حكاية أول مطعم مصرى فى لاس فيجاس..إيمان وآيات استهدفوا النباتيين بالفول والطعمية..الملوخية بشوربة الفول النابت عجبت الأجانب.. المحشي سموه Egyptian Risotto.. وبيحلموا بعمل خط لانتاج التوابل المصرية خاص

نشر الثقافات المختلفة لا يعتمد على التبادل الفكري فقط، بل يستخدم الكثير من الأشخاص "المطبخ" في نقل ثقافة بلاده إلى البلاد الأخرى، وهذا ما نجحت فيه الكثير من المجتمعات السورية واللبنانية والتركية والفرنسية والإيطالية وغيرها، ورغم أن ثقافة المطبخ المصري عامرة، إلا أنها معروفة بشكل خاص للسياح الذين يأتون لزيارة أم الدنيا، بينما يجهلها الكثير غيرهم، وهذا كان الدافع شجع الأختين إيمان وآيات على عمل أول مطعم للأكلات المصرية في لاس فيجاس. عاشت إيمان حجاج لسنوات طويلة في الولايات المتحدة الأمريكية وهي تفكر في عمل مشروع خاص بالأكلات المصرية هناك، إلى أن جاءت أختها آيات لتشجعها على تنفيذه، وعن بداية الفكرة قالت لـ "انفراد": "أنا جيت أمريكا في 2006 بعد ما اتخرجت من الجامعة، وكان تغيير كبير في حياتي، إني آخد قرار بإني أبعد عن حياتي اللي بحس فيها بالأمان، وأبعد عن أهلى وأصحابي وكل حياتي، بس أخدت القرار واتجوزت وسافرت مع زوجي." وأضافت: "آيات أختي جت أمريكا في 2016، وقررت إننا ما نقعدش في البيت، واقترحت عليا نعمل مشروع، وأنا كان عندي الفكرة دي من زمان إننا نعمل حاجة متخصصة مصري بس، خاصة إن كل المطاعم المتخصصة في أكل الشرق الأوسط بتبقى متنوعة بين السوري واللبناني والإيراني والسعودي وكله، فأنا حبيت إننا نختلف، بالذات بعد ما لقيت إن المحلات تبع المجتمع العربي هنا شايفين إن أكلنا جميل، فأنا قلت إني هعمل مكان بيقدم أكل مصري فقط، وبيركز على الأكل النباتي واستهدفت بالفعل الأشخاص اللي بيتبعوا النظام النباتي." حقيقة بسيطة دفعت "إيمان وآيات" لاختيار مجتمع النباتيين واستهدافهم من المطعم المصري، وهو أن الأكل المصري الموجود في المطاعم أغلبه نباتي ويعتمد على الطبيعية، فسواء كانت الطعمية أو الفول أو الكشري والمسقعة، فجميعهم يعتمدون على النباتات بالفطرة، لذا قررت التركيز على هذا المجتمع لنشر رسالة مفادها أن الأكل المصري مثالى للنباتيين، لذا كانت قائمة الطعام "المنيو" في البداية صغيرة جدًا، وتعتمد على كل الأكلات المصرية الأصيلة فقط. وعن إدارتهما للمطعم قالت "إيمان" إنها تخرجت في كلية التجارة جامعة عين شمس، بينما درست أختها "آيات" الدعاية والإعلان، لذا فهما لا يمتلكن أي خبرة في المطاعم، وكان الأمر في البداية صعب على كلتيهما، خاصة أن فتح مطعم في أمريكا يتطلب الكثير من الإجراءات والخطوات المتعلقة بالصحة والعمالة وحقوق العمال وغيرها، حتى أن الموظفين الأولين اللتان قامتا بتوظيفهما، تعلمتا منهم الكثير من الخبرة لإدارة مطعم كامل، بداية من التسويق والسوشيال ميديا، وكيفية التعريف بالأكل المصري والمطعم. "المطعم بابه مفتوح لكل الناس مش العرب بس، لأن الثقافة العربية وطبيعة المصريين أو العرب هو إننا بناكل في البيت أغلب الوقت، وبييجي المطعم ناس من كل الجنسيات، وخلال 3 سنين قدرنا نحقق نجاح كبير" هكذا تحدثت "إيمان" عن أول مطعم للأكلات المصرية في لاس فيجاس. ورغم أن المطعم المصري مختلف كثيرًا عن الغربي أو الأمريكي، إلا أن الأكلات المصرية الأصيلة لاقت إعجاب كل من تذوقها، وعن ذلك قالت "إيمان حجاج": "الطعمية حققت نجاح كبير مقارنة باللي بتتعمل بالحمص على سبيل المثال، حتى الأكلات اللي بنخترعها كنا بنهتم إنها تكون ليها علاقة بمصر، عملنا البراوني بالحلاوة الطحينية، والسمبوسة حشيناها عجينة الفلافل، والملوخية على فول نابت، والأمريكان كانوا بييجوا يطلبوا ملوخية ومسقعة، حتى كفتة الرز عملناها نباتي، وحقيقي إحساس حلو إنك تشوف التقدير من الناس." تولت "إيمان" في البداية مهمة طبخ الطعام المقدم في المطعم لأنها تمتلك "نفس حلو"، ثم بدأت في تدريب العديد من السيدات طريقة عمل الأطعمة بنفس الطريقة، وتحرص إيمان وآيات على تقديم أكلات مصرية أصيلة إلى رواد مطعمهما، فقدما المحشي المصري ولكن بطريقتهما الخاصة، وعن ذلك قالت مازحة: "عملنا محشي مفرط وسميناهegyptian risotto، حتى التوابل اللي بنحطها على البطاطس المحمرة أصرينا تكون دُقة زي اللي بناكلها مع السميط في مصر." ولأن المكونات المصرية لا تكون موجودة بأكملها بالطبع في الخارج، كانت إيمان وأختها تحصلا عليها من العطارين في مصر، ولكنهما قررتا عمل الخلطات الخاصة بهما، ويحلما بتحويل تلك التوابل إلى ماركة مصرية خاصة بهما يتم بيعها في الأسواق العالمية، لتتحول التوابل المصرية مثل "الدُقة" على سبيل المثال إلى عالمية. وبسؤالها عن أبرز التعليقات التي تلقتها من الأجانب على الأكلات المصرية قالت إن أكثر التعليقات التي تتلقاها منهم هو أنهم كانوا يجهلون الأكل المصري، وأنها تحرص وأختها على تقديم الأكلات بطريقة نباتية، فعلى سبيل المثال قدمتا الفطر المشلتت بطريقة نباتية ونال إعجاب كل من تذوقه، وأنهما تقدما الأكلة مع شرح تاريخها، وقالت: "بنقولهم على تاريخ المدمس والقدرة وظهروا امتى في مصر، وحتى الفطير المشلتت فهو بداية القصة اللي اخترعوا من خلالها الكرواسون"، أما عن التعليقات الغريبة فقالت إن الهنود بشكل خاص يطلبون عدم وجود بصل أو ثوم في الأكل، فقدموا لهم فول بالحمص وأعجبهم بشدة. في عام 2019 صُنِفَ أول مطعم مصري في لاس فيجاس على أنه من أفضل 100 مطعم على مستوى أمريكا بأكملها، ثم في العام التالي حصل على المركز الخامس وتم ترحيلهم إلى المركز الثاني باعتباره من أفضل 50 مطعم يمكنك تناول الطعام فيه في لاس فيجاس التي تحتوي على 40 ألف مطعم. أحلام كثيرة تراود الأختين إيمان وآيات تتعلق بالأكل المصري ومطعهما، أبرزها هي تعريف العالم بالأكل المصري وأن يصبح معروف على المستوى العالمي، والتعريف بأنه ليس مثل أي بلد أخرى، ويشجعهما على ذلك دعم والديهما وأصدقائهما اللذين آمنوا بنجاحهما منذ البداية. واختتمت حديثها قائلة: "كل اللي بيشتغلوا في المطعم ستات من جنسيات عربية مختلفة، العراق والمغرب والأردن، ودا شيء رائع جدًا لأننا وفرنا فرصة عمل لناس ما بيبقاش عندها استعداد تشتغل عند أي حد، وخاصة الستات اللي ممكن يواجهوا مشاكل في الشغل مع الرجال، خاصة إنهم بيحسوا معانا إنهم في مكان آمن وفي نفس الوقت بيكسبوا فلوس وبيشتغلوا من غير خوف"، وأضافت: "أنا سعيدة إن جريدة مصرية تكلمني عن نجاحي، لأن معنى تواصل انفراد معايا دلوقتي إني نجحت ودا إحساس حلو جدًا."




























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;