سفير بلجيكا فى حوار شامل لـ"انفراد": إصلاحات الرئيس السيسى كلمة السر وراء الاستقرار الاقتصادى والسياسى.. وهذه قصة "كوبرى إمبابة" فى تاريخ علاقتنا مع مصر.. جهود مصر لحل أزمات المنطقة محل تقدير

القاهرة تأتي ف المركز الثاني للتصدير لنا في الشرق الأوسط.. والقاهرة "عملاق جيد" يبحث عن السلام الاستقرار خلق مناخ جاذب للإستثمارات الأجنبية داخل مصر يعجبني "خفة دم" المصريين.. ومسجد ابن طولون وكنيسة "أبو سرجة" أماكن تشعرني بالروحانية والأمان نؤكد دعمنا للسودان .. وشطب الخرطوم من قائمة الإرهاب تأخر كثيرا علاقات طويلة وممتدة منذ عهد محمد على بين مصر وبلجيكا الواقعة في قلب أوروبا، توجت بالكثير من التعاون في كافة المجالات، الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ووصل حجم التبادل التجارى بين البلدين إلى 1.5 مليار يورو، كما أن هناك دعم أيضًا لدور مصر فى المنطقة المعزز للسلام والاستقرار، في مكافحة الإرهاب، أو المصالحة الفلسطينية، وكذلك في الأزمة الليبية. أسئلة كثيرة تراود المجتمع المصرى و الأوروبى، يجيب عنها فرانسوا كورنيه دى الزيوس سفير مصر في بلحيكا والقاهرة، والذى تولى منصبه منذ أشهر، وخلف ورائه منصب ممثل بلجيكا في اللجنة السياسية والأمنية الأوروبية.

وإليكم نص الحوار : - دعنا نبدأ بالسؤال عن التعاون بين مصر وبلجيكا، في أى مجالات التعاون يتم ذلك، وما هو حجم التبادل التجارى بين البلدين؟ واقع الأمر هو أن بلجيكا تواجدت فى مصر قبل زمن بعيد، منذ عهد محمد على، وأول علاقة دبلوماسية تم تأسيسها فى 1837 وهو بعد سبع سنوات من استقلال بلجيكا، وايضا في فترة مبكرة بالنسبة لمصر الحديثة ، والفكرة هنا كانت ببساطة القيام بمعاملات تجارية وهو ما فعلناه، وعلى سبيل المثال جسر إمبابة الجسر الأزرق على النيل مواطنين من بلجيكا هم من قاموا ببنائه هل كنتى تعلمى هذا ؟ لذا فالفكرة كلها كانت قائمة على التجارة والاقتصاد فى هذا الوقت، ولكن بالطبع هناك أمور أخرى على سبيل المثال يتم الاهتمام بعلم الآثار وهو اهتمام شخصى من أعضاء العائلة الملكية، فملكة بلجيكا الملكة اليزابيث زارت مقبرة توت عنخ آمون، وكان هناك العديد من الأحداث العظيمة مثل هذه ولهذا فنحن تواجدنا هنا لفترة طويلة.

وعن الحجم التجارى بين البلدين، فلدينا حوالي 1.3 الي 1.5 مليار يورو من التجارة فى كل من التصدير والاستيراد كل عام ونحن نقوم بتصدير الكيماويات و السيارات و الماكينات ونقوم باستيراد الطعام والمنتجات الزراعية، وأيضًا المعادن وبعض من كل شئ، ومصر تأتى ف المركز الثانى للتصدير لنا فى الشرق الأوسط، وهى مركز هام لأنها دولة كبيرة وبها 100 مليون نسمة لذا نود أن نكون هنا. - بصفتك سفير بلجيكا في مصر والسودان، كيف ترى الوضع الحالى فى السودان خاصة بعد رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأيضًا ما هو رأيك في مسألة النزاع الحدودى بينه وبين اثيوبيا؟ أظن أن ما يحدث في السودان هو أخبار جيدة، وهى فترة انتقالية صعبة وهشة ضمن الحكومة، ولديها أساسيات النجاح، وسنقوم بدعمها بالرغم من كونها ليست مثالية ولكنها خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح. وبالنسبة لشطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، فأنا أرى أن هذا القرار تأخر كثيرا، ونحن سعداء أن هذا قد حدث ونأمل أن يكون السبب في مزيد من التعاون . وبالنسبة لمنطقة "فشقة" بالطبع الأمر مقلق جدا، وفي نفس الوقت أظن أنها مسألة ملكية وسيادة على الأرض واضحة، ولا أظن أن هذا خاضع للتساؤل وأتمنى ألا يكون هناك حرب لأنه ليس خلاف حول السيادة والآن الخلاف هو حول ناس من أعراق مختلفة، وبلجيكا تتكون من أعراق مختلفة، ولهذا أصبحنا بارعين في اعطاء بعض الحقوق للاقليات في مناطق مختلفة من البلد، فربما نستطيع أن نفعل شيئا ولكننا لم نصل لهذه المرحلة بعد، ونحن نراقب الوضع بعناية شديدة فان لم يكن هناك تعامل بحكمة قد يتحول الأمر لوضع كارثي للجميع ولكني أظن أن الجميع يفهم هذا في المنطقة.

-وزير خارجية بلجيكا تعهد بالعمل على تقوية العلاقات الدبلوماسية و السياسية في منطقة الشرق الأوسط، ما هي أهم الجوانب التي سيتم العمل عليها؟ سياسة بلجيكا هى نفسها لم تتغير بالنسبة لرغبتها فى تقوية العلاقات الدبلوماسية والسياسية فى منطقة الشرق الأوسط، ونحن بعيدين عن المنطقة لذا بالنسبة لنا نحن نرى الوضع الحالي في البحر المتوسط من منظور اوروبي والاتحاد الذي يمثله الاتحاد الأوروبى.

وبالطبع هناك الصراع بين اسرائيل وفلسطين، ونحن سعيدين جدا بما حدث مؤخرا بالتقدم الأخير لاسرائيل وتواجدها داخل المنطقة بالاضافة للتواصل التجاري، ونحن نعتقد أن هذا أمر جيد لأمان اسرائيل، ولكن حتى يكون هذا واقعا يجب أن يكون هناك حل للمسألة الفلسطينية ونحن نظن أن هناك حل واحد وهو أن يكون هناك دولتان ويجب علينا التوجه فى هذا الاتجاه . بالنسبة لليبيا فنجد أن مصر كانت تلعب دورا جيدا جدا ويجب أن أقول، إن بالنسبة لأي وضع أو أزمة في المنطقة نجد أن مصر تلعب دورا مسالما وسيطا وهو أمر نقدره جدا في اوروبا .

- وماذا عن تدخلات الدول الأخرى في ليبيا؟ أظن أننا نود أن يكون لليبيا السيادة على أرضها وأن تكون حرة ومسالمة، ولهذا يجب أن يكون هناك حل سياسي وعلى الليبين أن يتركوا وحدهم لكي يسووا مشاكلهم بأنفسهم، ويجب على المجتمع الدولي أن يشرف على مساعدة ليبيا، والتي لديها الكثير من الوسائل المادية فهم يستطيعون الاعتناء بأنفسهم، فنحن نأمل بالمساعدة الذكية من جيرانها أن تقوم ليبيا بمساواة أمورها بنفسها. - بلجيكا مثل باقى دول العالم تعانى من الإرهاب، وخاصة في مولينبيك، كيف يتم التعامل مع ذلك؟ الأمر مشكلة أمنية، يتعاملون فيها مع مجموعة من الناس ضلوا الطريق ولجأو للعنف المفرط، ونحن ليس لدينا نموذج فيما يتعلق بهذا الشأن، فلسنا كالفرنسيين الذين يريدون أن يكون لديهم رؤية موحدة عن الموضوع أو لسنا كما البريطانيون، أن يكون لدينا رؤية مجتمعية على الأمور مثلهم، فنحن في الغالب نتبع المبدأ البراجماتي فنتعامل مع الموقف طبقا للوضع الحالي واللحظة الحالية فالهدف واحد، وهو أن يكون لدينا مجتمع متسامح، حيث يمكن للجميع أن يعبروا عن رأيهم وأحب أن أشير إلى أن الوافدين لبلجيكا أيضا عليهم احترام قيم المجتمع المضيف لهم وهذا الامر الهام أن يكون هذا في كلا الاتجاهين. قمنا بالمشاركة في التعاون ضد داعش ومع الاتحاد الاوروبي أسسنا آلية تعاون قوية لنستطيع التعامل بسرعة كبيرة من دولة لأخرى وهي تعمل بشكل جيد والمعلومات يتم تبادلها بسرعة الضوء وهذا ساعد على تفادي الحوادث والهجمات فنحن نشطين جدا في التعاون الأوروبي.

- هل تعتقد أن الإصلاحات الأخيرة في مصر، تجذب الاستثمارات الأجنبية؟ مصر استطاعت تأسيس سمعتها كدولة مستقرة، على الصعيد الاقتصادى والسياسى، وهو ما يحتاجه ويتطلع إليه رجال الأعمال، بالإضافة إلى القدرة على التوقع، فيريدون القدرة على حساب المخاطر مع إمكانية تقليل المخاطر لأقل معدلاتها وبمجرد ما يكون معدل الخطر مستقرا يعرفون عندها ما يفعلون وكيف يستغلون استثماراتهم ومتى، وما حققته مصر في السنوات الاخيرة هو الاستقرار من ناحية الأمان ومن ناحية الاقتصاد الكلي، ومعدل تضخم مستقر ومعدل تطور مستقر واطار عمل قانوني مستقر، وهو امر مهم جدا وأظن انه بالنسبة للعمل إمكانية الوصول للعدالة والمحاكم وعلى سبيل المثال تأسيس المحاكم المتخصصة هذا ساعد جدا وهذا كله يتحرك في الاتجاه الصحيح، الأمر يستغرق بعض الوقت لكي تترسخ صورة دولة ما في الرأي العام ولكنه يحدث بالفعل. - ما هو تقييمك لأداء الحكومة المصرية والإجراءات التي اتحذتها لمواجهة وباء كورونا؟ كل الدول تعاملت بإجراءات مختلفة لمواجهة وباء كورونا، وضرورة الموازنة بين الأنشطة الاقتصادية والصحة العامة، في بلجيكا كان هناك معضلة مختلفة، تتمثل في أن أكثر المواطنين في مجتمعنا كبار في السن، وليس شبابًا أصحاء كما في مصر، وفى نفس الوقت الرأي العام في مصر مرتاح وراض عن الإجراءات التي تم اتخاذها بما يعنى انها جيدة، والنظام الصحى، وأنه قادر على المقاومة، وفى رأى تعاملت مصر مع الأمر بشكل صحيح، دون انهيار الاقتصاد، وعلى الرغم من وجود حالات كورونا، إلا أنها انحصرت، مع تماسك المجتمع والنظام الصحى، لذلك أحب أن أهنئكم. - في رأيك.. هل أظهر وباء كورونا الضعف في الاتحاد الأوروبى؟ يجب أن نتذكر انه لا يوجد اختصاص محدد مشترك للصحة العامة كمشترك اوروبى، وكلنا قمنا بأفضل مالدينا ولكن لم يكن هناك شيء مستعدين له للعمل معًا ، لذلك يوجد بعض الصعوبات والتحركات البطيئة بعض الأحيان ولكن يجب أيضًا أن تعرفى ان انتماء المواطن لدولته خاصة في حالات الكوارث يعود الى دولته وهذا طبيعى، انه نظام بطئ ولكن كان رد قوى وجيد ومتماسك، أوروبا أعطت 1 مليار يورو لمنظمة كوفاكس لمساعدة الدول الأخرى و الجنوبية لمحاربة الفيروس لذا كان في نظام جيد ، وبلجيكا من أكثر الدول التي تضررت بشدة من وباء كورونا، لأننا في قلب أوروبا، نفتح الأبواب لكل الأشخاص، وكل شخص يعبر من خلال بلجيكا. - ولكن الاتحاد الأوروبى يعانى أزمة لقاح حاليًا؟ الأشياء تسير ببط ولكن لا اعتقد أنها كارثة واكن هناك بعض التعقيدات من بعض مصانع ومنتجى اللقاح، ولكن يتم تدريجيا انهاء هذه المشكلات وذلك ليست كارثة وبالطبع هناك ويتم تدريجياً انهائها ولذلك ليست كارثة. وبالطبع في نفس الوقت، الكل يريد ان يحصل على التطعيم وهناك مجموعة لاتريد ان تتطعم وتشك في التطعيم وتخاف منه ولا نعرف بالظبط ما يريده الرأي العام بصفة عامة، ولكننا نتعامل معها بهدوء ، بالفعل ليس بالمقدار الذى يجب ان تكون عليه ولكن ليس كارثة . - كيف ترى دور مصر في بعض القضايا التي يشارك فيها الاتحاد الأوروبى، لدعم السلام والاستقرار في المنطقة؟ أنا اعتبر مصر مثل العملاق الجيد في الشرق الأوسط و الذى يبحث عن السلام والاستقرار ودوره واضح في عملية السلام ، وهى الدولة التي عملت من قبل مفاوضات للاستقرار وطبقت سلام مع إسرائيل في ظروف صعبة وكانت شجاعة جدا لعمل ذلك، ولديها شبكة علاقات قوية مع الدول، وتحاول دائمًا جمع الساسة من أجل حوار يبعد عن الحرب ،كما فعلت في ليبيا ووضعت آلية 5 *5 ، و تتعاون مع الحكومة الجديدة رغم أنها لا تسير على نفس الخط الأيدلوجى معها، ولكنها دائمًا ما تسعى للأفضل. - وماذا عن دور مصر في قضية الهجرة؟ ممتنون لمصر في قضية الهجرة التى قد تكون خطرة على أوروبا لأنها لو كانت غير منظمة قد تؤثر سلبيًا على النظام الاجتماعى والشئون الصحية لدينا، و عملنا لوقف التدفق، ومصر كانت شريك جيد وقوى وكان من السهل أن فتح الحدود وترك الجميع يذهب ولكن لم تفعلوا ذلك نظمتم هذا ونحن ممتنون .

- بلجيكا عاصمة الشوكلاته.. هل تأثرت هذه الصناعة بوباء كورونا؟ لا اعتقد ذلك، نحن نبيع نفس الكمية في السابق وقد تكون أكثر، حتى نحافظ على معنوياتنا مرتفعة بسبب تأثيرات الوباء، ولم تتأثر من كورونا. - هل هناك زيارات مستقبلية على مستوى دبلوماسي عالى بين البلدين؟ أتمنى أن يكون هناك، وبالطبع سيكون هناك زيارات مثل افتتاحية المتحف الكبير الذي تم بناءه بواسطة تحالف بين شركة مصرية وبلجيكية، وهذا بالطبع سيجذب عدد كبير من الزيارات، وايضا زيارات عالية الأهمية، وأنا أظن ان وزير الخارجية سيود أن يحضر في مرحلة ما وربما أيضا زيارة أو اثنين أخريين إن شاء الله. -منذ تواجدك في مصر، ما هي أهم المناطق التي زرتها، وما الذى جذبك في المصريين؟ أنا اتيت إلى هنا مرة قبل 30 سنة، وأحببت مصر والقاهرة من اول نظرة وهى فوضوية محبوبة، وجميلة، أحببت خفة دم المصريين، وأحببت بعض الأماكن بالتحديد وذهبت الى رؤيتها بعد 30 سنة مثل مسجد ابن طولون، وهو أحد المساجد المحببة إلى قلبى، كان كما رأيته من قبل، تشعر فيه بالكثير من الروحانية، وكذلك كنيسة القديس أبو سرجة، التى منذ رأيتها أول مرة، وهى آمنة وغامضة، وبها الكثير من الروحانيات، ولما رأيتها اول مرة كانت آمنة وغامضة وروحانية. وعندما عدت إلى مصر منذ شهرين، رأيتها كما هي جميلة، وبها الكثير من الناس يقبلون بعضهم، ويقضون أوقات مرحة وينظمون الحفلات، والمصريون شعب متدين وهذا يعجبنى.

- وماذا عن الطعام المصرى؟ الأكل المصرى يجعل السفير سمينًا، وهو جيد، لم أتذوق الملوخية بعد وهى فضيحة، ولكن لم يكن لدى الفرصة ولكن تذوقت الكثير وهى جيدة وأفضل الاكل اللبناني ولكن لابأس أيضا بالطعام المصري. - هل أحببت كلمات أو مصطلحات عربية؟ أنا أتحدث العربية، ولكنها صعبه، بالنسبة لغير الناطقين بها، وأحصل على بعض الدروس فيها، ولدى بعض الكتب العربية للتعلم منها، وأحاول دراستها ساعة يوميًا، ولكن لهذه اللحظة ليس لدى القدرة الكافية على تكوين جمل.




























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;