أكد كريستيان برجر رئيس بعثة الاتحاد الأوروبى في القاهرة، على دور مصر القوى في المنطقة، وتعزيزعملية السلام فى الشرق الأوسط، مشيرًا إلى استضافة القاهرة اجتماع الفصائل الفلسطيينة، حيث تم الإعداد للانتخابات القادمة، وأن الاتحاد الأوروبى ومصر منذ سنوات يحاولان تطبيق نفس السياسة المتمثلة فى حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطين بالتوازى مع دولة إسرائيل طبقا لحدود 1967.
محررة انفراد مع رئيس الاتحاد الأوروبى
- الإصلاحات في مصر جعلتها أكثر جذبًا للاستثمار الأجنبي
وقال كريستيان برجر، إن جهود الإصلاح التى تتم فى مصر هذه الأيام جعلتها دولة أكثر جذبًا للاستثمار أكثر من أي وقت مضى، وخاصة بالنسبة للمستثمرين الأوروبين، وبالنظر لإحصائيات عام 2019، كانت الأسهم الاستثمارية القادمة من دول أعضاء بالاتحاد الأوروبي، 39 مليار دولار، وهو ما يمثل حوالي 25% من الاستثمار الأجنبي المباشر القادم لمصر، وذلك بسبب القوانين الجديدة الجاذبة للعمل، منها قانون الشركات وقانون الضرائب الجديد، وإمتلاكها لمقومات صناعية واقتصادية ضخمة ومشاريع قومية عملاقة في مجالات البنية التحتية بجانب وفرة الموارد البشرية، وأيضا وسائل النقل المتطورة والموانئ فى البحر المتوسط وفي البحر الأحمر على طول قناة السويس.
ـ حريصون علي حصول مصر علي لقاح كورونا.. والحكومة واجهت الوباء بحزم وتوازن دون تأثير علي الاقتصاد
واضاف برجر، أن مصر مثل كل الدول كان عليها الكفاح للوصول للتوازن المناسب بين دعم وتقوية النظام الصحي، وفي نفس الوقت اتخاذ إجراءات لها علاقة بالتنمية الاقتصادية الاجتماعية للبلاد، وكان رد فعل مصر حازما، وحرصت على التوازن المناسب، فالنظام الصحي موجود ويعمل ولكن في نفس الوقت الإجراءات تم اتخاذها بشكل معين حتى لا تؤثر على التنمية الاقتصادية للمجتمع.
وقال برجر، إن العلاقات بين الاتحاد الأوروبى ومصر مستمرة ووثيقة مع وجود تعاون مشترك فى الكثير من القضايا التجارية والاستثمارية، وتمويل مشروعات تهيئة مناخ الأعمال وبيئة الاستثمار خاصة في مجالات التدريب المهني والاستثمار في الطاقة ومشاريع المياه والرى بجانب دعم وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة بجانب برامج التنمية الريفية، وذلك من خلال بنكين؛ البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية وبنك الاستثمار الأوروبي، الذى رصد محفظة تمويل بقيمة مليار يورو لدول شمال إفريقيا ومصر، مؤكدًا أن بلاده تتطلع في المرحلة المقبلة إلى تيسير حركة التبادل التجاري مع مصر من خلال توحيد المواصفات القياسية وتسهيل انتقال البضائع والسلع.
ـ ندافع عن حقوق اليونان كعضو في الاتحاد الأوروبي.. ونتمني أن يؤتى الحوار بين أنقرة وأثينا ثماره
وقال برجر في حوار خاص لـ "انفراد"، إن الاتحاد يتابع عن كثب التطورات فى شرق المتوسط، خاصة مع وجود دولتين عضو بالاتحاد الأوروبى هما قبرص واليونان، وما يحدث معهما من قبل السلطات التركية والتنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، وكنا دائما واضحين في الدفاع عن حقوق سيادة هذه الدول فيما يتعلق بالمياه الإقليمية و المنطقة الاقتصادية الخالصة، وبالطبع نريد أن نرى حلًا لهذه المشاكل قائما على الحوار ونستكشف الحوارات التي تدور بين اليونان وتركيا التي بدأت من جديد حاليا، وهو بالطبع ما نرحب به ونتمنى أن يصل لنتيجة حاسمة في النهاية.
محررة انفراد هناء أبو العز مع سفير الاتحاد
- ندعم حكومة ليبيا الجديدة من أجل تعزيز السلام بها
وأكد سفير الاتحاد الأوربى، على دعم الحكومة الاخيرة في ليبيا باجتماع الفرق الليبية واتحادهم معا وعقدهم انتخابات في ديسمبر، مشيرًا إلى أن الاتحاد يدعم دائمًا الاستقرار وتعزيز السلام فى ليبيا منذ وقت طويل وفى الكثير من الأمور، وتم إعداد مهمة لتنظيم الحدود ،ولكن نظرا لظروف البلاد والثورات بها فنحن نرحب بالتطوير ، مرحبًا بعودة تصديرها للبترول مرة أخرى.
ونفى سفير الاتحاد الأوروبى، أن تكون جائحة كورونا، قد أظهرت نقاط الضعف فى التكتل، مشيرًا إلى أن التنظيم الهيكلى للاتحاد، لايتضمن مسئوليته عن الأمور الصحية، وإنما هى مسئولية الدول الأعضاء بشكل فردى، ورغم ذلك فقد تعامل الاتحاد الأوروبى مع الموقف بشكل فورى وسريع بالدعم والتمويل اللازمين.
وأضاف كريسيتان، أن أول الإجراءات التى تم اتخاذها، هو إعادة العالقين الأوروبين من الخارج، فور تفشى المرض فى جميع أنحاء العالم، وأعلنت حالة الطوارئ وغلق المطارات، وقام الاتحاد بمساعدة 600 ألف أوروبى للعودة إلى بلدانهم، كما تم توفير المعدات والأدوات الصحية اللازمة للاجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس، مثل الأقنعة والأكسجين وغيرها، وتوصيلها إلى كل دول الأعضاء.
وأضاف، أن أزمة وباء كورونا تسبب فى انخفاض التجارة بسبب إغلاق الحدود، لذا فقد قام الاتحاد الأوروبى بابتكار مفهوم الممرات الخضراء، والحرص على أن يكون التداول عن طريقها أكثر سلاسة عبر الحدود.
ولفت، إلى أن الاتحاد الأوروبى، فكر أيضًا على المدى البعيد، فى تخفيف التأثير الاجتماعى والاقتصادى السلبى للوباء ، فأطلق حزمة دعم ضخمة سيتم انفاقها لمساعدة المجتمعات في التعامل مع هذه الازمة.
- إجراءات الاتحاد الأوروبى لمواجهة وباء كورونا
وأشار كريستيان برجر، إلى أن أهم الإجراءات التى تم اتخاذها لمواجهة الوباء، هو العمل على كيفية إيجاد اللقاح المناسب وتوفيره للجميع، لأنه أهم الطرق للخروج من هذه الأزمة، لافتًا إلى أن الاتحاد عقد مؤتمرًا فى مايو العام الماضى، بالتعاون مع الشركاء، وتم ضخ 60 مليار يورو لتطوير اللقاح.
وأكد كريستيان على أن الاتحاد الأوروبى، أخذ على عاتقه مهمة الاتفاق مع الشركات الدوائية لصنع اللقاح، وقمنا بتوقيع العقود للحرص على امتلاك هذه الشركات المصادر اللازمة للقيام بهذا .
وأضاف كريستان، إلى أن الخطوة الأخيرة التى قام بها الاتحاد الأوروبى لمواجهة وباء كورونا، تمثلت فى كيفية توزيع اللقاح على الدول الأعضاء، وكذلك الشركاء، وتم دعم هذا التعاون الدولى بقيمة 800 مليون يورور، وتم الحرص على أن الشركاء مثل مصر، سيكون لهم حق الوصول لهذا اللقاح.
وقال برجر، "أعلم أن هناك بعض النقد موجه إلى الاتحاد الأوروبى ولكن لابد من النظر إلى الصورة كاملة، حيث كان من الأفضل للدول الأعضاء ال27 أن يتناقشوا فى طرح اللقاح سويًا وليس كل دولة على حدا، مؤكدًا على أن رئيس المجلس الأوروبى تشارل ميشيل، قال منذ أسابيع إننا على الطريق الصحيح لفعل ذلك".
ـ بريطانيا شريك مهم للاتحاد.. والعلاقات المستقبلية ستكون أكثر تعقيداً لأننا متنافسين
وأضاف برجر، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى لم يؤثر على ميزانية التكتل، رغم خسارة المساهمة البريطانية التى كانت تساوى 5%، وذلك بسبب تعويض دول الاتحاد هذه الخسارة فى ميزانية ديسمبر الماضية ورفع نسبة مساهمتهم التى جعلت الميزانية الحالية للفترة المقبلة أكبر حتى من الميزانية الحالية .
وأشار كريستيان، إلى أن العلاقات المستقبلية مع بريطانيا لن تكون بالأمر السهل وإنما ستكون أكثر تعقيدًا بالطبع لأنها لم تعد جزءًا من الاتحاد، واعتبارنا متنافسين الآن، ولكننا نرى المملكة المتحدة شريك مهم وأساسى، لأننا نتشارك العديد من وجهات النظر على النطاق العالمى، مثل تعددية الاطراف والتعاون في دور القانون وحقوق الانسان ومبادئ الحرية وغيرها العديد من الأمور ، وسنقوم بالبناء على هذا الاساس.
وأكد كريستيان، أن الاتحاد سيعمل على تطوير علاقته ببريطانيا أكثر بناء على الاتفاقية التي تمت في العام الماضي في ديسمبر "اتفاقية الشراكة التجارية" والتي تغطي العديد من الأمور منها التعاون فيما يتعلق بالمناخ ومكافحة الارهاب والجرائم الالكترونية والعديد من الامور الهامة، مشيرًا إلى عرض الاتحاد اتفاقية تعاون فيما يتعلق بالسياسة الأمنية والتي بالطبع لا وجود لها الان ولكن ربما تأتي لاحقًا.
وقال سفير الاتحاد الأوروبى، إن أزمة اللقاح التى يمر بها الاتحاد الأوروربى حاليًا، تتعلق بحقيقة أن الشركات ليس لديها القدرة على توصيل كمية اللقاح التي تم طلبها، وبعد أن دفع الاتحاد الاوروبي مبلغ كبير من المال من أجل ذلك، وتم تقديم آلية للتحكم في الصادرات بمعنى أنه اذا كانت هذه الشركات تريد التصدير خارج الاتحاد الاوروبى يجب أن نرى الأسس التى يتم عليها هذا التصدير وما يتم تصديره، مع الوضع فى الاعتبار أن هناك عدد كبير من الدول معفية من هذا ومنها مصر.
وأكمل برجر، "أن الجانب الرئيسى فى هذه الآلية هو الحرص على أن المال الذى تم انفاقه والطلبيات التي تم التعاقد عليها ستقدم فائدة للاتحاد الاوروبي وأيضا شركائنا من خلال نظام "كوفاكس" وهو فعال حتى نهاية مارس وهذه الآلية هي مؤقتة ومحددة جدا فهي ليست منع للتصدير كما يتم تصويرها في الاعلام ولكنها آلية تحكم للحرص على أن الشركات لديها اتفاقيات وألا يتم خرق هذه الاتفاقيات مع الاتحاد الاوروبي".
وأضاف برجر، أن أحد الدروس التي تعلمناها في بداية أزمة كورونا حال انتشارها بشكل سريع جدا وتأثيرها على كل دول العالم هو أنه يجب أن يتم التنسيق بشكل عالمي وأن نتكاتف معا ونتعاون ومصر شريك مهم جدا للاتحاد الاوروبي في هذا.
- نتعاون مع مصر لمواجهة الوباء بحزمة دعم قوية
وأوضح برجر، أن الاتحاد الأوروبى يتعاون مع مصر فى مواجهة تأثيرات وباء كورونا، خاصة وأن أكثر الأمور التى تأثرت من كورونا فى مصر هى السياحة الأوروبية التى كان يحرص الآف الأوروبيون على قضاء عطلاتهم بها، لذا نتعاون على سلامة السياحة المصرية، مع وزارة السياحة والآثار.
واضاف: لدينا أيضا اتفاقية تعاون فيما يتعلق بالنظام الصحي فى مصر والهياكل الصحية، حيث تم توفير 260 مليون يورو لذلك، بالإضافة إلى دعم عام لوزارة الصحة ب 89 مليون يورو لتقوية النظام الصحي لمواجهة الازمة ، وكذلك العمل مع وزارة التضامن الاجتماعي لتقليل خطورة تعرض الناس الأكثر عرضة للمرض من الاصابة وهو برنامج أطلقناه مؤخرا في ديسمبر .
وأشار برجر، إلى أن مصر ستستفيد من نظام كوفاكس وهى الآلية العالمية التي ستجعل اللقاح متاح للدول والتى قمنا بالمساهمة فيها بنحو 800 مليون يورو للحرص على توفر اللقاح للدول في الخليج او جنوب المتوسط.
وأضاف، أن التعاون الأوروبى مع مصر أيضًا يتمثل بدعم الرحلات الجوية لتكون قادرة على مواصلة العمل، حيث تم تغيير التشريعات التى تتعلق بحقوق الهبوط فى الاتحاد الأوروبى والتى تشمل أن تكون السعة على الاقل حوالي 80 %، وهو ما لم يكن ممكنا في ظل أزمة كورونا، وتم تقليل الرقم لكي تتمكن الرحلات الجوية من الاستمرار.
ـ أحب فى المصريين فخرهم ببلدهم.. وسأكتسب وزنًا زائد بسبب طعام القاهرة المميز
وتحدث برجر عن عمله فى مصر، مشيرًا إلى أنها ليست المرة الأولى له فى مصر، حيث زار الكثير من الأماكن السياحية المشهورة بها من أسوان وحتى الإسكندرية، وهى حقًا دولة مبهرة لا تتوقف عن اكتشاف الجديد بها، كما هو الحال فى اكتشاف مقابر جديدة في سقارة، والتى دعتنى وزارة السياحة والآثار لرؤيتها.
وأضاف برجر: أحب المصريين وأكثر ما يعجبنى بهم فضولهم حيال معرفة كل ما هو جديد، وحسن ضيافتهم، والصمود فى مواجهة أى تحد، وأيضا كونهم فخورين ببلدهم وتاريخهم.
وقال، إن أهم الجمل والكلمات التى تعلمها من المصريين "أهلا و سهلا " وهي كلمة مرحبة حقا ، وهو ما أراه واشعر به، أما فيما يتعلق بالطعام فالشئ الذي تشتهر به مصر وهو الكشري، موضحًا:حظيت بأمسية رائعة في أحد الأيام لتناوله، وأيضا الفول أصبح واحدا من الأطعمة المفضلة لدي في الفطار ، وبالطبع الملوخية والتى لها طريقة خاصة في الطبخ في مصر، وبالطبع الأطعمة المعتادة في الشرق الأوسط الموجودة هنا هي ممتازة وأنا أعرف أنى سأكتسب وزنًا زائدًا بوجودى فى مصر.
ووجه برجر رسالة إلى المصريين قائلًا: إن الاتحاد الاوروبي ومصر شركاء مقربين وعلى علاقة وطيدة و ونود أن نساعد المصريين في الوصول لطموحاتهم في حياة أفضل لأنفسهم ولأطفالهم كنتيجة للتعاون بيننا في مجالات مختلفة.