"المرأة الحديدية" فى محافظة الإسماعيلية، رفعت شعار "الشغل مش عيب" وهناك نماذج من سيدات مصر المكافحات يطلق عليهن "ست بمليون راجل" ومن هذه السيدات نموذج مشرف لكل سيدة مصرية مكافحة، تبحث عن لقمة العيش الحلال عملت فى العديد من المهن منها قيادة السيارات والجرار الزراعى وعملت أيضا فى توزيع المواد الغذائية فى المحافظات بالإضافة إلى عملها الأساسى والرئيسى وهى مهنة البناء والمعمار رغم حصولها على ليسانس حقوق تعيش هذه السيدة فى إحدى قرى مركز التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية.
نتناول قصة حياة سيدة مصرية بمليون راجل تدعى فاطمة سيد أحمد الوروارى الملقبة بالقاضى العرفى والعمدة، كما يطلق عليها الأهالى فى المنطقة التى تقيم فيها، عمرها 62 عاما، حاصلة على ليسانس حقوق، وتعمل فى مهنة البناء وهى عمرها 15 عاما، تعلمت المهنة من والدها وكانت تعمل فى بداية عملها بالمهنة فى البناء بالطين ثم بناء الطوب.
وفى حوارها لـ"انفراد" قالت فاطمة الوروارى إننى حصلت على ثانوية عامة ومعهد فنى تجارى وأخيرا ليسانس حقوق ولدى ابنتين متزوجتين البنت الكبرى دعاء محمد عبدالسلام معهد حاسب آلى والبنت الصغرى الزهراء ليسانس دراسات إسلامية قسم أصول الدين.
وأضافت "فاطمة": "اتعلمت من والدى مهنة البناء والمعمار وكنت عامل من ضمن العمال اللى كانوا بيشتغلوا معاه وحبيت المهنة وتزوجت وفشلت حياتى الزوجية ورجعت لمهنة البناء مرة أخرى وما زلت أعمل فيها حتى الآن ومن أسباب امتهانى مهنة البناء أنى كان عندى خبرة والشغل فيها كتير وكنت بحب المهنة اشتغلت باليومية فى السبعينات فى البناء بالطين كانت اليومية 2 جنيه حتى اختلفت الأزمنة ودلوقتي يوميتى حوالى 150 جنيها حسب الظروف وممكن اشتغل بالألف وقيمته الطوب الأبيض باشتغله بالعمال بـ400 جنيه".
وأضافت "فاطمة": "أحب شغلى رغم بلوغى الستين عام ولكنى ما زلت أعمل بالمهنة وأطلع على السقالة، ولكن ليس كوقت سابق فبحكم السن تراجعت صحتى ولكن ما زلت أعمل والحمد لله".
وعن بعض المواقف التى قابلتها فى حياتها قالت: إننى عقب طلاقى من زوجى رجعت للعمل مرة آخرى فى مهنتى ولكن كنت ألاحظ أن السيدات كانت بتزعل لما بتشوفنى وأنا شغالة فى البناء لأننى كنت لسة بنت صغيرة وحلوة".
وأضافت: "تعرضت لحادث أثناء عملى بالبناء ووقعت من على السقالة مما أدى إلى كسر فى ساقى وأثرت على وعلى عملى ولكن الحمد لله شغالة بالإضافة إلى أننى قمت بالبناء لناس كتير لم تمتلك اجرتى وكنت بتسامح معاهم نظرا لظروفهم".
وقالت: "اشتغلت فى مهن كثيرة بالإضافة إلى عملى الأصلى لأن مهنة البناء مهنة موسمية ومبشتغلش دايما فيها بسبب أن البناء له موسم زى أى مهنة وأثناء توقف موسم البناء كنت بشتغل فى حاجات تانية علشان مصاريف البيت ومن المهن التى عملت فيها اشتغلت مصورة للحفلات واشتغلت سواق على جرار زراعى وكمان اشتغلت سواق على سيارة نقل، بالإضافة إلى أننى عملت فى مجال توزيع الأغذية فى العديد من المحافظات منها الشرقية والإسماعيلية والسويس كل ده بجانب عملى الأصلى فى مهنة البناء".
واستطرت فاطمة الوروارى: "قمت بمحو أمية حوالى 300 شاب وفتاة من أبناء قريتى وقنت بالتبرع بقطعة أرض لإنشاء مدرسة ذات الفصل الواحد لمساعدة أهل قريتى فى محو أميتهم".
وأشارت إلى أن اللواء عبد العزيز سلامة محافظ الإسماعيلية الأسبق كرمها على محو أمية الشباب والفتيات بالقرية وأطلق عليها لقب العمدة نظرا لأنها كانت تحل مشاكل أهل قريتها دون اللجوء إلى المحاكم والنيابات وأقسام الشرطة بحكم أنها محبوبة بين الناس ومعها ليسانس حقوق.
وأكدت فاطمة الوروارى أن الزوجات كانت تأتين إليها للشكوى من أزواجهن بصفة يومية، متابعة: "عندما حضر من عملى بالبناء أجد النساء ينتظرنى وعلى الفور أقوم معهن وأحل مشاكلهن مع أزواجهن".
وأضافت: أذهب مع كل من يقصدني فى حل مشكلته أو الذهاب معه للمصالح الحكومية لإنهاء أى إجراءات خاصة به فى كافة المجالات.
وطالبت العمدة فاطمة الوروارى المسئولين بالاستجابة لأهالى قريتها فى توصيل الصرف الصحى لقرية الزهراء التابعة لمركز ومدينة التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية، والتى تعيش فيها، نظرا لأن خطوط الصرف الصحى تبعد عن القرية حوالى 200 متر فقط بالإضافة إلى رصف الطرق بالقرية وإدارة الشوارع بالقرية لأن "بناتنا بيعودوا للقرية من مدارسهم وجامعتهم وأعمالهم فى أوقات الليل والمكان مظلم تماما"، متابعة: "كان عندى حوالى 5 أفدنة وضع يد وقمت بالتبرع بهن لإقامة العديد من المشروعات الخدمية بالقرية".
ولفتت إلى أنه تقابلها مشكلة كبيرة فى موضوع التقنين حيث لجأت إلى الأملاك بمحافظة الشرقية لتقنين منزلها فقدرت الرسوم حوالى 12 جنيها على المتر وعندما جهزت فوسها للسداد فوجئت أن هناك مشكلة حدودية على القرية التى تقيم فيها وهى أن قريتها متداخلة بين محافظتى الشرقية والاسماعيلية فطلبن من مسؤلى املاك الشرقية السداد فطلبوا منها الانتظار حتى يتم حل مشكلة فصل الحدود بين الشرقية والاسماعيلية وتضيف بانها ذهبت اكثر من مرة للاملاك لسداد المبالغ المستحقة عليها للتقنين إلا أنها فوجئت بالمرة الأخيرة أنها مطالبة بسداد 500 جنيه عن كل متر مما يكلفها حوالى مليون جنيه وهى لا تملك هذا المبلغ الكبير، مناشدة المسؤولين بتقنين أرضها على السعر القديم، خاصة أنه معها ايصالات وخطابات بالرسوم القديمة.
ووجهت فاطمة الوروارى، رسالة لكل الشباب بعدم الانتظار للحصول على وظيفة حكومية ولابد من العمل والبحث عن العمل الشريف لان قطار العمر بيعدى فلازم كل شباب يبحث عن أى فرصة عمل ويغتنمها والشغل كتير واللى عاوز يشتغل بيشتغل دون النظر إلى الشغل ايه طالما عمل شريف ورزق حلال.
وشهد أهالى القرية أن فاطمة الوروارى قامت ببناء كل منازل القرية وانه مكنش بيفرق معاها الفلوس نظير البناء وانها ساهمت مع ناس كتير من ابناء القرية فى المبانى ومواد البناء.
ومن جانبها قالت دعاء محمد عبدالسلام الابنة الكبرى للقاضى العرفى، إن أمى تحملت كافة الصعاب فى سبيل تربيتى أنا وشقيقتى وتعليمنا أفضل تعليم وقامت بتزوجينا، مشيرة إلى أن التى تحملته أمى فى حياتها لم يتحمله أى بشر فهى تعمل فى مهنة شاقة وهى البناء والمعمار.
وطالبت بالدعم والمساعدة من المسئولين لوالدتها وحصولها على لقب الأم المثالية على مستوى الجمهورية وخاصة أن جميع مقومات وشروط المسابقة تنطبق عليها.
وأشارت إلى أنها تقدمت بالأوراق والمستندات المطلوبة إلى مديرية التضامن الاجتماعى بمحافظة الإسماعيلية لدخول واشتراك والدتها فى مسابقة الأم المثالية وتتمنى من المسئولين تحقيق رغبتها وفوز والدتها فى هذه المسابقة.