تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم السبت، العديد من القضايا الهامة أبرزها، مقال رأي بصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية للكاتب الصحفى والاعلامي السعودي ورئيس تحريرها السابق، سلمان الدوسري عن تطبيق "كلوب هاوس" الجديد، فيما تناولت افتتاحية صحيفة البيان الإماراتية، سخاء دولة الإمارات للإنسانية، موضحة أن دولة الإمارات تحظى بانتباه جميع العالم كونها مركزاً نشطاً ومؤثراً في العمل الإنساني، إذ إنها لم تدخر جهداً في توظيف كل الموارد من أجل الدفع بعجلة العمل الإنساني نحو الأمام.
المعضلة الأخلاقية "كلوب هاوس"
قال الكاتب الصحفى السعودي: "شئنا أم أبينا... عالم اليوم بلا وسائل تواصل اجتماعي عالم ناقص لدى الغالبية من المجتمعات. غدا العالم الحقيقي مكمِّلاً للعالم الافتراضي وليس العكس، بل أصبح أيضاً ضرورة لا ترفاً. لم يعد السؤال تريد أو لا تريد، تستطيع أو لا تستطيع، فقد استسلمت المجتمعات أمام هذه المعضلة. أقصى ما يستطيع الفرد اليوم فعله هو التقليل من المخاطر قدر الإمكان، في ظل سيطرة العالم الافتراضي على المجتمعات، وعجز الحكومات عن إيقاف المد الهادر من تلك التطبيقات، التي ما إن يتأقلم الناس مع عالم افتراضي جديد بكل إيجابياته وسلبياته، حتى يأتي عالم آخر فيه من السلبيات ما هو أعظم من سابقه. والمعضلة الأخلاقية الحقيقية أن هذه التطبيقات لا تأخذ في اعتبارها الاختلافات الطبيعية بين المجتمعات، ومدى الضرر الذي تتسبب فيه في مجتمعات بعينها، فهي تتعامل مع المجتمعات جميعها سواسية، من النرويج والسويد مروراً بالبرازيل وجنوب أفريقيا وصولاً إلى العراق والسعودية... كل المجتمعات سواسية عندها ولا تستطيع التطبيقات التفريق بين حاجات كل مجتمع ومحاذيره والمخاطر المترتبة عليه.
اليوم ينضم إلى مجموعة وسائل التواصل الاجتماعي تطبيق مثير جديد، وهو «كلوب هاوس»، الذي أحدث جدلاً مجتمعياً قوياً، على الأقل في السعودية ودول الخليج، ليس بسبب فكرته التي تعتمد على غرف صوتية يتم من خلالها فتح نقاشات متنوعة، وإنما بسبب قدرته على الضجيج العالي الذي تُحدثه نقاشاته بشكل قد يتسبب في ضرب المجتمع بأسره بلا أي ضوابط تنظيمية أو أخلاقية؛ فمن نقاشات واتهامات عنصرية وقبلية وطائفية، إلى أحاديث مفزعة تشكك في معتقدات الناس ودياناتهم، وصولاً إلى الحضيض بقصص غير أخلاقية معيبة تتصدر تلك الغرف وتنتهك مبادئ الناس. هذه النقاشات قد لا يقبلها أكثر المجتمعات انفتاحاً فكيف بالمجتمعات التي يغلب على جزء غير قليل منها المحافظة؟! أما الأدهى والأمرّ أن هذا التطبيق، وعلى مرأى ومسمع من الجهات التنظيمية، يسمح بمن تقلّ أعمارهم عن الثمانية عشر عاماً بالتسجيل والمشاركة مهما كانت طبيعة المواضيع المطروحة وحساسيتها، ولكم أن تتخيلوا عندما يكون مثل هذا التطبيق مكاناً آمناً ومناخاً خصباً، لكل الممنوعات والمحظورات، ليس على الكبار فحسب، وإنما الأطفال ومَن هم في سن المراهقة أيضاً.
وكما يقول العالم ألبرت بورغمان، إن وسائل التواصل الاجتماعي تأتي كبديل فقير عن الشيء الحقيقي، فإن رفع السقف الهائل غير الأخلاقي الذي تسبب فيه تطبيق حديث مثل «كلوب هاوس»، يطرح تساؤلات مشروعة عن غياب التشريعات والأنظمة التي تنظم عمل مثل هذه التطبيقات، وترك الفوضى عارمة بدخول غير قانوني لتطبيقات تنتهك خصوصيات المستخدمين وأخلاقهم ومبادئهم، وكذلك تتسبب في شق صف مجتمعات بعينها من دون أي مواقف حقيقية من الجهات التنظيمية، التي تجد نفسها عاجزة عن الدفاع عن مصالح المجتمع لغياب التشريعات اللازمة لذلك، وبالطبع ليس المقصود أن كل ما يأتي من التطبيقات هذه شر، فبلا شك أن كثيراً منها نقل مجتمعات بأسرها إلى عالم سهل ومريح، وساعدها في اختصار أعمالها وتسهيل حياتها وتنظيم أوقاتها وتوسيع دائرة معرفتها، ولكن كما يقال، لكل شيء ثمين ضريبة، وضريبة موجة وسائل التواصل الاجتماعي أن بعضاً من تطبيقاتها مضرّة ومؤذية للغاية، ومن غير المعقول ألا تكون هناك مصدّات تمنع هذا الضرر والأذى للمجتمعات، بدلاً من تركها تتكاثر وتتعاظم، حتى يأتي وقت يصعب فيه السيطرة عليها وعلى تأثيراتها السلبية تجاه الغالبية من المجتمع.
التكسب الانتهازي في الزمن الكوروني!
فيما تناول الكاتب الصحفي الكويتي يوسف عبد الرحمن الانتهاز التجاري في زمن كورونا، والتجارة بالأم ومرض الناس.
وإلى نص المقال:
"ما أقبح صور التكسب الانتهازي في مجتمعنا ووطننا، ولنعمل على كبحها!"
ليس هناك تعريف محدد لكلمة (التكسب)، لكننا نسمع مفردات التكسب الانتخابي، والتكسب الوزاري، والتكسب الحزبي، خاصة في زمن كورونا (كوفيد-21) وكلها تدخل ضمن سياق (الانتهازية) والممارسة الأنانية البعيدة عن القيم مثلما يقوم نائب يمثل الأمة ويصرّح حول رفض مقترح الحكومة برفع قيمة المخالفات المرورية حتى لا ترهق جيب المواطن!
هذا تكسب ممجوج غير مقبول، لأن المخالف (مواطن وغير مواطن) وما وضعت هذه الحدود إلا لكي «تشكم» هؤلاء المخالفين الذين يمارسون الرعونة على الطرق ولا تردعهم إلا العقوبات المغلظة!
في الحياة هناك اقتناص فرص وانتهازية، وهناك خير من ينتهز هذه الفرص، كما حصل في عز اجتياح جائحة كورونا (كوفيد- 19) وما رافقها من بيع (للكمامات والمضاربة بها) للأسف!
اليوم هناك ظاهرة بدأت تكبر، وعلى المجتمع الواعي محاربتها، وهي التكسب الرخيص!
التكسب عملية غير أخلاقية أبدا تبدأ بإنسان يحاول على قدر ما يستطيع أن يتكسب (مصلحيا) على حساب الآخرين غير آبه بالقيم والأخلاقيات والمبادئ، واضعا مصلحته فوق أي مصلحة، مستغلا الظروف غير مبال بالعواقب التي ستعود على الآخرين (المهم مصلحته) والباقي طز!
هم بيننا (انتهازيون متكسبون) يحاول الواحد منهم أن يظهر أنه الشخص الذي يقوم بهمام الجميع بأقل تكلفة حتى يمكنه الحصول على فرص الغير!
همه أن يتكسب بالكلمة والموقف أو المهمة، ويحاول دائما التقرب من مركز القرار وأصحاب الحظوة والسلطة!
هو (إنسان مريض) يُظهر المودة والحب، فيه من المكر والدهاء والنفاق ما يصعب حصره وكل أهدافه الوصولية!
المتكسبون والانتهازيون هم أنانيون يبيحون لأنفسهم جميع الوسائل وعلى حساب الآخرين، ويظهرون قدرا كبيرا من الاحترام، ما يجعلك تثق بهم وتقربهم وهم أول من يغرز الخنجر في ظهرك!
هم هكذا يضعون أنفسهم ويعرّضون الوجه دون تردد أو خجل أو شعور بالذنب!
افتتاحية البيان الإماراتية
بينما كتبت صحيفة البيان الإماراتية في افتتاحيتها تحت عنوان "سخاء لا ينقطع" إن الإمارات دولة الإمارات بانتباه جميع العالم كونها مركزاً نشطاً ومؤثراً في العمل الإنساني، إذ إنها لم تدخر جهداً في توظيف كل الموارد من أجل الدفع بعجلة العمل الإنساني نحو الأمام، ضاربة أروع الأمثال في مساعدة الآخرين، القريب منهم والبعيد، عبر تكريسها التضامن المطلوب في مواجهة تداعيات جائحة «كورونا»، وتقديم كافة أشكال الدعم والإغاثة لدول وشعوب في شتى أرجاء المعمورة.
إنسانية الإمارات تغمر العالم بدعم ملموس وسخاء لا ينقطع، وقد أثبتت للعالم أن القيم الإنسانية ركيزة مهمة في العلاقات الدولية والتقارب بين الشعوب، وليس من قبيل الصدفة ولا المجاملة أن تتوالى إشادات دول العالم والمنظمات الدولية بعطاءات الإمارات، إذ قدمت 1760 طناً من المساعدات الإنسانية، ودعمت 1.7 مليون من العاملين في الرعاية الطبية. هذا بالإضافة إلى تسيير أكثر من 182 رحلة من رحلات المساعدات الطبية المرسلة إلى 129 دولة على مستوى العالم.
الإنجازات التي يحققها العمل الخيري الإماراتي عبر العالم في مواجهة تداعيات جائحة «كورونا» تستحق أن تكون نموذجاً عالمياً يحتذى به، فقد أظهرت بشكل جلي مدى ازدياد الحاجة الدولية إلى الجهود الإنسانية والخيرية التي تبذلها الإمارات، باعتبار أن لديها آليات فعالة لتقديم الخدمات المطلوبة، وإيصال المساعدات لمستحقيها في الوقت المناسب بكفاءة عالية، فهذا المسار لم يتأسس إلا وفق إرادة سامية ونهج أصيل.