فى قرية صغيرة بعيدة عن العمران، يعيش أهالى "الرغامة البلد" التابعة لمركز كوم أمبو بمحافظة أسوان، داخل بيوت ريفية بسيطة من قدمها تكاد تسقط على رؤوس قاطنيها، بعد أن توغل فى جدرانها التصدعات والشروخ وأصبحت آيلة للسقوط عليهم.
ومع إعلان رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، عن تطوير القرى المصرية ضمن مبادرة حياة كريمة، عبر أهالى قرية الرغامة البلد لـ"انفراد"، عن سعادتهم وفرحتهم العارمة بهذه المبادرة خاصة أن قريتهم ضمن مشروعات التطوير فيها.
ووصف عبد الله محمد حسين، من أهالى الرغامة البلد، عن واقع المنازل فى القرية، قائلاً: "غالبية الأهالى فى القرية يعيشون فى منازل ريفية بسيطة مبنية بالطوب اللبن، وذلك يرجع للحالة المادية المحدودة لسكان القرية، كما أن هذه المنازل توارثوها عن آبائهم وأجدادهم ومعظم المبانى تهالكت وأصبحت آيلة للسقوط، ولم يستطع سكانها أن يطوروها إلا القليل أو جزء من المنزل".
وقال عبد الله: ما يؤثر على المنازل بشكل كبير هو انتشار المياه الجوفية فى القرية وتسربها على المنازل حتى تسببت فى تآكل الجدران وتهددها بالسقوط فى أية لحظة على رؤوس ساكنيها، مشيراً إلى أن الأهالى لا ينامون آمنين فى هذه البيوت خوفاً على سقوط جدران المنزل على الأطفال والأسر المقيمة فى المنزل، أملاً أن تأتى مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى تغيير هذا الواقع وتحويل بيوتهم إلى منازل كريمة آمنة.
وتابع حسن حامد، من أهالى القرية، الحديث قائلاً: عانينا كثيراً من المياه الجوفية التى كانت سبباً رئيسياً فى تهالك البيوت والتأثير على حالها، مشيراً إلى أنه حاول بناء منزله للابتعاد عن كوارث البيوت البسيطة التى أصابتها المياه الجوفية، ولكن المياه الجوفية لحقت بمنزله وأصبح أيضاً مهدد بالسقوط، رغم عمليات الإحلال والتجديد التى أجراها للمنزل وكلفته الكثير.
وأضاف أحمد عبد الله طاهر، أن قرية الرغامة البلد من القرى الفقيرة التى تحتاج إلى تطوير فى شتى المجالات ومن أبرزها توفير منازل آمنة للمواطنين الذين لا يقدرون على تحمل تكاليف تطوير أو بناء منزل جديد يحميهم من برد الشتاء الذى يتسرب إليهم عبر التشققات المنتشرة بالجدران، أو من سقوط الأمطار التى تخر عليهم من السقف لأن أسقف البيوت فى القرية عبارة عن جريد النخيل ومع الوقت تظهر الفتحات التى تسبب خطورة على المقيمين تحته، مشيراً إلى أن هناك بعض الأهالى تركوا هذه المنازل وسكنوا مع أقاربهم وذويهم خوفاً من تساقط البيوت عليهم.
وطالب مصطفى فتحى، رئيس إحدى جمعيات تنمية المجتمع بقرية الرغامة البلد، برصف شوارع القرية الداخلية لأن جميع الشوارع داخل القرية هى شوارع ترابية غير مؤهلة لسير العربات خاصة بعد تأثير المياه الجوفية عليها والتى أدت إلى ظهور منحنيات ومرتفعات فيها، وعلق قائلاً: منتظرين حياة كريمة بفارغ الصبر، حتى تقضى على كل هذه المشاكل وتغير واقع القرية إلى الأفضل.
وأوضح إبراهيم عبد الفتاح سليم، من أهالى الرغامة البلد، أن سكان القرية من أكثر الناس فرحاً بمبادرة الرئيس "حياة كريمة" لأنها ستقضى على مشاكل المياه الجوفية بعد توفير مشروع الصرف الصحى، وكذلك بناء منازل آمنة يعيش فيها السكان بأسرهم وأطفالهم وسط ارتياح وأمان، بالإضافة إلى الخدمات الأخرى التى تقدمها مبادرة حياة كريمة من توفير وحدة صحية مجهزة تقدم خدمات طبية وتنقذ الأهالى الذين يعانون فى إسعاف الحالات الطارئة والتوجه بها مسافة تصل لـ20 كيلو مترا لأقرب مستشفى أو مدينة قريبة، وهى مدينة كوم أمبو، بالإضافة إلى تحقيق المبادرة لاستقرار التيار الكهربائى الذى ينقطع باستمرار فى القرية وتوفير مياه شرب نقية.
وفى السياق ذاته، تسلمت الشركة المنفذة لمشروع الصرف الصحى مواقع محطات الرفع بقرية الرغامة البلد بمركز كوم أمبو، لتنفيذ مشروع الصرف الصحى ضمن المبادرة الرئاسية حياة كريمة.
وأكد أحمد عبد النبى، رئيس المجلس القروى، أن العمل يجرى على قدم وساق فى تنفيذ المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، تنفيذاً لتوجيهات اللواء أشرف عطية محافظ أسوان، ومجلس الوزراء بمتابعة تنفيذ مبادرة حياة كريمة لتطوير الريف المصرى، موضحا أن المجلس تحت إشراف الوحدة المحلية لمركز ومدينة كوم أمبو برئاسة يحيى مصطفى، بدأ إجراءات التنفيذ من خلال عقد جلسات استماع مع عناصر وممثلين من أهالى القرية، لرفع احتياجات القرية، والبدء فى الخطوات الأولى لتنفيذ هذه المشروعات.
وقال، إن الحكومة خصصت ميزانية مالية جيدة لمبادرة حياة كريمة لغير القادرين وتطوير القرى الأكثر احتياجاً وتوفير كافة المرافق والخدمات الصحية والتعليمية والأنشطة الرياضية والثقافية، مؤكداً أن المبادرة التى أطلقها رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى عام 2019 لتحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا على مستوى الدولة، تساهم فى الارتقاء بمستوى الخدمات اليومية المقدمة للمواطنين الأكثر احتياجاً، وبخاصة فى القرى.
وتابع أنها تهدف إلى توفير الحياة الكريمة للفئات الأكثر احتياجا على مستوى الجمهورية، كما تتضمن شق للرعاية الصحية وتقديم الخدمات الطبية والعمليات الجراحية ، وصرف أجهزة تعويضية، وتنمية القرى الأكثر احتياجًا وفقًا لخريطة الفقر، وتوفير فرص عمل بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة فى القرى والمناطق الأكثر احتياجًا ، وستشهد زواج يتيمات.