قل ما شئت لكنها ليست طائفية.. عبده زكى يحلل تفاصيل كارثة المنيا.. ويؤكد: قطيع من الأوغاد نهش حرمة سيدة بدافع انتقامى.. تجاهلوا حتى تقاليد الصعيد وتسببوا فى تنكيس رؤوس سكان الجنوب من الأقباط والمسلمين

قل ما شئت .. حادث حقير أو كن مهذبا وقل واقعة مؤسفة، وتدرج أن أردت بين التعبيرين فقل مثلا أنه حادث كارثى، تصرف حيوانى لا اخلاقى، ضد الانسانية، دنئ .. إلى أخره، لكن لا تعتبره حادث طائفى أو فتنة طائفية، لماذا ؟.

وأجيب: من عاش مثلى فى الصعيد يعرف طبيعة المجتمع، حيث القبلية والعصبية الحمقاء وأحيانا العقلية المتعفنة التى لا تقبل سوى الثأر وهذه العقلية لا تختلف بين الأقباط والمسلمين، ولك عزيزى القارئ أن تعرف أن هذا التصرف الحيوانى من الممكن أن يحدث بين أقباط وأقباط ومسلمين ومسلمين، فلا دخل هنا للديانة.

لكن يبقى أن هذه الكارثة - وأصر على وصفها كذلك – غريبة عن المجتمع الصعيدى أو شاذة ، ففى الخضومات الثأرية التى يتبادل فيها طرفين القتل تظل المرأة والطفل فى مأمن مهما كان .. فلو أن عائلة مثلا فقدت احد ابنائها قتلا ومرت سيدة من العائلة القاتلة بجوار جثته فلن يتعرض لها أحد وكذلك الأمر بالنسبة للطفل، بل أذهب إلى أبعد من ذلك وهو احترام الضيف الغريب الذى لا يعرف البلدة فمثلا لو زرت شخص من عائلة فى قلب الصعيد وقابلك خصمه وسألته عنه فإنه سيستضيفك ويرسلك مع طرف محايد إلى بيته.

إذن يمكن تلخيص الواقعة فى كلمات قليلة " قطيع من الأوغاد نهش حرمة سيدة بدافع انتقامى وهؤلاء اللأوغاد تجاهلوا حتى تقاليد قبلية الصعيد وتسببوا فى تنكيس رؤوس سكان الجنوب من الاقباط والمسلمين على السواء".

الواقعة بطلتها سيدة تدعى "نجوى. ف" ربة منزل تبلغ من العمر 32 سنة، لا تجيد القراءة والكتابة ،سيدة بسيطة، فقيرة لديها 3 أولاد هم نورا وعمر ونورهان.

نجوى اختلفت مع زوجها "نظير.ع.ا" وطلبت منه الطلاق وأقامت فى منزل أسرتها، فجن جنون الزوج وأهله واتهموها بسوء الخلق والدخول فى علاقة محرمة اجتماعيا ودينيا فى مجتمع منغلق يقتل ويقتل دفاعا عن العرض والشرف. نجوى، كادت تحول قرية كرم أبو عمير التابعة لمركز أبو قرقاص فى محافظة المنيا لحمامات دم، وتشعل فتنة طائفية قد تطول الصعيد بأكمله بعد تردد شائعات عن دخولها فى علاقة جنسية مع شريك زوجها فى محل لبيع الأدوات الكهربائية.

ترددت الشائعات أو قل حتى أنها حقيقة وغضب أهل القرية من المسلمين وأرسلوا تهديدات لفظية وأخرى عبرت عنها ملامحهم وانتظر أهل الشاب المسيحى دانيال وشهرته أشرف عطية – 31 سنة - العقاب فيما هرب العنصر الفاعل "أشرف" من القرية بصحبة زوجته وأولاده تاركا أهله وفى مقدمتهم أمه سعاد ثابت.

قالت نجوى إن زوجها نظير إسحاق أحمد عبدالحافظ يعاملها بقسوة وعنف، وعندما طلبت الطلاق روج مع أخيه عبد المنعم ووالدهما الشائعة ولذلك تقدمت ببلاغ يحمل رقم 3933 إدارى مركز شرطة أبو قرقاص لسنة 2016، وطلبت من رجال المباحث عرضها على أى لجنة طبية لإثبات براءتها.

أما السيدة الفاضلة الضحية سعاد ثابت فقالت فى تصريحات إعلامية إن نحو 300 شخصاً تجمهروا وهاجموا منزلها، وأحرقوه، وأعتدوا بالضرب على زوجها، ثم جردوها من جميع ملابسها، قبل أن يخلصها البعض منهم ويصحبوها إلى منزل أسرة مسلمة حيث ارتدت ملابس بديلة.

وبعيدا عن كل ما سبق يبقى المطلب الأساسى والوحيد هو عقاب الجناة بما يستحقون .. لا مجال هنا للحديث عن جلسات عرفية أو لتكن بغرض ترميم نسيج الوطن ونشر قيم السلام والتسامح والتأكيد على أن هذه السيدة هو من أشرف المصريات وأن اعتذارا واجبا تستحقه فقط لأنها أم لكل مصرى.

والعقاب بدأ بالفعل حيث ألقت الشرطة القبض على 10 متهمين حتى موعد كتابة هذه السطور،حبست نيابة ابو قرقاص منهم على ذمة التحقيق وتحقق مع ألـ 5 الآخرين غدا فيما لازالت قوات الأمن تطارد نحو 17 آخرين.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;