الجمهوية، ثم حقق أول ظهور عربى له فى بطولة الأندية العربية 2008 التى حقق فيها المركز الأول أيضاً، وبعدها بطولة "مالطا" على مستوى البحر المتوسط عام 2009، وكالعادة حصل على المركز الأول وزن 90 كيلو، ويقول "سمير": "كان الحكام والمصورون الأجانب ينظرون لى ويظنون أننى أجنبى، لأن فورمة الجسم بهذا الشكل غير معتاد أن يصل شخص عربى لها، ولكنى كنت أرد بكل فخر، بأننى مصرى، وأنى واحد من جنود الجيش العظيم".
وعن التحديات التى قابلها "جون سينا" المصرى فى حياته، يؤكد "سمير" أن لاعب كمال الأجسام يطلب منه عدم شرب الماء قبل المسابقة بـ48 ساعة، بالإضافة إلى شد الجسم على المسرح، والوقوف لفترة طويلة أمام الحكام، والنظر بثقة فى عين كل حكم، حتى يأخذ درجة عالية، بالإضافة إلى عوائق أخرى مثل تفضيل أحد الحكام للاعب معين على حساب الآخرين".
ويضيف "سمير": "التحديات قد تغلب الأبطال مهما كانت قوتهم، ففى بطولة المغرب مثلا حصلت على المركز الرابع بالرغم من أننى كنت استحق المركز الثانى بسبب سوء التحكيم، وفى عام 2014 حصلت على المركز الخامس فى بطولة البرازيل بسبب طول مدة السفر التى تجاوزت 18 ساعة، ولكنى أتجاوز الهزائم وأعرف أننى سأحقق الفوز بفضل من الله ودعوات ست الحبايب وأحاول أن أجتهد قدر إمكانى".
وأشار بطل سلاح الصاعقة، أنه يعتبر والدته المدير الفنى الخاص له، مؤكداً أنه لا يفوز إلا بفضل دعواتها، أما أولاده فسيخدمون فى الجيش أيضاً عندما يكبرون ليردوا جميل مصر عليهم.
واختتم ابن خير أجناد الأرض قائلا: "اعتدت أن أكون بالصف الأول، وإذا وقعت حرب فى مصر، سأكون أول من يتلق الطلقات عنها، كل واحد فى القوات المسلحة هنا له قصة بطولة وشجاعة، ونفخر بأن قائدنا هو الرئيس العظيم عبد الفتاح السيسى قدوة هذا الجيش".