فى ورشته البسيطة داخل شقته التى خصص منها ركنا لتحويل قصاصات الورق إلى مجسمات رائعة من الطيور والحيوانات وكافة الأشكال، فهو يمتلك موهبة حباه الله بها عن غيره، فهى بحاجة إلى دقة كبيرة وصبر أكبر على العمل، للخروج بأشكال جمالية من تلك القصاصات، يمكن اقتنائها بأماكن التصوير والوحدات السكنية والديكورات على اختلاف أشكالها، فهو يعمل وفق الإمكانيات المتاحة له، ويسعى إلى العالمية من خلال المشاركة بمسابقات دولية وحاز على شهادات تقدير دولية وجوائز عن تلك المشاركات.
"حمادة شطا".. أو كما يلقب بـ "نحات الورق"، شاب ثلاثينى من مدينة بنها بالقليوبية، اهتم بتحويل قصاصات الورق إلى مجسمات رائعة للحيوانات والطيور وكافة الأشكال بل وابدع فيها، حيث يكاد العاملون بهذا المجالى فى مصر عدد محدود جدا، ويحتاج إلى إمكانيات للاستمرار فى فنه الراقى الذى يضم الكثير من النواحى الإبداعية والجمالية التى تزن أية أماكن توضع بها هذه المجسمات.
فى البداية قال حمادة شطا، فنان تشكيلى، ابن مدينة بنها بالقليوبية، إنه بدأ فى صناعة المجسمات من الورق الكرافت منذ صغره، فهو كان يعشق المجسمات لحظة أن تقع عليها عيناه، ليبدأ فى العمل على صناعة هذه المجسمات إلى جانب العمل على المشاركة فى الدورات التدريبية لإتقان صناعة هذه المجسمات من الورق منذ 10 سنوات، حيث حصل على دورة تدريبية "أون لاين" نظمتها دولة الأردن برعاية ملكة الأردن، وحصل على شهادة دولية معتمدة.
وأضاف "شطا" لـ "انفراد"، أنه فى 2018 بدأت الإنطلاقة الفعلية والمشاركة فى المعارض منها معارض "رؤى عربية" وهى معارض دولية تضم 10 دول منها المغرب وفرنسا والسعودية وروسيا والإمارات ومصر، مشيرا إلى أنه شارك بعمله فى أحد المعارض بفرنسا، وحصل على شهادة شكر على العمل والمشاركة، قائلا: "للأسف الوقت لم يحالفنى للمشاركة فى معرض روسيا لضيق الوقت"، موضحا أنه حصل على المركز السادس بين 160 فنان تشكيلى بمسابقة دولية بالمملكة العربية السعودية، كما حصل على 6 اوسكارات من معارض رؤى عربية.
وتابع الفنان التشكيلى، أنه أصبح متفردا بصناعة "الكرافت بيبر"، أن صناعة المجسم تبدأ من خلال التصميم "الباترون" من خلال اختيار المقاسات الخاصة به على جهاز الكمبيوتر، ثم طباعته بأحد ماكمينات الطباعة المتخصصة فى الطباعة على الورق "الكرافت"، ثم تبدأ مرحلة ثانية وهى تفريغ هذا التصميم باستخدام مقص خاص بذلك، موضحا أن أدواته بالورشة الصغيرة هى "المقص والسكين والغراء والأوراق".
وأوضح، أنه بعد الانتهاء من عملية تفريغ التصميم من الورق، يتم بعد ذلك أصعب المراحل وهى مرحلة نحت المجسم وبدء تركيب الأجزاء الخاصة بالمجسم الأصلى، موضحا أن عملية النحق على الحجر أو مادة أخرى أسهل بكثير من نحت المجسمات بالورق، فهى بحاجة إلى أسلوب وطريقة خاصة للظهور بشكل أفضل للمجسم وحتى يتم خروجه بكافة المقاسات المطلوبة ويكون النحت الخاص به بالشكل المطلوب.
واستطرد، أنه ناك مجسمات قام بصناعتها من الورق لم تتعد عملية التصنيع لها الساعات المعدودة، موضحا "اقل مجسم أخد معايا ساعتان عمل، وأكبر مجسم عملته كان لمسجد السلطانن أحمد كامى العثمانى بتركيا أخد 5 ساعات شغل على مدار 36 يوم متواصل بإجمالى حوالى 180 ساعة وكان مكون 1800 قطعة".
وألمح، إلى أن "الكرافت بيبر" غير متواجدة بالشكل المطلوب بمصر، فهى بحاجة إلى نوعية معينة من ماكينات التصوير، موضحا أن هذا الفن هو فن يابانى، "نفسى مصر كلها تشتغل فى المكان، والمصرى يقدر يدخل أى مجال وبتفرد فيه"، والمشكلة الثانية تتلخص بقلة الطلبات الخاصة به، مشيرا إلى أن القطع التى تطلب يتم بعد صناعتها كستوها بالفيبر جلاس لتحويلها كديكور للفنادق ومناطق التصوير والترفية.
واستطرد، أنه يسعى لعمل مدينة كونية تجمع كل العصور "الحجرى والجليدى والفرعونى"، موضحا أن يحاول حاليا إنهاء الإجراءات لبدء تنفيذ المدينة على نفقته الخاصة مشيرا إلى أن هذا المشروع سيكون بمثابة متحف يضم كل العصور،سيضم أحجام مصغرة للمجسمات من الأهرامات والديناصورات وغيرها من المجسمات الأخرى.