تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الثلاثاء، العديد من القضايا المهمة، أبرزها أن الإرهاب ظل مطبخ الحياة السياسية الأمريكية، حتى عندما تتلون بالاقتصاد يظل الاقتصاد يدور فى أتراس الحروب التى تخوضها آلة الحرب الأمريكية فى أكثر من منطقة من مناطق العالم.
أمل عبد العزيز الهزانى: السعودية وقوتها الناعمة
قالت الكاتبة فى مقالها بصحيفة الشرق الأوسط السعودية إن استغلال القوة الناعمة، أو استحداثها، واصطناعها، أهم ما يمكن أن تقوم به دولة تمتلك رؤى استراتيجية حول مستقبلها، مقدرة المخاطر التي قد تمر من خلالها، وتستبق الأزمات قبل حدوثها بأرضية صلبة.
القوى الناعمة أدواتها كثيرة، والجيد أنه لا حدود لحصرها، وخلال كل عقد زمنى ستظهر لنا أوجه جديدة منها، سيلتقطها الفطِن، ويستثمرها لصالحه فى زمن تتغير فيه الأحداث بشكل متسارع، فإما أن يلحق بالقطار أو يركض لاهثاً بجانبه، لكن لا مجال للانتظار فى المحطة.
السعودية نموذج واضح جداً لإعادة صياغة استراتيجية الاتصال والتخاطب مع الآخرين. ولن أبتعد سأعطى مثالين حصلا خلال الأسبوع الماضي فقط. الأول كان قرار الحكومة السعودية عزمها إيقاف التعاقد مع أى شركة ومؤسسة تجارية أجنبية لها مقر إقليمى فى المنطقة غير أرض المملكة، وسيسرى القرار بعد ثلاثة أعوام. مدة كافية للشركات للإعداد والتجهيز اللوجيستى. وبالفعل، أعلنت 24 شركة عالمية خلال منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار عن نقل مقراتها الإقليمية إلى العاصمة الرياض.
كيف نقرأ هذا القرار؟ أول قراءة موضوعية أن السعودية بذلت جهداً كبيراً لتعزيز بيئة الاستثمار خلال السنوات الماضية، لجذب رؤوس الأموال، وأهم وسائل التعزيز نقطتين؛ التشريعات، والمشروعات. التشريعات التي تحفز الشركات على الدخول للسوق السعودية مثل إعفاء هذه الشركات من ضريبة الدخل. أما المشروعات فهي ضخمة وتستوعب عمالقة الشركات العالمية في أكثر من مجال، مثل مشروع نيوم، والبحر الأحمر، و"ذا لاين"، ومشروعات الرياض العاصمة التي اختيرت من قبل ولي العهد السعودي لتكون من أكبر 10 اقتصادات في العالم.
هل استقطاب المراكز الإقليمية للشركات يدخل ضمن استخدام القوة الناعمة؟ قطعاً نعم. هذا يعني الاتصال والتواصل مع العالم من خلال محركات اقتصادية ضخمة، وبالتحديد تجذير المصالح المشتركة بيننا وبين دول العالم. لاحظنا كيف هرعت الولايات المتحدة والدول الأوروبية لتهدئة الأوضاع في هونج كونج عندما نشبت فيها المظاهرات، ووعدت واشنطن، بكين، بأن لا تتدخل. لماذا؟ لأن هونج كونج مركز لشركات كبرى أمريكية وأوروبية سيلحق بها ضرر وشيك في حال تزعزع استقرارها. الشركات هناك يمكن أن نطلق عليها ما يسمى "جماعة المصلحة". هذه الجماعات هي قوة ناعمة للتواصل مع الجمهور وللاتصال مع الحكومات.
عبد اللطيف الضويحى: الرهان الخاسر
قال الكاتب عبد اللطيف الضويحى، فى مقاله بصحيفة عكاظ ، إنه خلال السنوات الأخيرة، ظل الإرهاب مطبخ الحياة السياسية الأمريكية، حتى عندما تتلون بالاقتصاد يظل الاقتصاد يدور في أتراس الحروب التي تخوضها آلة الحرب الأمريكية في أكثر من منطقة من مناطق العالم، وظلت السياسة الأمريكية تدور بقطبيها الديمقراطي والجمهوري وتتغذى داخليا وخارجيا على موضوع الإرهاب، رغم أهمية وحجم التحديات التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية في العالم والتي تتجاوز حجم وأهمية الإرهاب، ناهيك عما تتحدث به مصادر مختلفة وبينها أمريكية من أنه كان إرهابا تم تصنيعه وتعليبه وترويجه غالبا بعلم أو بمشاركة أمريكية.
فهل تخرج السياسة الأمريكية عن مسارها التقليدي؟ يبدو أن مآلات الانتخابات الأمريكية الأخيرة كشفت للرأي العام حجم الفجوة الكبيرة بين اللعبة السياسة الأمريكية. لا أحد يقلل من أهمية وحجم المشروع الأمريكي خلال فترة الحرب الباردة في إيجاد نوع من التوازن القطبي، لكن القطب الآخر اليوم ليس روسيا، إنما هو الصين التي تفوق قدرات الاتحاد السوفييتي حينئذ، اقتصاديا وتجاريا، وسياسيا، عسكريا والأهم تقنيا.
من هنا، نخلص إلى أن الرئيس الأمريكي الحالي جوزيف بايدن لن يكون نسخة عن الرئيس السابق باراك أوباما، حتى لو أراد، لأن نتائج فيروس كورونا في الولايات المتحدة وفي العالم، وقرارات ترامب حيال العديد من القضايا في السياسة الخارجية الأمريكية، لا تسمح للرئيس بايدن باستنساخ سياسة باراك أوباما الخارجية حتى لو أعاد جميع طواقم أوباما البشرية للإدارة الحالية، بل ستبقى هذه الإدارة منغمسة لفترة ليست قصيرة بنقض ما تستطيع من قرارات الرئيس السابق ترامب، ومسايرة البعض من سياسات ترامب التي يتعذر نقضها.
أضف إلى ذلك أن الجناح الذي ينتمي له هذا الرئيس، ليس متطرفا كما هو الجناح الذي تنتمي له هاليري كلينتون، ناهيك عن قدرة أمريكا العسكرية والاقتصادية وحتى السياسية التي تآكلت ومرشحة للكثير من الانكسارات.
ففي ما يتعلق بالشرق الأوسط، قد يكون من الحكمة استباق الكثير من المتغيرات الدولية، والسعي الجدي والحثيث للعمل على مشروع عربي للدول المؤمنة والقادرة على مواجهة المشاريع الإقليمية غير العربية في المنطقة والتي تستند في الغالب إلى حاضنة من الحواضن الدولية التي لا تبني تحالفاتها على منطلقات أيديولوجية.
إن المشروع العربي المأمول في مواجهة المشروعات الإقليمية لن يكون تكرارا للمشروعات العربية السابقة؛ لأنه سيولد في ظروف مختلفة وعلى أسس استفادت من الأخطاء السابقة.
عائشة الجناحى: نموذج ساطع للأجيال
قالت الكاتبة عائشة الجناحى، في مقالها بصحيفة البيان الإماراتية، إن مسبار الأمل لم يكن مجرد حدث عابر نفخر به، بل هو إنجاز تاريخي وعلمي رائد ستبقى تفاصيله مُسطّرة في تاريخ الإمارات، لنرويها لأجيالنا ونُنمي فيهم روح الاستكشاف والبحث العلمي ونُعزز شغفهم نحو دراسة علوم وهندسة الفضاء والتخصصات المختلفة.
هذا النموذج والإنجاز التاريخي بات مصدر إلهام لبعض طلاب المدارس، والذي بإمكانه أن يزيد من إقبالهم على دراسة التخصصات المرتبطة بالقطاع الفضائي أو أي تخصصات علمية أخرى.
ولنتمكن من مواكبة المتغيرات الحكومية والعالمية في منظومة التعليم، بإمكان الوزارة تعديل المناهج الدراسية لتواكب أهداف المنظومة التعليمية الإماراتية الجديدة، كإضافة مادة علوم الفضاء كإحدى المواد الدراسية، بالإضافة إلى التنسيق مع وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء، لمعرفة أهم المستجدات ليتم إدراجها في المناهج في صور معرفية تحافظ على المراحل التعليمية والعمرية بين الطلبة.
كما بإمكان المدارس اقتناص الفرص في تسجيل الطلاب في ورش العمل التي تنظمها وكالة الإمارات للفضاء فينتج من هذه الزيارات حوار علمي بناء يجعل للطلاب أحلاماً مستقبلية رائدة في رحلة مشوارهم التعليمي الذي يعينهم على معرفة ميولهم التخصصية ومهنتهم المستقبلية.
وتكمن أهمية تحديث المناهج وزيارة الطلاب للمراكز العلمية في التعرف إلى فريق مسبار الأمل الذي لا يعرف المستحيل وتخصصاتهم المختلفة، فتلهمهم بدورها قيادة مسيرة إنشاء مراكز بحثية جديدة للطب والهندسة أو الخلايا الجذعية وغيرها فتصبح أيضاً نموذجاً ساطعاً لعلوم المستقبل للأجيال القادمة.