يعد معدن الفلسبار من مجموعة معادن الصناعات الحرارية، وهو مصطلح عام يطلق على مجموعة كبيرة من المعادن المتكونة أساسا من سليكات الألومنيوم، حيث إن مجموعة الفلسبار من أوسع مجموعات المعادن إنتشارا ووفرة في صخور القشرة الأرضية حيث تكون هذه المعادن وحدها ما يقرب من 59 % من الصخور النارية، والغالبية العظمى من هذه الصخور لا يخلو منها معدن من معادن الفلسبار.
وهناك تسميات تجارية يعرفها منتجوا ومستهلكوا الفلسبارات، وهذه التسميات إعتمدت على تصنيف معادن الفلسبارات وأهميتها من الناحية الإقتصادية وأشهر هذه التسميات، الابليت و الالسكيت و کوردوري سبار والبجماتيت والبيرثيت والفلسبار الودياني.
وتستخدم الفلسبارات في العديد من الصناعات أهمها صناعة الحراريات مثل السيراميك والخزف والصيني وصناعة الزجاج ومواد الكشط وطلاء المعادن بالمينا، وتستخدم كميات قليلة منه لا تتعدي10 % في أغراض أخري مثل المواد المالئة ( الحشو ) في صناعة البلاستيك والدهانات والمطاط، وحديثا بدأ في إستخدام الفلسبارات في صناعة العوازل الكهربائية ، وتعد أهم الإستخدامات الصناعية للفلسبارات صناعة السيراميك حيث تستخدم الفلسبارات كمادة أساسية في خلطات السيراميك وتستخدم أيضا في إنتاج الخزف الصيني الزجاجي والتي تكسبه لمعانأ وتستعمل كمادة تسريع لعملية الصهر حيث أنها في هذه الخلطات تذوب في درجات حرارة أقل من درجات إنصهار بقية عناصر الخلطة مما يمكنها من الدخول في التفاعلات الكيميائية والفيزيائية مع تلك العناصر ويساعدها على العمل كمادة لاحمة زجاجية للعناصر المتبلورة المتواجدة في الخلطة
كما يستخدم في صناعة الزجاج، حيث تضاف الفلسبارات الغنية بالألومنيوم والقلويات إلى الخلطات التي يصنع منها الزجاج بنسبة تتراوح ما بين 5- 15 %، بهدف تحسين المنتج النهائي، ويستخدم أيضا في صناعة مواد الكشط متوسطة المفعول لتميزها بالصلادة المتوسطة.
وفيما يتعلق بأماكن الفلسبارات في مصر، فتغطي الصخور الجرانيتية التي تعتبر أهم مصادر تواجد الفلسبارات نسبة 55 % من مساحة الدرع العربي البالغة حوالي 600 ألف كم، وبالرغم من وجود الفلسبارات كمعادن في التكوين الأساسي لهذه الصخور فإنها توجد أيضا على هيئة عروق إما أن تكون نقية أو مختلطة بمعادن أخري مثل " الكالسيت أو الباريت "، ويمكن تقسيم خامات الفلسبارات في مصر إلى نوعين رئيسين هما فلسبارات عروق البجماتیت وفلسبارات الرواسب الوديانية.
وتقع فلسبار العروق في الصحراء الشرقية في روض عشاب، مروة السويفت، ووادي الجمال، وادي الجندي، جبل أم رشيد، أم الخيام روض اللقاح، أبو حرجل، بئر أبريق، جبل سرر وهرجيت، جبل الكحفاء، جبل حمرات مكبد، جبل الخيرة، وادي خريط، وادي عنتر، وروض عابد، جبل حمر، عكارم ووادي الجرارة ويقع الفلسبار الودياني في الصحراء الشرقية في أم شداد جبل أم الطيور أم النقاط القطار أبو شمام العش.
ويتواجد الفلسبار الودياني في سيناء بكميات اقتصادية هائلة وجودة عالية في جنوب سيناء وبصفة خاصة في الرواسب الوديانية حيث الاحتياطيات العالية ويتواجد في وادي النعيمات، وادي زغرة، ذهب قناي وادي كيد- أم عدوي، وادي زويرة، وادي ثمنة، جبل قويدا، أم ادوي، الخروم، رميثي - جبل أم صيالح، وادي الشيخ، وادي فيران، وادي سدري ووادي ثمان.
يذكر أن الفلسبار أحد المعادن التي طرحتها وزارة البترول والثروة المعدنية بمزايدة البحث والتنقيب عن المعادن خلال شهر نوفمبر الماضي.
وأكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية أن الوزارة تبنت أسساً ومعاييراً جديدة للاستثمار في مجال استخراج الخامات التعدينية واستغلالها سيكون الأولوية فيها لتقييم العروض الاستثمارية المقدمة التى تشمل تصنيع هذه الخامات بعد استخراجها من المناجم لزيادة القيمة المضافة منها وعدم بيعها أو تصديرها في صورتها الأولية كما كان يجرى في السابق الأمر الذى كان لا يحقق استفادة كبيرة للدولة من ثرواتها التعدينية لافتا أن المعيار الرئيسى الذى اعتمدته الوزارة للمفاضلة بين العروض الاستثمارية في مزايدة البحث عن الخامات التعدينية التي جرى طرحها في نوفمبر الماضى هو وجود خطة واضحة لإقامة صناعات تحويلية للخامات المستخرجة، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستجعل من تصنيع الخامات التعدينية نهجاً رئيسيا للعمل والاستثمار في هذا القطاع الحيوى ويلبى احتياجات المصنعين المحليين من الخامات التعدينية التي تدخل فى العديد من الصناعات أو تصدير هذه الخامات في صورة منتجات ذات قيمة عالية الأمر الذى يضاعف في الحالتين حجم الاستفادة من الثروات التعدينية ويساعد على تحقيق مزايا مهمة للأنشطة الصناعية والتجارية وتعظيم مساهمة التعدين في الناتج القومى .